حين يكثر الذباب والبعوض في البيت ويبدأ في إقلاق الراحة نرشه بال ..ددت فيقضي عليه في لحظات...لاحظ هذا أحد العلماء فصنع قنابل الدخان ليطرد البشر المتجمعين في أي ساحة ...لم يشأ نظرا لرأفته بالناس أن يرشهم بالمبيد ولكن بما يشبه طارد الناموس (البعوض) وما يسمى بالإنجليزية (mosquito rebeler) على اعتبار أنهم من بعوض البشر الذي يقلق راحة الحكومة أو الرئيس فعهد بالرش إلى وزارة الداخلية ....وقد اعترضت وزارة الزراعة على انفراد الداخلية بالعمل الذي يدخل في نطاق أعمالها فهى المكلفة بمكافحة الحشرات وديدان الحقول وذبابة الفاكهة فلماذا لا تضطلع أيضا بمكافحة حشرات المجتمع البشرية المشاغبة ؟؟!! كتب وزير الزراعة إلى السيد الرئيس ملتمسا تكليفه بهذا العمل الوطني ...رد السيد االرئيس بقوله الذي أفحم وزير الزراعة ...ألم أعطك مجالا لتقضي عليهم بالزراعات المسرطنة والخضروات البكتيرية والمبيدات المغشوشة؟....أنت لم تقم بواجبك !! أنت الذي بدأ الملالة والصدود وخان أمري ...فإذا دعوت اليوم قلبي للتصافي ...لا ....لا ...لن يلبي ...وهنا تدخل نائب الرئيس ليهدئ الجو فقال : سيدي الرئيس لقد ساهم وزير الصحة في إبادة المشاغبين بدون تكليف منك فأعطاهم دواء مغشوشا وأمر بإهمالهم إذا دخلوا المستشفيات الحكومية فألتمس من سيادتكم بصرف مكافأة سخية لوزير الصحة...وهنال استشاط الرئيس غضبا : وتدافع عن وزير الصحة ولم يجتهد في توزيع أكياس الدم الفاسد الذي استوردته خصيصا للمرضى والجرحى؟ إنه يستحق خصم مليون دولار من مرتبه هذا الشهر حتى لا يستطيع تغطية مصروفات رمضان عقابا له على إهماله...كنت أظن أنك سوف تدافع عن وزير التموين الذي لم يدخر جهدا في تسميم الرغيف بالقمح الفاسد الذي نستورده خصيصا لكل أفراد الشعب....هنا وجد نائب الرئيس فرصة ليعلن عن مجهوداته الذاتية التي لا ينكرها أحد فقال: سيدي الرئيس أنا وبكل تواضع سرقت معظم أموال الشعب ونقلتها إلى حساباتك في الخارج لأحرم الشعب من القدرة على شراء الطعام والعلاج وجعلت الحصول على رغيف واحد مهمة صعبة رغم أنه رغيف مسرطن ....إقتنع الرئيس بقول النائب المجتهد ومنحه صرة من البلاتين بها ألف ألف قطعة وأعطاه صك ملكية عشرة آلاف فدان من أجود الأراضي في مصر العامرة وعدة ملايين من الأمتار في أغلى أماكن السكن على أن يبني له قصرا منيفا في وسط مدينة الأحلام
التعليقات (0)