اليسار المغربي قتل فينا روح الإبداع بمقولاته التي كرست فكرة الشمولية والكلية حتى الحداثة التي برمجها في إطار إيديولوجيته لم تكن حداثة مبنية على أسس عقلانية متحررة. اليسار المغربي فشل ومات ،أراد أن يحيا على حساب منظومتنا الأخلاقية ،إذ انكب قادته الجدد على تقديم اجتهادات تدعو المغاربة لتبني مقاربة دينية جديدة .
لاشك أن الاجتهاد في الدين ممتعا ومرحبا به .لكنه اجتهاد ملغوم .لان الدعوة موجهة للمتنورين من العلماء والفقهاء.وفي خفايا بواطنهم لا وجود لفقيه متنور .فالكل تجمعهم سلة واحدة .فقهاء ،علماء أعداء إيديولوجيين.
فقد اليسار المغربي الكثير من بريقه ،وانهمك في أمور مضحكات ،فمن دفاعه عن قيم الحرية ،انحدر خطابه الى مستوى جعل اليسار يربط الحرية بالمرأة
حرية المرأة .المخلوق العجيب ،الاسطورى . تحولت المرأة الأسطورة لتصبح ك "زيوس" كبير آلهة اليونان ليتحول الرجل لحمل جميل إلى "بروميثيوس" الذي علق على جبل القوقاز عاريا .بينما النسر الالهى يأكل كبده .وحتى يدوم عقابه للأبد.فقد أمر "زيوس" بأن يخلق له كبد جديد كلما فني واحد .لقد تحمل اليسار المغربي حبه للمرأة بأن جعل الرجل معلقا عاريا .وأطنب في الحديث عن حرية فقدتها النساء اليساريات اللواتي يعانين من عجرفة قيادات وسلطة رجولية ديدنها ترديد شعارات وخطب لدغدغة الشعور لدى النساء مع ما يعنى ذلك من استمالة تعاطف القوى الغربية التى ترى فيمن يدافع عن حق المرأة ،ترى فيه سفيرا للحرية وداعية لحقوق الإنسان .
ضيع اليسار المغربي على بلدنا الكثير من نقط التحضر والبناء.فلا شك أن اليسار تخلف عن الركب الحضاري منذ انشغاله واحتكاره راية الدفاع عن الحرية والمساواة والعدل وحقوق الإنسان وهى الحقوق التى أضاعها اليسار عندما كان يحكم بلاد العالم الثالث بقوة الحديد والنار .
إن معالجة اليسار لقضايا مرتبطة بمسائل الإرث وتعدد الزواج ،أدخله في حرج حتى مع محيطه ،المحيط إسلامي محافظ يرفض بتاتا فكرة وجود اجتهاد بشري مع وجود نص قطعي الدلالة "لا اجتهاد مع وجود نص قطعي " .
في بلادنا اقترن فعل اليسار بخطب تقرير مصير شعوب المغرب الأقصى .وبإسقاط النظام السياسي والثورة . وأدخل الشك في معتقدات الناس ، ولذلك فشل مرة أخرى بعد أن فشل مرات عدة .
هذا هو يسارنا ضائع بين حيطان النسوة ...
محمد الاغظف بوية
التعليقات (0)