مواضيع اليوم

قلاعنا المحصنة .. وقلاعهم !!! المطلوب إغتيال الرئيس وليس التمسك بالثوابت الوطنية

فلسطين أولاً

2009-11-02 10:45:47

0


قلاعنا المحصنة .. وقلاعهم !!!
المطلوب إغتيال الرئيس وليس التمسك بالثوابت الوطنية

التاريخ : 2/11/2009
 سالم السعيد \ تشبث الرئيس الفلسطيني محمود عباس بموقفه الوطني والذي دعمته جميع الفصائل الفلسطينية ومركزي المنظمة واللجنة التنفيذية ومعها مركزية حركة فتح ، وحتى طلاب المدارس وربات البيوت ، ووجوه العشائر واصحاب الضمائر الحية ، كلهم وافقوا الرئيس أن لا مفاوضات مع استمرار الاستيطان .


الرئيس الذي تحمل الضغوط الدولية وخاصة الاسرائيلية منها والامريكية ( المفاجئة) وكان أخرها بالأمس عندما طلبت منه وزيرة الخارجية الامريكية صراحة ، استئناف المفاوضات مع نتنياهو دون أي شروط ، ورفض هذا التحدي وتمسك بموقفه ، وخرج بتصريح لفضائية العربية أن لا مفاوضات مع الاستيطان ، الكل الوطني ، اعتقد أن الرئيس عباس بتمترسه خلف هذا الشرط سيحشد المواقف العربية والفلسطينية معه ، وسيقوى بها ، وسينتقل الى مرحلة نضال وطني أخرى لا يتعرضها او تتعارض مع خط ( المقاومة والممانعة ) على حد تسمياتهم ، ولكن من قرأ افتتاحية عبد الباري عطوان بالقدس العربي اليوم يصدم ، فالكاتب طلب كما طلبت كلنتون منه صراحة استمرار المفاوضات مع ( النمو) الطبيعي للاستيطان ، عطوان طالب الرئيس عباس بسبب تمسكه بتجميد الاستيطان أن يستقيل من منصبه !!!.


والغريب أن ثبات الرئيس عباس والذي يعتبر نضالا سياسيا عاليا جدا في ظل حالة الانقسام ، وإنكسارات الوحدة الوطنية ، بتلاعب حركة حماس ، بمواقفها الغير ثابتة والتي كان أخرها ، تصريح اسماعيل هنية وترحيبه بإجراء مفاوضات مع أمريكا ( رأس الشيطان ) ، والتي لم تعّقب بالأمس ولا اليوم على تمسك الرئيس عباس بموقفه الذي ينسجم ويتقاطع وطنيا مع مصلحة الشعب الفلسطيني كله ، والذي يعتبر نصرة حقيقية لمدينة القدس ، والارض والانسان ، بل اصطادت حماس ما تريده وابرزته في وسائل اعلامها ، بما يخدم مصلحتها الضيقة بتشويه صورة الرئيس ، وكأنها تقول لكلنتون واسرائيل نحن معك في ازاحة عباس الذي يتمرتس خلف الثوابت الوطنية!!! ، بدليل عدم خروج أي من ناطقيها ليرحب بموقف الرئيس عباس ، ومؤازرته من باب الجهاد بالمواقف من أجل نيل الحرية ، ودحر الاحتلال ، بل سكتوا عند هذه ، وخرج عبد الباري عطوان وغيره ، ليؤكدوا أن هذا الموقف ستدفع ثمنه السلطة الوطنية ، وستقطع رواتب الموظفين ، وكأن تمسك ابو مازن بالحقوق الوطنية والثبات عليها ، والتصدي للضغوط المخالفة لها ، انتكاسة ، وجهالة سياسية في الرئيس ، وهذا التفكير من بعض من يعتبرون أنفسهم كتابا وطنيين كان سببا في اغتيال الرئيس الشهيد ياسر عرفات ، ومن يرجع الى أرشيف مقالات عبد الباري عطوان قبل استشهاد الرئيس عرفات يقف على ما سيقف عليه بعد حين ، وموقفه من الرئيس عباس اليوم ، والمسألة ليست في كاتب واحد ولا جهة إعلامية واحدة للأسف ، ولكنه منهج وهو منهج الاغتيالات السياسية التي وضعت اسسها حركة الأخوان المسلمين ، ويتبناها البعض وأن كانوا من خارج سرب الاخوان .


وتشبث الرئيس عباس أمام حواء أمريكا بالامس يعني أن الثابت الوطني بخير ، وأنه محصن جيدا ، وأن القلاع لن تخترق ، وهي ليست قلاع حركة حماس التي أوهموا الناس أنها لن تخترق ، والتي اخترقت حتى النخاع وأصبح هنية يرحب صراحة بحوار أمريكا وخالد مشعل ركل مباديء حركته ليقول أنه مع فلسطين مصغرة على حدود 1967 بعد أن كان التنازل عن شبر من أرض فلسطين التاريخية خيانة عقوبتها الموت ، وفتح بوابات التفاوض السري في سويسرا وما خفيّ كان أعظم ، وهذا كله يفتح أمام المرء تساؤلات عريضة عن الثابت والمتغير لدى الحركات التي تدعي أنها وطنية وإسلامية ، حركات تمول من خزائن إقليمية لها مصالحها مع أعداء الشعب الفلسطيني ، وتمتلك أدواتها في تمرير هذه المصالح ، بلسان أهل الحق للأسف .


كان الأجدر من عبد الباري عطوان وغيره من أصحاب الاقلام أن يكونا صادقين مع ما يكتبون ، ويدعمون أي كان ولو كان عدوهم اذا طالب بحقوق شعبهم ، ويقوونه على تمسكه بما يخدم القضية الفلسطينية ، لا أن يرموا سهامهم عليه ، في ظل تمسكه بالثوابت الوطنية ، واصراره على أن لا يتنازل عن حق شعبه ، ويحملونه مسئولية ، التعنت الامريكي والاضطهاد الاسرائيلي ، كان من الاجدر أن يخرج اليوم مقال عبد الباري وغيره ، بشكل وطني صادق ، ويطالب حركة حماس صراحة أن تذهب الى المصالحة مع الرئيس عباس الذي تمسك بحق شعبه ورفض المساومة الامريكية مقابل بلع الوطن بالاستيطان ، لتوحيد الصف وتقويته ، ولكن خيبة أمل كنا لا نغيب عنها في مثل هؤلاء الكتاب ، وما أضافه مقال الكاتب ، زيادة عليه موقف حماس السلبي من تمسك الرئيس عباس بموقفه الوطني ، يوصلنا الى حقيقة واضحة ،ألا وهي أن المطلوب اغتيال عباس سياسيا وليس الثوابت الوطنية !!!.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !