المفارقات التي تدخل بشكل طارىء على الرياضة المحلية باتت حدث مألوف لا ولن يستغربه المتابعون لمفردات الحدث الرياضي طالما شهدنا صراعات كثيرة على كراسي السلطة الرياضية وبكل الاساليب منها حتى تلك التي ابتعدت عن الروح الرياضية ، وبالتالي بات من الطبيعي ان نهضم اي حدث خارج نطاق المألوف او غريب عن السياقات الرياضية طالما هذا التقاتل والتكالب مازال يضرب باطنابه كل المفاصل الرياضية.لا اريد ان اسهب في المقدمة خصوصا ونحن اسلمنا جدلا لمايحيط بالواقع الرياضي لكن ماثار انتباهي واستوقفني مندهشا بل ومصدوما هو التسريبات التي اكدها بعض رؤوساء الاتحادات فيما يخص لجنة الاحتكام التي تريد اللجنة الاولمبية تمريرها على الوسط الرياضي وفق معايير غير مقبولة خصوصا وان تلك اللجنة ستفض جميع النزاعات الخاصة بالحركة الاولمبية ، وبالتالي يستوجب ان تمر لجنة الاحتكام على السلطة العليا للاولمبية الا وهي الجمعية العمومية وبالتصويت السري كي تأخذ لجنة الاحتكام شرعيتها بصورة متكاملة دون ان تبقى اسيرة الاستفهامات ومثار جدل واعتراض حول تشكيلها وشرعيتها .لجأت الاولمبية لاساليب ملتوية لتمرير قرار تشكيلها من خلال مساومة بعض الاتحادات حول زيادة الميزانيات المالية السنوية مقابل اخذ امضاء رؤوساء تلك الاتحادات للموافقة على اسماء وتشكيل لجنة الاحتكام ولم يقف الامر عند الميزانيات فقط بل وتعدى ذلك بكثير فذهبت الاولمبية لتجاوز مشاكل بعض اتحاداتها وغض النضر عن جميع الاعتراضات حول الية عملها لاجل الحصول على تأييد انبثاق لجنة الاحتكام ، والا بماذا يفسر تهاون الاولمبية مع اتحاد بناء الاجسام المتهم الاكبر في المنشطات والذي لم يعقد مؤتمره السنوي الى الان برغم مرور اكثر من اربعة اشهر ومازالت الهيئة العامة غير مصادقة على تقريريها الاداري والمالي مع ذلك الصمت مطبق حول ملف بناء الاجسام كون الرئيس اعلن تأييده للمصادقة على لجنة الاحتكام وفق صفقة مريبة يلفظها المتابعون للملف الرياضي.الغريب ان الاولمبية تتعامل مع الملف الرياضي بتفرد تام وبمعزل عن جمعيتها العمومية مع ان الجميع يدرك ان القرار الفني الذي تتخذه الاولمبي مازال محط شبهات طالما ان عموميته رفضت التقرير الاداري وبرغم الوعود التي اطلقها الامين العام للجنة من اجل اعداد تقرير اخر اكثر تماسكا كان من المفروض ان يطرح على العمومية شهر تشرين الاول من العام الماضي الا ان تلك الوعود ذهبت ادراج الرياح دون ان نجد من يحاسب الاولمبية لعدم التزامها بضرورة موافقة جمعيتها العمومية على التقريرين الاداري والمالي . وبالتالي تستشعر ان هناك ثمة غاية ونية مبيتة من اجل تمرير قرار تشكيل لجنة الاحتكام خصوصا وان عمر المكتب التنفيذي الحالي بات قصير جدا وان الانتخابات للدورة المقبلة تفصلنا عنها بضعة اشهر اي بعد اولمبياد لندن ، فلماذا هذه العجلة في تشكيل لجنة الاحتكام والاولى بالاولمبية ان تحل مشاكلها وان تحظى بشرعيتها من خلال المصادقة على تقريرها الاداري واذا ارادت ان تحصل على تأييد تشكيل لجنة الاحتكام فلا بأس ان يطرح الموضوع على السلطة العليا وهي الجمعية العمومية ليصوت عليها بشكل سري كي ننتهي من فصل سيكون مؤثر على القرار الاولمبي ولايمكن ان تولد لجنة الاحتكام وفق المساومات والضغوطات لانها ستولد مشوهة بينما ستكون في غاية النضج عندما تحظى بتأييد الجمعية العمومية لذلك نسترعي انتباه رؤوساء الاتحادات كون الموضوع لايمكن ان يمر بتلك السهولة.
مقالات للكاتب ميثم الحسني
التعليقات (0)