بدأ اليوم الثلاثاء إنعقاد الإجتماع العربى لرؤساء وملوك العرب المسمى بالقمة العربية ، وفى جدول أعمال هذه القمة يريد الرؤساء العرب تفعيل المبادرة العربية للسلام ، ولا أدرى كيف يمكن للعرب الذين ليس لديهم سلام مع أنفسهم ومع الآخرين أن يكون لهم سلام مع العدو الأبدى الذين صنعوه لأنفسهم وهو إسرائيل ؟
جامعة عربية يستعطف رئيسها عمرو موسى شهامة وكرم الرؤساء والملوك الأباطرة العرب الجالسين على أموال شعوبهم أن يسددوا نصيبهم بلادهم الرسمى من نفقات الجامعة العربية لتنفيذ القرارات التى يتخذها هؤلاء القادة ، ملحوظة لا بد منها فى بداية هذا المقال لنفهم ونسأل أنفسنا بهدوء : هل بعد ذلك تتسع أفواهنا لتصرخ بشعارات القومية والعروبة ؟ كيف يمكن إصلاح الجامعة العربية ونفقات موظفيها لا يريد العرب النفطيين وغيرهم أن يدفعوها ؟ هل بعد هذا يمكن للإنسان العربى أن يصدق نفاقهم وشعاراتهم التى يطلقونها فى الهواء ؟ هل أصبحت دول الجامعة العربية النفطية خاصة فقيرة حتى يمتنع بعضها عن دفع الأموال المقررة ويتأخرون عن السداد ؟ هل بعد هذا ننتظر قادة يريدون حقاً إصلاح دولهم وشعوبهم ؟
تنعقد دائماً القمم والأجتماعات العربية لمواجهة أخطار خارجية سواء كان الخطر الخارجى حروب مع إسرائيل أو إعتداءات عربية على دول شقيقة أو رفض سلام تعقده مصر مع إسرائيل ، وهذا هو التضارب والتناقض الفريد الذى تتمتع به الشخصية السياسية العربية ، فالجميع لا يعرف هل يؤيد السلام أم يؤيد الحرب ، هل يريد الصلح أم يريد الصراع ، يريدون التطبيع أم الترويع ، فالعرب لهم شهرتهم فى الأنشقاقات والأنقسامات والغياب الواضح للوعى بالواقع المحلى والعالمى .
أية جامعة عربية هذه إن كانت مشكلتها الأولى والأخيرة هى قضية فلسطين ؟ هل أقام العرب الجامعة لتناقش وتبحث وتقرر قرارات لفلسطين فقط لا غير ؟ لقد أصبحت عقدة الإنسان العربى هى إسرائيل وفلسطين هى الدمية التى يستغلها السياسيون العرب إلى الضحك على شعوبهم بشعارات محاربة العدو الصهيونى والأمبريالية واللاءات العربية الشهيرة : لا للصلح لا للتفاوض لا للتطبيع لا للأعتراف لا للحرب لا للسلام لا لا .. إلى متى تكذبون على أنفسكم فالعالم يعيش فى نور الحضارة والشعوب الأخرى تتمتع بنور الحرية ، أما العرب فإنهم يفضلون نور العلم والفكر الذى يفيض به عليهم قادتهم الملهمين .
هل حقاً يريد الإنسان العربى والسياسى العربى إنهاء الصراع العربى الإسرائيلى ؟ لا يعتقد أحداً بأن سياسة الفكر العربى تريد حقاً وبجدية إنهاء هذا الصراع ، لأن معنى هذا بداية حقبة جديدة من الصراعات بين الدول العربية بعضها البعض ، إذ لا توجد معارك ومشاكل يلهون بها شعوبهم .
يصدر القادة العرب فى إجتماعات الجامعة العربية منذ إنشائها وحتى الآن قرارات ماركة مسجلة من نوعية " بلها وأشرب ميتها " قرارات تظل حبيسة المكاتب لا فاعلية لها ، أى أنها قرارات لا قيمة لها يتفقون ويختلفون ويصدرون قرارات وينقضونها فى اليوم التالى لأنهم قادة أصحاب أمزجةمتقلبة دائماً وتطبعت شعوبهم بعادات ملوكهم فأصبحوا لا يعرفون ماذا يريدون أكثر من أن يطاردوا الأشباح ويفتعلوا المؤامرات ضد إعاقة حقوق الإنسان وتفعيل حقوق الحيوان .
غياب أكثر من ثلث القادة العرب عن تلك القمة العربية يعنى الكثير لكل إنسان عربى يريد أن يعى واقع العروبيين والقوميين الذين أفسدوا واقع الإنسان فى منطقتنا العربية وجعلوه يتعبد لحياة الشعارات مثل " والله زمان يا سلاحى ، بالروح بالدم نفديك يا ( رئيسك وملكك المفضل ) " .
الحرية الحرية هى التى تنقص فكر الإنسان العربى ، الحرية هى مفتاح الأنتصار على التخلف وفك الحصار المفروض على العقل والفكر العربى من تاثير الفكر العاطفى والعصبيات التى تقيد أستفادته من الحرية والديمقراطية التى تعيد للإنسان إنسانيته المسلوبة .
2005 / 3 / 23
التعليقات (0)