ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا
قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا
أنا لست من أهل القرآن لسبب بسيط هو أن ما يسمون بأهل القرآن لا يتخلقون بأخلاق القرآن كما كان نبينا صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن..؟
أما إن كنت تقصد بعمالتي لله و لرسوله واستمساكا بالوحي كما أمر نبينا بالاستمساك بالوحي فهو فخر لي و أعتز بذلك أيما اعتزاز ، أما تقييمي للناس بمعايير القرآن فهو كذلك فخر لي لأن ربنا أمرنا بتحكيم القرآن في كل شيء و لا يخفاك أني عبد مطيع لخالقي و لا سلطان علي إلا لله عز وجل ، ولتعلم يا هذا أن المؤمن لا يؤمن إلا بالقرآن و لا يخضع إلا لكلام الله أما ما عدا كلام الله فيؤخذ منه و يتبع ما دام موافقا لأمر الله أما ما عدا ذلك فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، و لم نسمع و لم نقرأ يوما أن النبي محمدا كان مصدرا للتشريع في حياته ..
فهل يعقل أن يصبح مصدرا للتشريع بعد مماته ...؟،
أما هو فرسول قد بلغ رسالة ربه / القرآن واجتهد في تجسيدها في حياته ما أمكنه الظرف ألزماني و المكاني و إن خانته في بعض الأحيان هواجسه البشرية مما أوقعه في معصية الله أحيانا استوجب من الله تذكيره كي لا يحيد عن تعاليم الرسالة التي قد عصمه الله في إبلاغها للناس كافة ، و قد عاتبه ربه أكثر من مرة مخاطبا فيه نبوته و بشريته من ذلك قول الله تعالى : يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك / لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذن لأذقناك ضعف الحياة و ضعف الممات .... إلخ
مما يبرهن أنه معصوم في تبليغ الرسالة و لكنه لم يكن معصوما عن ارتكاب الأخطاء البشرية ؟
أما السجود فهو للمؤمنين الحنفاء يكون على الأذقان بخشوع و إنابة مما يجعل سيماهم في وجوههم نورا و في جميع أخلاقهم إرضاء لفطرتهم التي فطرهم الله عليها ، أما السلفيون فسجودهم على جبهتهم كي يترك سجودهم بقعة سوداء على جبهتم يستعملونها نفاقا و تضليلا لخلق الله و تكون بداية على سواد وجوههم ، و على خلودهم في الدرك الأسفل من النار بسبب نفاقهم و تقولهم على الله و رسوله و عبادتهم للبشر و الحجر و قد أمروا بتوحيد الله لكنهم اتبعوا مشايخهم فأضلوهم السبيل ...؟
( وما تنزلت به الشياطين ( 210 ) وما ينبغي لهم وما يستطيعون ( 211 ) إنهم عن السمع لمعزولون ( 212 ) )
يقول تعالى مخبرا عن كتابه العزيز ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد : أنه نزل به الروح الأمين المؤيد من الله ، ( وما تنزلت به الشياطين ) . ثم ذكر أنه يمتنع عليهم من ثلاثة أوجه ، أحدها : أنه ما ينبغي لهم ، أي : ليس هو من بغيتهم ولا من طلبتهم ; لأن من سجاياهم الفساد وإضلال العباد ، وهذا فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ونور وهدى وبرهان عظيم ، فبينه وبين الشياطين منافاة عظيمة ; ولهذا قال تعالى : ( وما ينبغي لهم ) .
وقوله : ( وما يستطيعون ) أي : ولو انبغى لهم لما استطاعوا ذلك ، قال الله تعالى : ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ) [ الحشر : 21 ] .
ثم بين أنه لو انبغى لهم واستطاعوا حمله وتأديته ، لما وصلوا إلى ذلك ; لأنهم بمعزل عن استماع القرآن حال نزوله ; لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا في مدة إنزال القرآن على رسوله ، فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استماع حرف واحد منه ، لئلا يشتبه الأمر . وهذا من رحمة الله بعباده ، وحفظه لشرعه ، وتأييده لكتابه ولرسوله ; ولهذا قال : ( إنهم عن السمع لمعزولون ) ، كما قال تعالى مخبرا عن الجن : ( وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا ) [ الجن : 8 - 10 ] .
التعليقات (0)