مواضيع اليوم

قمة الدوحة امام الامتحان الصعب

غازي ابو كشك

2009-04-01 08:48:34

0

قمة الدوحة امام الامتحان الصعب

قمة الدوحة
أمام الامتحان الصعب


 

المستقبل - الاثنين 30 آذار 2009

 


 
 
 


 

محمد السمّاك


 

عندما إتخذ الملك عبدالله بن عبد العزيز مبادرته الوفاقية أثناء القمة العربية في الكويت، قال إن المبادرة العربية للتسوية السياسية مع اسرائيل لن تبقى مطروحة الى ما لا نهاية.
كان واضحاً من كلام خادم الحرمين الشريفين ان الدول العربية قد ملّت الانتظار، وانها فقدت الصبر على المماطلة الاسرائيلية وعلى المبادرات الاميركية التي لا تتعدى كونها مجرد دوران في الفراغ.
ومع القمة العربية المنعقدة في قطر، تبدو اسرائيل وكأنها اتخذت من المبادرة العربية المطروحة الموقف الحاسم. وهو موقف الرفض. ويتمثل ذلك أولاً في نتائج الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية التي جاءت الى الكنيست بأقصى اليمين الصهيوني المتطرف، ويتمثل ثانياً في الحكومة الجديدة التي يترأسها نتنياهو والتي تضم ليبرمان رئيس "حزب اسرائيل بيتنا" وايهود باراك الذي قاد الحرب الهمجية الأخيرة على قطاع غزة.
من هنا، فان القضية الكبرى المطروحة أمام قمة الدوحة العربية هي: هل تسحب الدول العربية مبادرتها التي أعلنتها للمرة الأولى من بيروت في عام 2002؟. أم انها سوف تترك لإسرائيل مسؤولية اطلاق رصاصة الرحمة عليها؟.
لقد سبق للرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما ان حدّد موقف إدارته من المبادرة العربية بقبولها من حيث المبدأ وباقتراح إدخال تعديلات عليها حتى تتمكن الدبلوماسية الاميركية من تسويقها اسرائيلياً.
والتعديلات التي تريدها ادارة أوباما تتعلق أساساً بأمرين جوهريين: الأمر الأول هو حق عودة الفلسطينيين الى وطنهم السليب. فاسرائيل ترفض هذا الأمر شكلاً ومضموناً. بل انها تخطط لإخراج من تبقّى من فلسطينيي الداخل (داخل الخط الأزرق 1948) تمهيداً لاعلان اسرائيل دولة يهودية صافية. وهو ما يُعرف بـ"الترانسفير".
ويبدو ان الولايات المتحدة مع عدد من الدول الحليفة لها على استعداد لاستيعاب اللاجئين الفلسطينيين وتوطينهم لديها. ومن هذه الدول استراليا وكندا والأرجنتين وبعض الدول الاسكندينافية.
اما الأمر الثاني فهو إعادة النظر في حدود 1967 التي نصّ قرارا مجلس الأمن الدولي 242 و338 على وجوب انسحاب القوات الاسرائيلية الى ما ورائها. وتطرح الادارة الاميركية أفكاراً تحت شعار "تبادل الأراضي". وتقول هذه الأفكار بضمّ المستوطنات الكبيرة في الضفة الغربية الى اسرائيل مقابل التعويض على الدولة الفلسطينية العتيدة بأراض في النقب (؟) . ولذلك تبدو اسرائيل متعجلة في توسيع المستوطنات اليهودية، خاصة تلك التي تحيط بمدينة القدس.
وتجدر الاشارة الى ان المبادرة العربية تقوم أساساً على قاعدة القرارين الدوليين 242 و338 اللذين يحفظان للفلسطينيين حق العودة وحق استعادة الأرض حتى حدود 1967. كما تقوم على تفاهم مدريد (الأرض مقابل السلام). ولكن اسرائيل تريد الأرض والسلام معاً.
من هنا، اذا وافقت الدول العربية على التعديلات الاميركية، ماذا يبقى من المبادرة العربية؟. واذا رفضت الأخذ بهذه التعديلات، ماذا تكون خطوتها التالية؟. هل تسحب المبادرة من التداول وتعيد النظر في استراتيجيتها التي قامت على مبدأ يقول بالسلام الخيار الاستراتيجي الوحيد لها؟. ثم هل ان تسوية الخلافات والصراعات العربية ـ العربية وصلت الى مستوى يمكّن هذه الدول من التخلّي عن استراتيجية السلام واعتماد استراتيجية المجابهة؟.
لقد أفردت اسرائيل جناحي العدوان على المنطقة عندما قصفت موقعاً في شمال سوريا ـ قرب الحدود التركية ـ زعم انه كان مركزاً لنشاط نووي. ثم عندما قصفت موقعاً في غرب السودان ـ قرب الحدود مع مصر ـ زعم انه كان يؤوي قافلة كانت تنقل السلاح عبر سيناء الى قطاع غزة. ويحظى العدوان الاسرائيلي دائماً بالتغطية السياسية والمعنوية الأميركية.
وهكذا، فبعد الحرب الاسرائيلية على لبنان صيف 2006، والحرب الاسرائيلية الأخيرة على غزة، ماذا يبقى بيد الدول العربية اذا أصرّت الولايات المتحدة على التعديلات التي تطالب بها؟..
إن اسرائيل بصدد تشكيل "حكومة حرب" من أقصى اليمين المتطرف .. وبدأت القدس تدفع الثمن مزيداً من التهويد في البشر والحجر. فماذا ستفعل القمة العربية في الدوحة؟.

محمد السمّاك



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !