قمر يطل علي من خلف القضبان
يضيء ليلات سجني ويحاكي أحزاني
قمر يداعب عيناي فارمقه طويلا
فأحاكي أطياف النور وأحزانا بفؤادي
فالذكرى تشجيني ... ولوعاتي تبكيني
فهمومي تطعنني في قلبي وأحزاني تذبحني
في عيناي احبس دمعي والذكرى تؤرقني
لما اشتد علي الحبس وكويت بآلامي
آهاتي من بين ضلوعي تنطقها زفراتي
آه يا تنهيدة قلبي في لوعي وأحزاني
أرقب في هول وبجزع وقت شروق الشمس
وأروح بفكري وشرودي إلى حيث أشجاني
آه كم أحسست بضيم لما عشت بسجني
ورحى الأيام تدور تسرق مني عمري
آه يا دمعاتا سالت تحرق وجنتي
تكتب أحزاني وأساي تصدعني بكياني
أنت يا شجوي وآلامي يا زنزانة سجني
اذكر أني فيك قضيت أيامي وسنواتا من عمري
تأخذني لحاضر مجهول لا ادري إلى أين
فأتيه بفكري وشرودي فإلى أين امضي
والليل ظلام وسكون ومتاهات طريق
القمر يصنع لي ظلي .. وفي سجني لي ظل
ظلي يرسمني بالأسود لون ظلال القمر
فتهيج في قلبي أحزاني وتثور بكياني
آه يا دمعا اذرفه يلمع تحت النور
ويصير بخارا يتصاعد نحو سماء الكون
لما شعاع الشمس يداعب قطرات دموعي
إذ سالت من عيني تسبح فوق وجوني
غاب القمر حزينا عني تاركـني في لوع
وأشرقت الشمس بضياها بدفء وحنين
ورحت انتظر الليل ليعود لي القمر
فأراه أنيسي في سجني ... في زنزانة قهري
يا قمرا يؤنسني بسجني لا تتركـني بقيدي
فتعال إلي لتؤنسني في حدائق وحقول
إني أهيم إلى رأياك من خلف الأغصان
إني أهيم إلى رأياك من بين الورود
وأهيم ليوم أراك من نافذة داري
وحولي أطفالي الأربعة والأهل بداري
أذكرك يا قمر ... مذ كنت صغيرًا
رأياك قيثاري ... والهام قصيدي
التعليقات (0)