قل لي أي قناة تلفزية تفضل ..أقل لك من أنت ؟ا
علي مسعاد
Msaadali1971@gmail.com
قبل ، أيام حط مدير ، قناة " فرانس 24" ، رحاله ببيروت ، للإعلان عن المشروع
الجديد ، للقناة " الفرنسية الناطقة باللغة العربية " ، التعبير الأكثر ، تفضيلا لدى طاقم القناة ، في البث 24 ساعة ، بدل 7 ساعات ، في اليوم وهي خطوة إلى الأمام ، باعتقادي ، في مسار قناة جديدة ، من بين أولوياتها ، مد جسر التواصل مع المشاهد العربي ، عبر خلق برامج تفاعلية و المواقع الاجتماعية ك" الفايس بوك " أو من خلال الهاتف النقال أو من خلال برامج حوارية وريبورتاجات و جديد الأخبار على مدار نصف ساعة ، في أفق إرضاء وتلبية رغبات مشاهد تتسابق إليه ، الكثير من القنوات الأرضية والفضائية ، تهدف بالأساس ، إلى الاستماع إليه وإشراكه ، في كل المستجدات السياسية منها والاقتصادية ، الرياضية و الاجتماعية وكل ما من شأنه ، استقراره على قناة " فرانس 24 " دون أخرى ، في زمن المنافسة الشرسة بين القنوات الفضائية ، أو إن شئنا التحديد ، قناة " بي بي سي " ، أو " الجزيرة " ، باعتبارهما ، يشكلان منافسا قويا ، لكل قناة تلتمس طريقها ، إلى المشاهد العربي ، الباحث عن الجودة والمهنية ، في تناول الأخبار والمستجدات ، على الساحة ، بعيدا من قنوات ، فشلت في كل شيء ، حتى في إرضاء مشاهديها ، ببرامج تلبي رغباته و تحقق طموحه ، عوض بث برامج " الأكلات الشهية " و المسابقات الغنائية وفي أحس الحالات مسلسلات مدبلجة ، تبدأ لا لتنتهي .
" فرانس 24" ، ليست وحدها ، من تسعى إلى المشاهد العربي و في أن تكون الأولى من حيث المشاهدة ، هناك قنوات أخرى ، ك " الحرة " ، " روسيا اليوم " ، " العالم " و غيرها من القنوات الناطقة باللغة العربية ، التي سلكت الطريق نفسه و إن بمستويات متفاوتة ، بالنظر إلى الهدف من اختيارها البث العربي ، جمهورها المستهدف ، خطها التحريري ، طاقمها و نوعية البرامج و التحقيقات والملفات المتناولة وزاوية معالجتها ، وهذا هو الأهم .
لأن زاوية معالجة ، الكثير من القضايا الطابو والحساسة ، في المجتمعات العربية التي تتوجه إليها ، القنوات الفضائية ، والتي تختلف وتتباين – كما سبق وأن قلت - ظروف تأسيسها واختيارها للغة " الضاد " ، له مصطلحات ، لها توظيف لغوي ، لا يخلو من حمولة ثقافية ورمزية ك "المقاومة " ، " الإرهاب " ، " الإحتلال " ، وغيرها من المصطلحات ، إن لم تستعمل في سياقها ، ستساهم ، بشكل أو بآخر في تدني أو ارتفاع نسبة المشاهدة ، وبالتالي في تمديد أو تقليص الهوة ، بين القناة والمشاهد ، الهارب إلى إعلام " متفاعل " و" متجدد " ، مع الأحداث والوقائع ، يفترض فيه ، أن يكون البديل لإعلام " جامد " و " بارد " على جميع المستويات .
و لأن ، لكل قناته أو قنواته المفضلة ، تبقى بالنسبة لي قناة " فرانس 24 " القناة الأكثر تفضيلا ، تتبعها ، قناة " الجزيرة " ف " بي بي سي " و " العربية " و " الحرة " ، فيما القنوات الأخرى ، أتابعها في فترات متباعدة ومتقطعة .
ولأنني ، من المتابعين للقناة " فرانس 24"، ومن أشد المعجبين بمستوى التنشيط التلفزيوني والبرمجة ، سأسمح لنفسي ، بشيء من العتاب ، في حق البرامج الحوارية ، التي يفشل ، منشطوها في أحايين كثيرة ، في إيجاد ضيوف في قيمة الحدث ، ومحاورين جيدين ، بحيث أن الكثير منهم ، يفشل في إيصال الفكرة وفي الإقناع ، ومع ذلك يستضاف لأكثر من مرة ، في ذات البرامج ، مما يطرح أكثر من علامة استفهام ،عن أسباب حرص القناة ، على استدعاء ذات الأسماء والوجوه ، على الرغم من تواضع مستواها في النقاش ؟ا
و غياب أو تغييب العديد من الأسماء المغربية ، عن البرامج الحوارية السياسية والثقافية ، في القناة ، في الوقت الذي يحظى فيه ، الآخرون من لبنان بالتحديد ، بحصة الأسد ، من حيث الاستضافة والحضور .
ولعل ، في تمديد بث القناة ، إلى 24 ساعة ، في اليوم ، فرصة جديدة ، أمام صحافيي القناة ، لإبراز إمكاناتهم الذاتية ، عبر فتح ملفات جديدة غير مسبوقة وخلق نقاشات ساخنة ، على جميع المستويات ، لأنه ، بكل بساطة ، سرعة انتشار، أي قناة ، له علاقة بدرجة قربها من اهتمامات المشاهدين وبمدى استجابتها لتطلعاتهم و رغباتهم و كذا في مقاربتها للملفات والمواضيع الأكثر جدية و أهمية ، والتي تحظى بالأولوية بالنسبة للعديدين ، وليس بزمن البث سواء طال أم قصر .
التعليقات (0)