قل خيرا أو اصمت

تكلم عن الناس بما فيهم أو ليس فيهم من جميل الصفات فإن لم تكن فيهم اجتهدوا أن يكونوا كما وصفت.... أي إذا وصفت أحدا أنه صادق فسوف تدفعه للصدق كي يتحسن رأي الناس فيه ويتحقق صدقه .....وإن كان كاذبا وقلت أنه صادق فسوف يحاول تغيير صفة الكذب إلي صفة الصدق بألا يقول إلا الصدق.... وبذلك تكون قد ساعدته أن يكون صادقا بحق.... وهكذا في كل الصفات الحميدة ومما ذكر في القرآن في المقابل مما يحض الناس علي جميل الأقوال وينهاهم عن السوء فيها قوله {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }النور19 وقوله {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً }النساء 148 أي أنك إذا تتبعت أخبار الفاحشة التي تحدث أحيانا وذكرتها في كلامك مع الغير هانت علي المسيء إساءته وشاعت الفاحشة لأن السامع سوف يقول سمعت أن فلانا أو فلانة وغيرهم فعلوا ذلك... فيعتقد أن هذا الذنب شائع في الناس فيسهل عليه فعله كما فعلوه .......وأما إذا لم تكن فيمن تذكره الصفة الحميدة التي ذكرتها أمام الناس فسوف يحاول أن يتصف بها ويثبتها ويحققها في نفسه حتي تكون من صفاته اللازمة... ويزيد احترام الناس له....ومن ناحية أخرى فإن ما تذكره من عيوب تأثم بذكرها ..وتستعدي صاحبها ..وتنشأ بينكما الضغينة.. وأما إذا ذكرته بمحاسنه أحبك.. وشكرك الله والناس علي طيب مقالك.. وحسن أخلاقك..... أقول هذا لأذكر نفسي وإخواني بالإكثار من الطيب من الكلام لأنني قد لا أسلم من هذه الأخطاء تماما مثل كثير من الإخوان في مجتمعنا العربي