قــادِمَــةٌ مِنَ الصَّفــاء

أجدُني وَاستِدارَةَ شالٍ غَنوجٍ 
يَلتَفُّ حَولَ دفءِ الصَّفاء
أقطِفُ البَرقَ مِن صَدرِ السَّماء
أُلَملِمُ الرَّحيقَ عَن ثَغرِ الغَيم
بإسمِ الحُبِّ الجَميلِ أختالُ
بأشواقي بَينَ المَواسِم 
فَيَتَرَنَّحُ الوَجدُ لِناظِري
وَيَتَجَمَّلُ الفَجرُ للقائي
إذ بُحتَ أسبَلتُ جُفوني
واكَبَ الصَّمتُ رَنيني
وَأزكى الحَنينُ حَنيني

يا إلهي كَيفَ تَمَّ الهَجرُ
وَالجَمرُ مُشتَعِلٌ في الرَّماد
تَرتَقي صَبوَتُهُ أطيافَ الفؤاد
تَلذَعُ ذُروَتُهُ أوصالَ الغَرام
عَلَّهُ عَن هَجرِهِ يَعودُ
وَيكتَمِلُ حُبٌّ جَديدُ
فَإن لامَسَت عَيناهُ المَدى
تورِدُ الأخاديدُ
لتَنطَرِحَ عِندَ أخمَصَيهِ الأناشيدُ
وَلَو أبرَقَت دُنياهُ الجَوى
يورقُ الهَوى وَالشّوقُ يُفيضُ
حَتى يَحينَ القِطافُ 
وَيَستَعرُ الهُيامُ في النُّفوس 
فَيَبرُدُالغَليلُ وَيتَجَزَّاُ الوَريدُ

إذ تَأتي حَبيبُ يَستَقي الزَّبَدُ
تَغفو الجراحُ بَينَ ضُلوعي 
يَحِلُّ الزَّهوُ في أذرُعي
تَكسو البَشائِرُ فؤادي
تَفُكُّ وُثاقَ شُجوني
فَيَعصِفُ أريجُ عِطرِكَ بمَشاعِري
وَيَسري نَسيمُ الضُّحى في الأواصِرِ
في الدَّمِ الشَّغوفِ
يُضَمِّدُ جِراحاتِ النّوى
فَتَرتَحلُ القُيودُ
وَينسَدِلُ العزُّ فَوقَ الضّفائِر
نَصهَلُ بالحَنينِ وَنُكَرِّرُ وَنُعيدُ

ندى نعمه بجاني 
12 / 9 / 2011
مَدامِعِ النَّدى