خرج التونسيون في الذكرى الأولى لهروب بن علي و نجاح ثورتهم ليقولوا لقطر و أمريكا شكرا لا نريد تدخلا منكما في شؤوننا الداخلية، المعارضة التونسية تخشى من العلاقة بين الدوحة و حركة النهضة الحاكمة، تخوفات ترجمتها الإنتقادات التي وجهت إثر تعيين وزير كان صحفيا و محللا رياضيا لدى شبكة الجزيرة، و زيارة الغنوشي قبيلها إلى قطر و دعوته لحمد للحضور للجلسة الأولى للمجلس التأسيسي، و قد تتطور هذه الإنتقادات مع الزيارة الأخيرة للأمير القطري لحضور لإحتفال وتأسيس كذلك منتدى الشرق من طرف وضاح خنفر المقرب للإخوان و للأسرة القطرية معا....
الناظر في الدور القطري المتزايد في التأثير على تطورات الربيع العربي، يرى التناغم بين السلطة القطرية و الحركات الإسلامية السياسية خصوصا الإخوان المسلمين، فقط يكفي أن نستعرض كيف تم إزاحة التيار الليبرالي من المشهد الليبي و الدور القطري في ذلك، حيث اتهم كل من شلقم و محمود جبريل قطر بمساعدتها و دعمها للتيارات الإسلامية، و بلغت الإتهامات إلى درجة تدخل قطر في تشكيل الحكومة الليبية الثانية بقيادة الكيب، من ليبيا نرحل إلى موريتانيا، حيث تحدثت صحيفة الشروق عن سوء تفاهم وقع بين الرئيس الموريتاني و الأمير القطري، مرده دعوة الأمير الرئيس للقيام بإصلاحات و التقرب من الإسلاميين و ذكر بالإسم شخص محمد الحسن الددو، كلام لم يعجب الرئيس فجعله يتهم قطر و إعلامها بالتحريض......
تسعى الدوحة إلى رسم تحالفات عربية إقليمية تلعب فيها هي الدور المحوري و تكون فيه المخاطب الرسمي للغرب أو صلة الوصل بين الدول الغربية الكبري الباحثة عن الحفاظ على مصالحها الإستراتيجية و بين الحكومات الإسلامية الطامحة إلى كسب ثقتها في كونها حكومات معتدلة. مسعى سيجعلها في صدام مع دول خليجية أو عربية أخرى كبرى ترى في الربيع العربي و ما أفرزه من تقدم للأحزاب الإسلامية خطرا عليها و على أنظمتها و هذا ما يفسره كلام الرئيس الموريتاني إن صح.
من حق الإمارة الطموح في لعب دور قيادي و ريادي في المنطقة، و يبقى اللبس و التشكيك في الأهداف و الكيفية التي تريد بها قطر لعب هذا الدور، هذا ما يجعل المعارضين للدور القطري يشككون في النوايا الحقيقة لهذه الإمارة الصغيرة من خلال مجموعة من القرائن و الشواهد والتي باتت معروفة لدى الكل من كثرة الحديث عنها عند كل نازلة .... و مع تراكم الأحداث يلتبس الدور القطري أكثر و يغدو محيرا حتى لمن دافع في بعض الأحيان عن حق قطر و مساعيها في دعم القضايا الوطنية و أخيرا دعم الثورات ليبدو و كأنه خدمة تقدم لأطراف غربية معينة كا يرى البعض.
اليوم الأمير القطري يتحدث عن قوة عربية للتدخل في سوريا، عن أي قوة يتحدث؟ قطرية مثلا، لعله يعرف تماما أن لا استعداد لأي دولة عربية لإرسال قواتها إلى سوريا، إما لأنها لا تملك جيشا في مستوى هذه المهمة كقطر بالذات، أو لأنها سترفض ذلك قطعا و رفض مستقبلي لمثل هذه القرارات كالجزائر و السودان و العراق أو لأن سوريا سترفض تماما دخول أي قوات عربية خاصة من دول معينة كالأردن و السعوية.....و بالتالي فهل الأمير يرسم لسيناريوهات قادمة أكبر من التدخل العربي؟ أم أنه بصدق نية يتحدث عن حلول عربية لمشكلات عربية لطالما نادى الجميع بضرورة تطبيقها تفاديا للتدخل الغربي في شؤوننا؟
التعليقات (0)