قمة نواكشط
بعد سبعين عاماً من تأسيس جامعة الدول العربية احتضنت العاصمة الموريتانية نواكشط القمة العربية الـ27 وسط ظروف إقليمية ودولية مٌعقدة يغشاها الارهاب العابر للحدود والتدخلات الإيرانية والروسية بالمنطقة العربية وسط صمتٍ دولي وقلقِ مٌسيطر على هيئة الأمم المتحدة , كثيرون لا يعرفون شيئاً عن موريتانيا البلد العربي الأفريقي فالقمة العربية لم تٌسعف موريتانيا للتعريف بها شعبياً فالعرب شيعوا الجامعة العربية منذ زمنٍ ودفنوها بعدما وقفت بجانب الجلاد السوري تحت غطاء تقصي الحقائق , انعقاد القمة بنواكشط سيضع تلك الدولة التي اشتهرت في فترات ماضية بالانقلابات والمؤامرات العسكرية على السلطة والجهل والتردي المعرفي والاقتصادي بخانة التساؤلات العربية الشعبية فأين العرب عن ذلك البلد الذي يتميز بعلاقات دبلوماسية رفيعة المستوى مع اسرائيل ويعيش بمعزلٍ عن الأمة العربية ومتكئاً على عمقه الأفريقي , الرئيس الموريتاني أفتتح القمة بإدانة السياسات الاسرائيلية والحق الفلسطيني والعربي والاسلامي مؤكداً على ضرورة حل القضية وفق القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية وهذا ما جعل قادة وزعماء وممثلي الوفود يصفقون بحرارة لم تشهدها القمم السابقة خصوصاً وإن الرئيس أكد على عدم نسيان القضية الفلسطينية عربياً رغم الظروف التي تشهدها المنطقة العربية ورغم علاقات بلادة المتميزة مع اسرائيل , كلمات جميلة والأجمل عندما تتحول تلك الكلمات لبرنامج عمل لا يتوقف وهذا ما ينشده العرب أجمع , إدانة التدخلات الايرانية بالمنطقة العربية تتكرر دائماً دونما يكون هناك خطة واضحة لوقف تلك التدخلات ووضع حد لها وتصحيح مسار الحكومات المتحفظة على الادانات الكلامية كلبنان والعراق , لن يصل العرب لخطة واضحة توقف التدخلات الايرانية بسهولة وعليهم البدء بحل الكلمات المتقاطعة المتمثلة في طرح التساؤلات ومن ثم الاجابة عليها ومن أهم التساؤلات , ما الثغرات التي وجدتها إيران بالجسد العربي وما الدوافع وماهي الوسائل الرادعة وماهي الخطط البعيدة والقصيرة المدى لمواجهة تلك التدخلات وأين يكمن حسن الجوار والمواجهة الدبلوماسية والغير دبلوماسية في قاموس المرحلة , مثل تلك التساؤلات وغيرها ستصل بالعرب لنتائج ملموسة وستضع العرب على طريق التصحيح التنموي والسياسي والاجتماعي الذي أساسه المواطنة بغض النظر عن أي انتماء أخر .
الإعلام العربي لم يٌسلط الضوء على ضعف الامكانات الرسمية الموريتانية فالقمة عٌقدت بمخيم أقيم للوفود المشاركة وكثيرٌ من الزعماء أعتذر لأسباب تنظيمية على رأسها الأمن , ضعف الامكانات يعني حاجة موريتانيا للعرب وللاستثمار العربي في المكان والانسان وهذا ما جعل موريتانيا تفتح ذراعها لاستقبال العرب وقمتهم بعد اعتذار المغرب عن تنظيمها ...
التعليقات (0)