مواضيع اليوم

قطعة قماش ليس إلا

Riyad .

2016-11-25 17:20:54

0

قطعة قماش ليس إلا 

تختلف عادات الشعوب تبعا للتنوع العرقي والديني ومنها عادات الملبس والمشرب والتزين فلكل مجتمع طقوسه وملبسه الذي يميزه عن غيره من المجتمعات، المجتمع السعودي كأي مجتمع مسلم يقدم الدين ويتصرف في جميع شؤونه على ذلك الأساس وهذا هو الأصل، لكن أليس مجتمعنا نشأ بحضن الوعظ الذي لا يعرف الا العبادات واهمل المعاملات، أليس مجتمعنا يعيش ويقدس العادات التي جعلها الوعظ طقوسا دينية يتقرب بها العبد الى ربه، نعم فتلك حقيقة فالوعظ أداة تسيير لا تخيير ووظيفة من لا وظيفة له، عقلية الواعظ صغيرا في السن أم كبيرا عالما كان أم متعلما ليست كعقلية المفكر لأنها تعتمد على الحفظ والتكرار واستدعاء الاراء والحوادث القديمة وتخشى التمرد على العادات والتقاليد فتضع من تلقاء نفسها اراء وقصص تناسب تلك العادات والتقاليد التي لم تتكون بأمر رباني وإنما تكونت من تفاعل البشر مع بعضهم البعض .
العقلية المحصورة في الوعظ وترديد الأراء الفقهية القديمة والحديثة ونقلها وتسويقها للعامة عقلية متعصبة مسكونة بالخوف من التعددية ومصابة بعقدة احتكار وامتلاك الحقيقة فهي تحارب كل قول يخالفها وتشن الهجوم اللفظي على كل من يخرج من تحت عباءتها وتترقب الفرصة للإيذاء الجسدي تقربا إلى الله فهي تظن أنها تحسن صنعا وتقاوم البدعة المصطلح الواسع والفضفاض، عقلية الواعظ والفقيه الببغائي تسببت في مسخ الناس فلم يعد هناك واعظ واحد بل الجميع واعظ وطلاب بمدرسة التعصب للرأي والقول الواحد، عندما يرى طلاب وقطيع المدرسة الوعظية الفقهية الواحدة إمرأة لا تغطي وجهها فإن دائرة الاتهام تحاصر تلك المرأة فهي عاهرة وفاسقة ومبتدعة متناسين أن تلك المرأة تؤمن بأراء تضع ستر الوجه بدائرة القضايا المختلف فيها منذ القدم والأمر واسع فيها، تغطية المرأة لوجهها في أصله عادة وليس عبادة ومع تقوقع الفقهاء وانشغالهم يقضايا هامشية منذ القرن الرابع الهجري تحولت تلك العادة لمشروع عبادة ومع ذلك بقيت بدائرة الخلاف الواسع الذي يحاول البعض حصره برأي واحد لا يقبل النقاش ولا الحوار! 
قطعة القماش التي تغطي الوجه أو الجسد "العباءة" لم تكن لتوجد لولا قاعدة سد الذريعة ولم تكن لتوجد لولا حقيقة الخوف من الأنثى وليس الخوف عليها وعلة ذلك الخوف الإيمان بأنها عورة وشيطان يعيش على سطح الأرض يغوي الذكور ويسحق رجولتهم، يظن المتعصبون وقطيعهم بقطعة القماش ظنونا حسنة فهي ساترة وحامية للأنثى وهي معيارا للشرف،ظنون هلامية لا تستقيم إذا وضعناها خلف العقل والمنطق فالشرف لا يمكن حصره بقطعة قماش كالمتدين من الذكور فلحيته الكثيفة ليست معيارا لصلاحه وصفاء سريرته ؟



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات