قلت لقلبي أنّ الورود الّتي زرعناها لم تعد قادرة على البكاء الكثير ....
قلت له حين اشتدّ الحنين أنّ عمرنا داسته عربات الملك و جيوش الانتصار العظيمة .......
قلت لقلبي ...لا تبح بما تبقّى من قصائد جرحى و كلمات اخفيناها طويلا .....
لا تقل أنّك قتلت مرارا ....
و اسودّت أغانيك على طريق المواعيد المزيّفة ........
لا تقل أنّك حزين يائس ...
فهذا كلام يحصد الأماني و الأحلام القديمة ....
لست ضعيفا حتى تجترّ كلمات الحجّاج الأخيرة و تنزوي في ركن مظلم تبتلع دموعك ....
لست ضعيفا ....كي تعود مع قافلة الأحزان إلى صحراء عمرنا و تحرق أغانيك الجميلة....
لست ضعيفا كي تدوس ما أنتجته الصّدف من حكايات ....
و تنسى أعياد الطّفولة ...
في حياتنا ما ينسينا سيف الحجّاج و غدره ....
هناك ورد تطلّع للصّباحات الجميلة ...
و هنا قصائد تركض للعيون العسليّة ...
لدينا ما يكفينا من بطاقات و صور لغزلان تهاجر كلّ عام ....
لدينا ما يكفينا من أعشاب البحر و كتب التّاريخ المنسيّة ....
لدينا الكثير من الحكم الشّعبيّة و تجارب الأوّلين ...
وأناشيد الصغار .........
فكيف تحزن ....؟؟
و لنا الرّوائع الغنائية نردّدها حين يلبسنا شتاء الحنين.......
قلت لقلبي لا تكن قاسيا في الذّكريات ......
و عش ما تبقّى من رغيف الدّنيا في انتظار كلّ عام.....
و العام الأخير .....
ليلى عامر 2008
التعليقات (0)