كراعية للأقليات ، والمظلومين والمضطهدين في العالم ، وكحامية للثورات التحررية ، وكقائد أممي ، ودولة عظيمة ، ذات إمكانيات كبيرة ، وتاريخ مجيد ، لم تجد دولة قطر بد من تسليح الثورة السورية ، وقد سعت وتسعى وستسعى لذلك بكل ما أوتيت من قوه ومن رباط الخيل ، لترهب به الجيش العربي السوري والذي يفوق عدده سكان قطر من عرب وعجم .
ولم تجد بد أيضا من قبيل الكيل بمكيال واحد ، وحتى تكون متوافقة منسجمة مع ذاتها ، الأممية الثورية ، وبما وهب الله لها من الثروات أن تدعم الثورات في العالم اجمع ، فها هي دولة قطر تدعو إلى تسليح الشعب العربي الفلسطيني ، في الراضي المحتلة ، ولي على غرار ما يردد ويقسم البعض فلسطين 48/67/ وقطاع غزة / والضفة الغربية ، بل إن قطر مقتنعة تماما بضرورة توحيد فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر ، فها هي تدعو وتدعم تسليح الفلسطينيين في كامل التراب الوطني الفلسطيني كما يردد قادة الثوار في فلسطين .
وفي هذا السعي والجهد المبذول لم ولن تراعي قطر العظمى ، رأي المجتمع الدولي ، وعلاقاتها الحميمة ( العائلية ) مع إسرائيل ، وستتجاهل كل ذكريات الولائم والعزائم والدعوات والعلاقات المشتركة ، لان الهدف الأسمى لهم ( قطر ) دعم الثورة والثوار في فلسطين ، وهي مقتنعة بكامل قواها العقلية والجسدية بما تقوم به في هذا المسعى الحميد .
كما ولن تنظر بعين الخائف أو المتذلل إلى علاقاتها مع أمريكا حتى ولو أن الرايات الأمريكية تطل من كل مكان تنظر إليه في قطر ، فخمسة وأربعون من مساحة قطر تتعبر قواعد أمريكية ، وهذا يعني أن الرايات الأمريكية تعادل من حيث العدد الرايات القطرية في قطر أو ربما تزيد لان الشعب الأمريكي كثير الرايات مثلنا نحن العرب أو يزيد .
ومن المؤكد أن قطر العظمى ستشحذ همم الدول التقدمية في العالم ، وقوى التحرر والمنظمات الأهلية والحكومية المساندة لحق الشعوب في التحرير ، وتقول لهم ( كما سلحنا الثوار في سوريا ومن قبل ليبيا فعلينا أن نقوم بتسليح الثوار في فلسطين ) وطبعا عند قطر ما يكفي من الحجج لان تبعد عن نفسها صفة الانحياز للقريب ( على أساس أنهم اقرب إلى الشعب العربي الفلسطيني كما السوري من إسرائيل من حيث روابط – الدم والعروبة والتاريخ والدين واللغة والتطلعات المستقبلية – الم يغني أطفال قطر وشبابها كما غنى أطفال العالم العربي كافة بلاد العرب أوطان - )
إذا هي دعوة قطرية لتسليح الشعب العربي الفلسطيني ، ليس لمقاومة الاحتلال وربما فقط للدفاع عن النفس أمام الة البطش الصهيوني المتكبرة وبعد الجرائم المستمرة التي دأبت إسرائيل عليها ضد الشعب الأعزل الذي تنكر له العالم اجمع ..
وسنرى بعد زمن ونحن نسلم رايات القيادة العربية ، وزمام المبادرة ، ورأس الأمر إلى قادة قطر .. وربما سنغض البصر والبصيرة عن كل التجاوزات التي ارتكبتها قطر بحق الأمة والشعب والقضية ، وسننسى كل تلك الترهات والمقابلات والعلاقات التي كادت أو وصلت إلى مرحلة الأخوة بين قطر وإسرائيل والصور عن تلك العلاقات العائلية لا تزال موجودة في مواقع الانترنت .
تحية إلى قطر العظمى .. وسحقا للأموات والضحايا في سوريا ونحن نرى قطر تدعم التحارب الأهلي وتدعم القتل .. وتصب الزيت على النار .. وترقص حول النار رقصتها وهي ترفل بالدم العربي السوري ..وما زلنا كقوميين عرب ، نراهن على روح العزيمة والنخوة العربية عند ابنا الشعب العربي في قطر ، وما زلنا نراهن أن الرفاه الاقتصادي لن يحول دون ثورة الشعب العربي في قطر على كل تلك التجاوزات التي أصابت القطريين والعرب في مقتل . وان غد لناظره لقريب .
التعليقات (0)