الفرق بين التنظيم والتحكم يشبه الخيط الرفيع ومن ذلك قصة دارت في الماضي القريب حيث لجأ شخص أحيل إلي المعاش وكان رئيسا لدائرة حكومية ولما لم يجد من يوجه إليه الأوامر بني أمام بيته مكانا يجلس فيه واضعا بضع قلال (القلة إناء فخاري يشرب منه أهلنا في الريف) مملوءة بالماء وكان يجد متعة في يأمر من يشرب في أن يترك هذه ويشرب من هذه هذا نوع من التحكم وليس نوعا من التنظيم..أما التنظيم الذي تستقيم معه وبه الأمور فهو قطعا غير ذلك ومن ذلك أن يسير الناس علي مراد القوانين التي وضعها حكماء يريدون تحقيق أقصي فائدة من الأعمال والتحركات المفيدة في المجتمع ويقيمون حياة للجميع يأمنون فيها علي حقوقهم ويلتزمون بالقواعد والقوانين العرفية التي ارتضاها المجتمع بما لا يتعارض مع القانون الوضعي...وتطبيق القانون لا يمكن أن يؤدي غايته إذا لم يطبق بذكاء من قادة المجتمع وبالالتزام بالصالح العام وبالعدالة بين المحكومين ..أما إذا اختلت معايير تطبيق القانون فسوف تسود الفوضى وتختلط الأمور وتنشأ الاحتجاجات والنفور ثم الانسحاب للفئات المستضعفة والتجبر للأقوياء وحينها يخسر المجتمع ترابطه ويسود قانون البقاء للأصلح أو بالأحري للأقوى كما في هذه الدنيا التي نعيشها ولولا القانون ولولا تطبيقه علي أفراد المجتمع بالتساوى لما كان للضعيف أن ينسحب ولا الأقوى أن يفرض رغبته ولما كانت الدنيا كلها في عصرنا تخضع لقانون الأقوياء وأصحاب العمل والحكام فقد تعددت طرق التحكم والحكم بعدد من يملكون القرار والسلطة ونسي كل المتسلطين أنه لولا المحكومين فلن يجد الحكام من يوجهون له الأمر ولكن التسلط طبيعة الإنسان ولذلك فنحن نعايش التسلط أو نثور عليه ونرفضه ونحن ممن يثور ويرفض
التعليقات (0)