تجمع وتحالف ورص صفوف مشتتة..هو ما يحكم مواقف قوى الثورة المضادة..وتنظيم للامكانيات وتلملم في تجمعات ومجالس تتجاوز الحدود الجغرافية الى المشتركات في الديكتاتورية والحكم العائلي المنغلق ورفض المشاركة الشعبية في القرار..هو القاسم المشترك في حراكها نحو التقاطع مع الحركات التحررية العربية..
تقاطع وتحالف على باطل الاستبداد قد يكون سببا كافيا يحتم على الديمقراطيات العربية الناشئة التجمع على حقهم في تكوين في كيانات مؤسسية وقمم ومنتديات رسمية وشعبية لا يشترط ان تكون مضادة للحراك الآخر..ولكنها ضرورية قطعا لبحث آفاق التعاون والتضامن فيما بينها تحقيقا لآمالها في التنمية والرخاء وبناء الدولة الوطنية الحرة..
تجمع يضمن عدم بقاء قنوات الاتصال فيما بين قوى الثورة العربية على درجتها المنخفضة واستمرارها على مستوى التمنيات والدعم الشفهي او الوجداني ..ذلك الشئ الذي يسهل كثيرا على قوى الثورة المضادة مهمة تجزير الثورات العربية وتطويقها وتحطيم وشائجها تحت طائل مفاهيم الخصوصية الوطنية والعوامل الذاتية وتفرد الرؤى والمنطلقات للقوى الثورية العربية وعدم امكانية النظر الى الثورات العربية كجزء من عملية تغيير ديمقراطي شاملة تعم المنطقة..
وهنا قد يكون العراق..بصفته الدولة الاهم والاغنى والاعرق في المنطقة..ولكونه صاحب التجربة التي قطعت الشوط الاطول والاصعب والاكثر دموية وكلفة في مسيرة الديمقراطية العربية..ولانه صاحب التاريخ الاكثر قتامة في مواجهة قوى التطرف المناهضة للحرية والعدالة والمساواة والمدعومة من قوى الديكتاتورية والاستبداد العربي التي تقود الثورة المضادة الان..ولكل هذا وذاك..فان العراق مطالب بان يكون السباق الى احتضان الديمقراطيات العربية في تجمع او اطار سياسي واقتصادي وشعبي يستهدف بناء اسس التضامن والتعاون البناء ما بين الدول العربية التي اختارت طريق الحرية والتعددية والتداول السلمي للسلطة وتعاهدت على احترام خيارات الشعوب المعبر عنها بالانتخاب المباشر عن طريق الاحتكام الى صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ومباشرة مستندة الى دستور متفق عليه وطنيا..
تجمع يكون اساسا صالحا لتكوين فهم مشترك حول الاوضاع في المنطقة ومنبرا لتبادل الآراء والخبرات مع شعوب العالم الحر ووسيلة لترسيخ الاطر الدستورية والقانونية التي تشكل الدولة الديمقراطية الحديثة بما يعزز من قيم المواطنة والسلام وبما يقارب ويلحق بالخطوات الحثيثة التي يبذلها الاستبداد العربي في لملمة اشلاءه في اطارات وتجمعات ومجالس متقاطعة مع مبدأ الحرية والديمقراطية والمشاركة الشعبية في الحكم..
نتمنى ان نرى توجها واندفاعا من قبل الحكومة العراقية تجاه الاهل في البلدان المتحررة من نير الديكتاتورية والاستبداد بقدر يوازي او يتجاوز قليلا التلهف اللاهث الذي ابداه تجاه استضافة محفل القادة الخارجين عن الشرعية والقانون والاعراف الدولية والانسانية.. ونأمل من دبلوماسيته الابتعاد عن سياسة استرضاء الأنظمة المفخخة على حساب مصداقية وجدية مفهوم التضامن العربي.. والعمل على تكوين إطار تأسيسي من الدول الحرة التي تتعاطى بواقعية مع مفردة الزمن والمعنية بالتوصل إلى مقاربات حقيقية لمشاكل العرب الأزلية وإبعادها عن المزايدات والمهاترات اللفظية..
ولن يكون من نافل القول الاشارة الى ان ابتعاد العراق عن دوره الطبيعي في دعم واسناد الشعوب العربية الحرة قد يفقده الى الابد الفرصة الاقرب الى التكليف لقيادة اهم حدث تاريخي مفصلي في حياة الامة منذ عهد الرسالة المحمدية والخلفاء الراشدون ولحد الآن..والتغير الاهم الذي سيصحح العلاقة الملتبسة ما بين الشعب والملك العضوض التي بدأت منذ بواكير الدولة الاموية وحتى الراهن المعاش من ايامنا..هذا ان لم نقل بان العراق سيفقد بتجاهله هذه المسؤولية العظيمة مشروعية ومصداقية الشعارات الديمقراطية التي تعلي من الحرية والتعددية والتداولية وحقوق الانسان والتي تستند عليها العملية السياسية الجارية حاليا في العراق..
التعليقات (0)