قطر استثمار الحدث
وأخيراً اُسدل الستار وتوجت الارجنتين بكأس العالم 2022 بدوحة قطر، تنظيم قطر لكأس العالم خطوة اثبتت للعالم أن العرب والخليج على وجه الخصوص قادرون على احتضان المحافل الدولية والمساهمة بشكلِ مباشر وفعال في صناعة الأحداث وتنظيمها، كثيرون قالوا أن قطر ليست قادرة خصوصاً مع التعقيدات التي تعصف بالساحة الدولية وصراع الهوية وهيمنة الفكرة وتحولها لمشروع تبشيري قادم وبقوة، لقد استطاعت قطر دحض جميع الأفكار والابقاء على المسابقة كمسابقة رياضية واستثمار ذلك الحدث لتوجيه رسائل مركزة ودقيقة، فالبداية مع حفل الافتتاح وتلاوة آيات تركز على الاختلاف والتعايش وأن أصل المجتمعات يعود إلى التزاوج بين الذكر والأنثى، فتلك رسالة وصفعه قوية بوجه مروجي المثلية الشاذة ومن يقف خلفها داعماً ويرفعها كشعار سياسي، أما نهاية الحدث فكان البشت العربي حاضراً فهو رمز الرجولة والقيادة والهيبة والوجاهه والاصالة، فمن حمل الكأس ارتدى البشت العربي قبل أن يضعه بين يديه وتزامن ذلك مع اليوم العالمي للغة العربية.
إنها رسالة واضحة أو بالأصح رسائل واضحة وما بين الرسائل هناك تفاصيل دقيقة ذات معاني خالدة! من وقف خلف التنظيم وصياغة أحداثه عقل بشري عربي اثبت أنه يستطيع أن يغير الصورة الذهنية التي يؤمن بها قطاع عريض من البشر، عقل عربي وضع العرب وقطر بالذاكرة البشرية لعقود طويلة فهناك أجيال قادمة ستشاهد صورة ميسي وهو متوجاً بالبشت وتتسأل ماهذا وسيقودها العقل للبحث لتكتشف أن هناك تاريخ و حضارة وأُمة واحدة ذات رسالة خالدة ..
التعليقات (0)