قل عاش الفاتح، ليس الفاتح لما أغلق كما يرى التيجانيون، الدراويش كما ردد القذافي، و ليس العثماني محمد بن مراد الثاني، عاش الفاتح كلمة كلفت روح مدني نطق بدلها الله أكبر. الجاني بالنسبة إليه عيشة الفاتح أغلى من كل المقدسات، لأنه ولاء: ولاء للزعيم الثوري أو السيد القبلي أو المعيل، في جميع الحالات الجندي أو الثوري أو المرتزق قتلا رجلا أعزلا بدم بارد فقط لأنه يرى عيشا لفاتح نهر الدماء العظيم.
في هذا الوقت الأليم التي تعيشه ليبيا، يطرح سؤال كبير، إلى أين المسير؟ هاكم القذافي فعل فعلته، و الأرض الغنية الآمنة يريدونها أرض حرب بوار، فرحنا بقدوم طير أشبه بطير أبابيل، أنقذ بنغازي، غير أنها جرعة مخدرة، لم ترد البلاء، و أدمن الثوار الجرعات، حتى صار بهم اليأس إلى أن يطلبوا أوباما و ساركوزي بإرسال الغيث و السلاح، كادوا يصلون صلاة الاستسقاء لعل السماء ترسل حجرا حاصبا تشوه به أوجه الكتائب، غير أن الرد تأخر، فتفطنت جموع الثوار على أن حربهم يجب أن تدار على أساس المجهود الذاتي، فالغرب يرى غير ما يراه هؤلاء، تختلف الأجندة، و في الخفاء تطبخ الأمور على نيران، لا أعلم هل أقول للأسف بعضها عربي الموقد، قطر تسير بشكل مندفع إلى إعتبار ما اتخذه الغرب حرب ردع ضد نظام يريد سفك المدنيين، هل قطر على صواب؟
بدأت الأمور تختلط، و الفوضى الخلاقة كما روج لذلك معارضوا التدخل الدولي، أصبحت تسري إلى العقول، يبخلون علينا بثورة ذاتية الصنع، خيوط المؤامرة تتشابك عند البعض و تنسج لتذهب بهم إلى البعيد، حديث تواجد رجال المخابرات الأمريكية في شرق ليبيا لا يفرح، و كلام التقسيم ينبئ بمخاطر كبيرة قد توصل ليبيا إلى حافة الإنهيار، إنه أقصى التشاؤم، الحالة العراقية و الأفغانية أسقطت سريعا على ما يقع في ليبيا، المعارضة الوليدة ألبست رداء الضعف و العمالة، حملت كرازيات كابول و مجلس حكم بغداد.
في انتظار العكس، نتمنى أن يثبت الثوار أن حركتهم ثورية ضد كل المخططات القذافية أو الغربية التوسعية. و
التعليقات (0)