علي جبار عطية
الأربعاء 20-11-2013
طباعة المقال Print
اقصد بالتيار هنا ليس الاتجاه الفكري وانما التيار الكهربائي الذي عشنا بسببه عصر الترف والرفاهية منذ شهرين بعد اصرار وزارة الكهرباء على تحقيق معجزة الاستغناء عن المولدات الاهلية شيئا فشيئا بعد عقود من عدم استقرار الكهرباء الوطنية بدأت مع بدء الحرب العراقية الايرانية مطلع الثمانينيات واستمرت مسلسل الانقطاعات المبرمجة وغير المبرمجة بنجاح طوال سنوات الحروب التالية وكان المواطن الذي يروم تزويج ابنه يستعد قبل أيام للقطع المحتمل بل ربما يجري تمارين على حدوث القطع قبل العشاء أو أثناؤه أو قبل الزفة أو بعدها ويتخذ احتياطاته لذلك!
ولقد جربت مع غيري من الشعب أنواعا من الشمعات واللالات واللوكسات و المولدات والعاكسات والمصابيح اليدوية والمهفات والاشتراك في الخطوط الكهربائية الاهلية الذهبية وغيرها لعلي أستغني عن الكهرباء الوطنية ولم استطع لأن في ذلك كما يقال سباحة ضد التيار !
لكن المرء يلمس تحسنا في التيار الكهربائي نهاية صيف 2013 مع أنه رافقت ذلك حملة تشكيك قوية من اطراف شتى ربما بسبب تكرار الوعود باستقرار التجهيز والاخلال شبه الكامل باغلبها أو رجوع معتنقي نظرية المؤامرة الى الوجود!
وكانت المسوغات شتى منها حصول حوادث ارهابية او نقص في الوقود او زيادة في الاحمال ونحو ذلك كثير .
لكن المواطن الذي عنده نبض حقيقي للتحسن او التدهور يستطيع وبكامل وعيه وبانصاف ومن دون تحيز ان يقول ان عصر المولدات
اوشك ان يولي واننا مقبلون على عصر الوصول الى الاستقرار في ساعات التجهيز الكهربائي برغم العوارض والتفجيرات الاجرامية والمتغيرات الجوية بما فيها من امطار غزيرة وسيول وفيضانات محتملة.
ولو راجع المرء مفكرته الشخصية قبل سنة مثلا واجرى مقارنة بين وضعه وقلقه عندما تأتيه الساعة الوطنية وارتباكه حيالها مع ما يأتيه هذه الايام من تيار كهربائي مستمر لرأى الفرق شاسعا وانه يعيش حاليا ازهى اوقات عصره الذهبي المنير!
وهناك قضية مهمة وهي ان القلق الذي كان يعيشه المواطن من الكهرباء برغم اشتراكه في الخط الذهبي الاهلي كان ينغص عليه عيشه فحق له ان يفرح الان ويشكر الله وبالشكر تدوم النعم!
التعليقات (0)