مواضيع اليوم

قل لي أين تقضي وقتك ...أقول لك من أنت ؟ا

علي مسعاد

2011-09-16 06:48:28

0

 قل لي أين تقضي وقتك ...أقول لك من أنت ؟ا

 علي مسعاد

Msaadali1971@gmail.com

 

الهاجس الأكبر ، لدى الكثير من شابات وشباب اليوم في رمضان و في غيره من شهور السنة ، هو كيف و أين يقتلون الوقت ؟ا لدرجة ، أن العبارة الأكثر تداولا ، بين جيل اليوم " والو أصاحبي ، ماكاين مايدار  ، والو والو ماكاين والو " ، ولعل أغاني الراب و الهيب هوب ، التي انتشرت بينهم ، كالنار في الهشيم ، لخير معبر عن علاقة الشباب بالزمن ، التي يطبعها التبذير و الضياع ، بأي شيء و في أي شيء وكل شيء .

علما ، أنه في رمضان ، قد تستفحل الظاهرة بامتياز ، حيث يقضي معظم الناس وقتهم في التسكع و أمام التلفاز و الثرثرة و الملاهي و النوم ، إلا القراءة و التعلم والدراسة ، ففي شهر رمضان حيث من المفروض ، على الناس الاعتكاف في المساجد  و قراءة القران ، نجد العكس ، بحيث أن المقاهي و أماكن الأكل و اللهو و البارات التي تتحول إلى قاعات أفراح ، تظل مملوءة عن آخرها ، ليتحول بذلك شهر رمضان من شهر التدبر وقراءة القرآن و التكفير عن الذنوب ، إلى شهر السهرات و السهر و الرقص و اللهو .

فالمسلم الحقيقي ، ليس لديه وقت الفراغ ، بحيث يدرك في قراره نفسه جيدا ، أنه سيسأل عن شبابه و عن ماله و عن وقته فيما قضاه ، لذا تجده ، يقسم الوقت بين وقت العمل لتحصيل الرزق ووقت للصلاة و الدراسة و البحث في أمور الدين ، فهو منشغل في كل الأوقات والأحيان ، بالذكر و الأدعية و التفكر و التأمل ، عكس الإنسان الذي لا يهتم بأمور دينه ، فهو يغش في أوقات العمل و يبحث عن المناسبات ، ليضيع وقته في الكسل و النوم .

من هنا ، تأتي أسباب تخلفنا كعرب و تقدم غيرنا في الغرب و آسيا و أمريكا ، حيث للزمن قيمته و ل 24ساعة برنامجها ، الذي يعود بالنفع على صاحبه و على مجتمعه و على أمته ، عكس شباب اليوم ، الذي يقضي معظم وقته في التحرش بالفتيات و الجلوس على ناصية الشارع و التسكع بمناسبة وبدونها و الثرثرة فيما لا ينفع و غيرها من الأمور ، التي عادت بنا إلى الخلف بسنوات ضوئية .

فحتى في مدارسنا العمومية و الخصوصية منها ، لا تعلم الواحد منا ، كيفية تدبير الوقت و إستغلاله ، ناهيك عن الإعلام السمعي البصري منه على الخصوص ، معظم برامجه لهو ورقص وغناء و قليل من المعرفة و العلم .

ناهيك عن الشارع ، الذي يكاد لا يخلو من المقاهي ومحلات اللهو والأكل و الشيشة و المراكز التجارية و بالكاد تجد فيه فضاءات ثقافية و تربوية و شبابية ، لتعليم الشباب اللغات و الحرف و المهن التي تعبد له الطريق أمام سوق الشغل . 

مشكلنا كعرب أننا نقضي ، الكثير من الوقت في إنتظار الحافلة ، القطار ، صديق ، مسؤول ، طبيب ...لقضاء مصلحة من مصالح الدنيا و بالكاد تجد من بيننا من يحمل كتابا أو مجلة أو جريدة ، إن لم  نبالغ ونقول حاسوبا متنقلا ، لتتمة أشغالنا التي لم تنجز بعد .

مشكلتنا كعرب ، أننا نهاجر إلى آسيا ، أمريكا ، دول الخليج و أوروبا ونفكر في جلب الكثير من الهدايا و الكماليات ولكننا بالكاد نفكر في الاستفادة من حضارتهم و أسلوب تفكيرهم .

مشكلنا كعرب ، أن الزمن لدينا بلا قيمة ونضيعه في أي شيء قد يخطر على البال أو لا يخطر ، إلا في الاختراعات و العلوم و التجارب العلمية و تأليف الكتب .

مشكلتنا كعرب ، أننا لم نفهم القرآن الكريم و لم نستوعب معجزاته و الدليل حالة التخلف التي نعيشها و يكفي جولة قصيرة في الشوارع ، حتى نقف عند مظاهر التخلف والرجعية في أسلوب تفكيرنا و ردود أفعالنا في السياقة و إحترام الصف و الأسبقية في الإدارات لقضاء مصالحنا اليومية .

أما تقليدنا للغرب في الشكليات دون الجوهر و فهمنا السطحي للإسلام والدين عوض التعمق فيه و في روحه السمحة ، لن يكون الحل الأمثل ، للحد من أسباب تخلفنا و نكوصنا إلى الوراء ، بل سنظل كالغراب الذي أضاع مشيته و مشية الحمامة ، فلا نحن من هؤلاء و لا من هؤلاء .

وتلك هي الإشكالية .               




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !