لم نكن لنصدق كلام البنتاغون عن عدم علمه المسبق بالتدخل السعودي في البحرين ، فالمنطقة اللتي لم يكن الأتحاد السوفيتي يجرأ ، حتى في أيام عزه في الستينات والسبعينات ، على تحريك قطع عسكرية اليها ألا بعد أبلاغ الولايات المتحدة مقدماً بهذه التحركات ، لا يمكن لقادتها سواء في البحرين أو السعودية ، أو باقي المنطقة ، أن يرتكبوا خطأً فادحاً مماثلاً .
ولأن كذبة البنتاغون كانت أكبر من أن تصدق ، أضطرت وزيرة الخارجية الأمريكية للأعتراف من القاهرة ، بعلم الولايات المتحدة المسبق بالتحركات السعودية – الخليجية لقمع الأنتفاضة البحرينية السلمية بالأسلحة المصنوعة في معاملها .
وبالرغم من أنتهاج الولايات المتحدة لذات النهج الأنتهازي السابق في تعاملها مع الأنتفاضة البحرينية ، بمسك العصى من المنتصف ، والكلام عن ظبط النفس ، والحلول السلمية ، واللذي رددته حكومتها أثناء ثورات مصر وتونس وليبيا ، ألا أن الوزيرة الأمريكية هذه المرة كانت أكثر صراحةً ووضوحاً ، بوقوف حكومتها الى جانب آل خليفة ضد شعب البحرين البطل .
فلقد صرحت كلنتن بأن الولايات المتحدة كانت على علم بالطلب الحكومي البحريني للمساعدة السعودية ، وأردفت قائلةً ، " أن من حق الحكومة البحرينية طلب المساعدة " ، ما يعني الموافقة الأمريكية على قمع الأنتفاضة .
أكدت وثائق دبلوماسية سُرّبت إلى موقع «ويكيليكس» أن الدبلوماسيين الأميركيين في المنامة لم يعثروا على أي دليل على تورط ايران في اضطرابات البحرين ، ولاحظوا في وقت مبكر من العام 2008 تصاعد التوترات في البحرين ، كما أكدت الوثائق المذكورة أن الولايات المتحدة رفضت مراراً مزاعم الحكومة البحرينية بأن ايران تدعم تحركات الشيعة هناك .
وعلى الرغم من ان المنتفضين في البحرين هم من جميع شرائح المجتمع ، ألا أن عاهل البحرين وحلفائه الخليجيين مصرين على ألباس الانتفاضة لباسأً طائفياً ، لذات الأسباب اللتي جعلت القذافي يدعي بأن ثوار ليبيا هم من القاعدة .
وبالرغم من كل ذلك ، قررت الولايات المتحدة هذا الوقوف الواضح مع الدكتاتورية ، وقمع الأنتفاضة بأيادي سعودية – أماراتية لعدة أسباب ، أهمها ، أن منطقة نفوذها المهمة هذه لاتقبل المزح او المقامرة ، خاصة وأن أية هزة في أمدادات المنطقة من النفط ، ستعني ضربة هائلة للأقتصاد العالمي المترنح .
وأيضاً لتجنب مشاكل هي في غنى عنها مع الشعوب العربية الممتعضة أصلاً من الأزدواجية الواضحة في سياساتها تجاه قضاياها ، مع موافقة ، ولو احترازية ، على الطروحات الطائفية اللتي البست للأنتفاضة البحرينية عنوةً .
وهاهي اليوم ضحايا الشعب البحريني تتساقط بيد المجرمين القابعين على عروش الخليج بخسة ودنائة مماثلة لخسة ودنائة القذافي عبر ملاحقة حتى الجرحى العزل في المستشفيات لضربهم وألقاء القبض عليهم . وبمباركة أمريكية – غربية حقيرة .
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1773&articleId=1635&ChannelId=41631
http://arabic.cnn.com/2011/bahrain.2011/3/15/USsurprise.bahrain/index.html
http://arabic.cnn.com/2011/middle_east/3/15/clinton.middle_east/index.html
التعليقات (0)