استمعت للكثير من كلمات السادة نواب البرلمان الاردني ، وكان اول من سمعتهم النائب ممدوح العبادي ... وهو يفصل الواقع الاردني والعربي والعالمي .. داعيا الحكومة الاردنية الا تكون مطيةللجامعة العربية تركبها للوصول الى تطبيق العقوبات الاقتصادية والسياسية على العربية السورية ، وقد وقف موقفه المشرف الكثير من نواب الامة الاحرار ، الذين لم يرتضوا لانفسهم ان يبعيوا وطنهم وامتهم في سوق النخاسة العربية والعالمية ، ولم يرتضوا ان ينساقوا وراء ترهات المستعمرة الامريكية في قلب الخليج العربي المزعومة قطر .
ولست اعرف حجم قطر ولا حجم امكانياتها ، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تمكنها من الهيمنة على قرارات الجامعة العربية حتى لتبدو وكأنها تتزعم ما يسمى ( الوطن العربي ) وكانها تمثل بالنسبة للجامعة العربية ؟! ما تمثله امريكا لهيئة الامم المتحدة ؟!
ومن فائض القول ان القرار العربي ليس قرار حرا ونزيها وليس قرارا سياديا على الاطلاق فتبعات القرارات العربية هي تبعات غربية اسرائيلية فهل من معترض على هذا ؟؟ لذا هل سيكون القرار العربي ضد سوريا قرار نزيها .. وهل سيكون قرارا وطنيا قوميا .. ام انه قرار اسرائيلي امريكي مغلف بورقة عربية .. ولكن لا يخفى ان الورقة ممهورة بالخاتم الاسرائيلي ، ومن لا يرى من الغربال فهو اعمى .
والكلام عن ان سوريا مستهدفة اصبح هذه الايام مثار للسخرية والتهكم على من يقول به او يتحدث عنه ، ولكن ونحن نعرف الامكانيات والقدرات السورية بحق ، وندرك كيف تم بناء هذه الدولة العربية بدم الابناء المخلصين من سوريا ولن تجد منصفا ينكر فضل القيادة السورية والادراة الحكومية فيها في بناء هذه القلعة الاقتصادية العربية في جميع المجالات ، فحتى هذه قطر رغم البترول والغاز وامريكا واسرائيل التي تقفان خلفها او امامها لا فرق لم تتمكن من الوصول الى ادنى مستويات الدولة السورية قبل عشرين سنة ... ولا حتى معظم الدول العربية النفطية في بلاد الخليج العربي ... فماذا حقق الخليج العربي ودولة التائهة في صحراء تفوح منها رائحة النفط الغاز المحروق في حقوق الانسان ..والمرأة ... والتنمية البشرية والاقتصادية .. وماذا فعلت في مجال الاستثمار للانسان العربي في دول الخليج ... فلم تفلح ان ان تولد جيلا محبطا او مترفا .. وهما المحبط والمترف غير قادران على الابداع والانتاج والبناء والنماء .. فاكثر من 75% من العمالة في دول الخليج عمالة وافدة . ومنهم نسبة كبيرة من الشعب العربي السوري الذي ساهم في بناء النهضة الوهمية في دول الخليج من مباني واسواق وجسور وانفاق ووو .
بينما العربية السورية وهي تقطع شوطا بعيدا جدا في الاكتفاء الذالتي ، وتنمية الانسان واستثمار طاقاته وقدراته ، لتصل الى مراحل بعيدة في الاكتفاء الذاتي ولتكون الدولة العربية التي تكاد تكون بلا مديونية ولا سلطة لصندوق النقد الدولي عليها وهو صندوق استعماري بكل المقاييس ، ولا تخضع لشروط امريكا واسرائيل او الغرب عموما ، وان يتهممها البعض بالتحاف مع ايران .. فمرحبا بايران الدلة المسلمة والحليف الاسترتيجي لسوريا .. اذا سوريا مستهدفة لهذا كله .. مستهدفة بنظامها وانسانها وقدراتها وفكرتها العربية القومية كآخر معقل للعروبة الحقة والاسلام ..
ومن الواضح ان المشروع العربي السوري مشروع يتناقض مع مشروع قطر الانبطاحي الهادف الى تسليم المنطقة الى اسرائيل على طبق من بترول .. ومن الواضح ايضا ان تكاتف الدول العربي ضد سوريا هو تحيز وصنع جبهة مضادة للعروبة في معقلها الاخير ...فلماذا لم تتخذ الدول العربية التي تفتح ابوابها وفنادقها وقصورها قبل كل ذلك للاسرائيلي الذي ارتكب ويرتكب يوميا افضع الجرائم بحق الانسانية فضلا عن الفلسطينين .. من اوائل الاغتصاب والانتهاك الى اليوم ..
لماذا لم يطرد السفير الاسرائيلي من القاهرة وعمان وقطر والمغرب وموريتانيا .. ولماذا لم تقطع العلاقات والزيارات والهدايا .. ولماذا لم تلغى اللاتفاقيات المذلة مع هذا الكيان المجرم اذا كانت الانسانية تهم الجامعة العربية وزعيمتها قطر ... ولنا لقاء
التعليقات (0)