كل ما تقوم به قطر هو دعم للحريات والحراك الشعبي بالعالم العربي , هكذا تتصور أو تحاول أن تصوره للمشاهد العربي الذي يستقي أخباره من منبر الجزيرة منبر من لا منبر له كما تقول , قطر كانت رقم خجول بمحورالممانعة العربي في زمن ما قبل الثورات العربية الذي ضم سوريا وحزب الله وإيران وحماس في أحيان كثيرة , محور وهمي وجد لتمرير أجندات لا أكثر والإ كيف نفسر عدم إقتراب تلك الدول والحركات من محور الممانعة الدولي "محور الشر" لأن محور الشر يعني سقوطها بقوة التحالف الدولي الأمريكي إقتصادياً وفي أحيان كثيرة عسكرياً , فهي تخشى ما تعرفه جيداً عن السياسة الأمريكية المليئة بالتناقضات والتي يغشاها لعبة المصالح لا لعبة التحالفات "السياسة الأمريكية" , لا يمكن أن ينسى عاقل دعم قطر وعبر ذراعها الإعلامي لتنظيم القاعدة بجزيرة العرب متبنية خطاب التنظيم الدموي إعلامياً وتنظيرياً فاتحة له المنصات الإعلامية , وتلك الممارسة عبارة عن تسويق مبطن لفكر التنظيم ومحاولة لإيهام العقل العربي بعدالة قضية ذلك التنظيم الممسوخ فكرياً ؟ قطر التي تدعم الحريات وتحرك الجيوب المعارضة إعلامياً , تحارب الحريات في الداخل القطري , فهي تمارس التجنيس السياسي ليل نهار وتشرد بعض الفئات السكانية وتسجن كل من يغرد خارج سرب الحكومة , ولعل سجن شاعر الدوحة ابن الذيب مثال صارخ على حريات قطر المزعومة ؟ فلماذا تدعم قطر الحريات بالخارج وتقمعها بالداخل ؟؟ في الحقيقة قطر هي المقاول الخفي الذي يعمل لإجهاض الربيع العربي بعد إختطافة , فالربيع العربي الذي بدأت شرارته بتونس أربك العالم , وحير المراقبين مما جعل دوائر صنع القرار العالمي تفكر في إيجاد مخرج يكون سبباً في عودة العالم العربي لدائرة الإستبداد والجهل من جديد فكانت قطر ومحور الممانعة هي المخرج , فحركت الخلايا النائمة لإختطاف الربيع العربي تحت شعارات كثيرة لعل أهمها دعم الشرعية والديموقراطية وتجلى ذلك في دعم الإسلاميين مالياً وسياسياً وإعلامياً على حساب التيارات والأحزاب الأخرى بدول الربيع العربي , ولكي تغازل بقية الإسلاميين بدأت في أستقبال قيادات التنظيم الدولي للأخوان وإنشاء مساجد بأسماء مشاهير إسلاميين مذكرة العقل بمغازلة صدام الغابرة , فصدام كتب عبارة الله أكبر على علم العراق ليغازل إسلاميي الخليج بعدما غزا الكويت ؟ قطر من حقها دعم ما تريد , لكن ليس من حقها دعم تيارات تتستر بستار الدين والتدين تضرب وحدة الشعوب وتشرعن الجهل والإستبداد بطريقة همجية , وليس من حقها دعم شخصيات أو حركات تمس بأفكارها وحدة الأوطان وتنال من السلم الإجتماعي , وليس من حقها التأمر مع تركيا وريث العرش العثماني كما تظن وتقضي على فرص المصالحة السورية السورية وفرص الحل السياسي للأزمة وليس من حقها أيضاً فتح منابرها الإعلامية للتحريض والشتم والتهديد , لكنها لا تدعم الحرية بل تدعم جيوب إختطاف الربيع العربي الذي بدأ يتجه للموت السريع بعدما كان يموت ببطء , تلك الجيوب التي تدعي المعارضة كانت قبل الربيع العربي كالمومس تنام بتخت الحاكم ليلاً وتشتمه نهاراً , وعندما بدأت عجلة الربيع العربي تنطلق توارت عن الأنظار تراقب وتنتظر ما سوف يلده الحراك الشعبي , فقفزت وأختطفت الربيع بعدما وضعت المجتمعات ثقتها بشعاريوا النهار مومسي الليل وتلك هي الخطئية الكبرى التي أرتكبها ثوار العرب الجدد . قطر بدأت تختنق , فهي لم تفكر في مصالحها العليا فراهنت على فئات سقطت مع أول إختبار , وجماعة الإخوان بمصر سقطت مع أول اختبار شعبي لها لكن قطر ما تزال تدعم وتمارس التضليل في محاولة لجر المجتمع المصري لإقتتال داخلي شبيه بالإقتتال السوري الذي لن ينتهي طالما بقي مختطفيه يتاجرون به على مناصات الإعلام وفي ساحات القتال مضللين العالم مستخدمين الجهال وقوداً لذلك الصراع . لا ضير في دعم الحريات لكن قبل دعمها لابد من التفكير ولو قليلاً في لفظ الحرية , فالفظ شيء والممارسة شيء آخر والحرية في النهاية سلوك وليست شعاروهذا ما تجهله قطر وغيرها من الدول والحركات والشخصيات ولكي تنهض قطر وتتبوأ مكانة دولية أخلاقية عليها أن تدعم حريات شعبها بعدة وسائل لتكون نموذج يحتذى به , فالعاقل يصدق إذا حدثته بدعم كندا للحريات لكنه لا يصدق بدعم دولة تسجن شاعر بسبب قصيدة وكلمات بسيطة ؟؟؟ .
التعليقات (0)