" قُـطُـز" فى ميدان التحرير !!
فى فيلم من اجمل افلام السينما المصرية وهو فيلم (وا إسلاماه) والذى كان يعرض مشاهد لمصر فى اثناء مواجهة التتار ,وكانت مصر فى ذلك الوقت تواجه اياما صعبةمن تفكك النظام الحاكم وتكالب التتار على مصر وانغماس الشعب فى مواجهة الفقر والاحتياج مما جعل مصر تعيش فترة من اسوأ فتراتها وبعد ان مات السلطان ومقتل الملكة شجرة الدر ودخول وفود التتار لتبليغ قادةمصر بالانذار التتارى ,وقف مندوب التتار يسأل عن من يحكم مصر كى نسلمه الانذار ؟ ولأن مصر كانت تعيش فى فوضى من الحكم وعدم الامان وانتشار المعارضة الشعبية لم يجد مندوب التتار من يكلمه من اهل مصر وقال قولته الشهيرة( حسب ماجاء فى سيناريو الفيلم )
إذا كنت عايز اكلم شعب مصر فمن اكلمه ؟؟؟؟؟؟؟؟
وحسب الفيلم خرج قطز و هو مملوك من مماليك السلطان وهذا السلطان تم قتله , وقف المملوك قطز وقال انا امثل شعب مصر وعلى من يعترض ان يتقدم ,وحيث لم يتقدم احد لمعارضته فاصبح قطز هو ممثل لشعب مصر وتم انتخابه زعيما لمصر وواليا عليها وبعدذلك انتصرت مصر على التتار وبدأت مصر عهدا جديدا من الحرية والنصر .
تذكرت هذا المشهد من الفيلم وانا اتابع احداث مصر قبل وبعد ثورة الشباب ( شباب ميدان التحرير) وسألت سؤالا بريئا ,اذا اردنا ان نكلم شباب ثورة الخامس والعشرين من يناير , فمن نكلم ؟؟؟؟ اين قطز فى ميدان التحرير؟
والحقيقة ورغم اعترافنا بالانجاز الكبير والتاريخى لم حدث فى ميدان التحرير ,ورغم تسارع الاحداث مما يؤكد ان ماحدث فى ميدان التحرير ورغم انف الجميع هو ثورة بكل المفاهيم والاشكال للثورات فما حدث هو اجماع شعبى ادى الى تغيير نظام الحكم ومحاكمة رجال النظام والاتيان بنظام جديد ورجال جدد ,وهو انجاز كبير كبير .
ولكن ولأن المشهد يتغير بتغير الاحداث ولأن سقف المطالب يتغير بتغير الاحداث وكأن الامر اصبح كالاتى ,طالما هناك استجابة لمطالبنا فلم لا نطلب المذيد؟؟؟ والمذيدهنا لا حد له ....
وقد لا يستغرب احد من هذه المقولة ولكن عندما تكون المطالب لا نهائية وتصب فى مصلحة فئة وتضر فئة اخرى ,وعندما تستأثر فئة برأيها وتعتبره هو الصواب والصواب الوحيد وما عداه من الآراء هو الكفر والخطأ فتلك مصيبة , وكذلك عندما يتصدى للمشهد فئةمعينة وتختفى كل الفئات الاخرى رغم اسبقيتها فى التواجد فتلك مصيبة اخرى لا تقل عن المصيبة الاولى ...
ولكى نوضح ما نقول بدون رمز او اشارة , لأننا نعيش فى عهد الثورة والحرية ,ولا نخشى من الشرطة و لا من امن الدولة ولا من الرئيس ورجال الرئيس ,وانما نخشى من الشعب ومن ثورة الشعب , فنقول بكل حرية ... من خول "قطز" ميدان التحرير ان يتكلم باسم مصر كلها ,واذا كان قطز ميدان التحرير قد حصل على تفويض فمن فوضه ,واذا اكتشفنا ان قطز كان من حزب اليسار او حزب اليمين او من الوسط وهناك من الشباب من هو ليس من هذا الحزب فماذا سنفعل ؟هل نستطيع ان نوقف قطز ميدان التحرير ام انه سيكون قد اصبح رئيساً كالآخرين وهنا نحتاج لميدان تحرير آخر لمواجهة قطزميدان التحرير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إن المشكلة ليست فى قطز وليست فى ميدان التحرير ولكن المشكلة فينا نحن , نحن الشعب المصرى الذى قام بكل الثورات على مدى العصور ولكنه فى النهاية يواجه دائما السلطة , تلك السلطة التى سلمها الشعب مصيره ونام نوما عميقا ......
إن اكبر الاخطاء ان نتصور ان الفساد فى الاشخاص واذا ذهبوا ذهب الفساد ...
يا سادة إن الفساد فى حياتنا فى الزمان والمكان حولنا فى استسلامنا لسكوتنا ورضوخنا واستسلامنا لغـضبتنا وثورتنا واستسلامنا لأحلامنا وتمنياتنا , الفساد فى كل ما حولنا , ولكى نقضى على الفساد لابد اولا ان نفهم ما يدور حولنا ,ونفهم ما هو المطلوب من كل واحد فينا ونفهم ماضينا وحاضرنا ونستعد لمستقبلنا ,والا نترك الامر لغيرنا كى يتحكموا فينا اويتكلموا بلساننا ,
إن القضاء على الفساد يكون بان لا يظهر قطز فى ميدان التحرير ..........
التعليقات (0)