مواضيع اليوم

قميص يوسف..!

نور الإيمان

2011-05-15 07:03:47

0

قميص يوسف...!

تجلسُ على إحدى الصخور المتناثرة على الشاطئ جلسة فيها انحناءة الانكسار.. مُطرِقة برأسها إلى الأرض وتنساب على وجنتيها الدموع التي ما إن تصطدم بالصخور حتى تصبح لألئ ودرر يبتلعها البحر في جوفه..!
حين بدأ الفجر بطيّ سجل الظلام.. مدت تلك الفتاة يدها نحو الشمس واستلت منها خيطاً ذهبياً ثم بدأت بالغزل..!
اقتربتُ منها مندهشة وسألتها من أنتِ..؟! و وددتُ لو أنها رفعت رأسها لأنظر في بريق عينيها علهُ يجيب عن تساؤلاتي ولكنها أجابت دون أن تزيح عينها عن غزلها الذي بيديها..
- لستُ من الإنس ولا من الجن ولا أسطورة لحورية تعيش في البحر..
- عجباً..! ما أنتِ وما تكوني إذاً..؟!
توقفت عن غزلِها وقالت..
- أنا آهات المتأوهين وصبر الصابرين والآم المتألمين وجراح المجروحين وانتظار المنتظرين.. أنا الدموع المنسابة في جوف الليل بعيداً عن الناظرين..
- حسناً.. وما الذي تفعلينه هنا وحدكِ..؟!
- أغزل من خيوط الشمس قميص يوسف..
- قميص يوسف..؟!
- أجل.. لألقيه على قلوب أحبتي بلسماً يداوي الجراح..
- وهل ألقيتِ على قلبي قميص يوسف.. أم...
- لا... لابد أن تنتهي كل خيوط الشمس ويكتمل القميص.. فتحين اللحظة وينبثق النور..
- أيّة لحظة وأي نور..؟!
رفعت رأسها وقد شدني بريق عينيها الممتد.. وقالت..
- حسناً تريدين رؤية ذلك.. تعالي معي.. أمسكت بيدي.. و وقفت على الماء وأنا بجانبها ثم مشت عليه بسرعة لا أدركها وأسرار أجهلها.. وتوقفنا عند نقطة ما لعلها خارج حدود الأرض وربما الزمن.. ثم قالت..
- انظري إلى السماء..
- رفعتُ بصري فإذا بالشمس والقمر إلى جوار بعضهما البعض ولكن دونما نور أو ضياء... بينما الأرض مُشرقة بنورٍ ملأ الأرجاء...!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !