قطر أم الجزيرة في الدور الوظيفي ..

عادت قناة الجزيرة القطرية لعادتها القديمة , عادت إلى الاتهام والتشهير مع إسرائيل في القيادة الفلسطينية ولا سيما في عضو المجلس التشريعي الفلسطيني "محمد دحلان", عادت لتقول بعد غياب أن دحلان متورط في عملية توريد سلاح للقذافي, وكأنها تستخف في عقل المواطن العربي في هذا الخبر المفبرك , عادت لتخربش وتعبث من جديد في الساحة الفلسطينية. ومن البديهي أن نسأل ويسأل المواطن أيضاً اليوم , هل القذافي "ملك ملوك افريقية" بحاجة إلى مساعدة دحلان ؟؟ ومن البديهي مع الأحداث المتلاحقة عن القذافي أن يكون عند المواطن المعرفة عن ومن أين يأتي العقيد بالسلاح والرجال ؟؟ إذاً لماذا تعود الجزيرة إلى طبيعتها الوسخة ؟

 الواضح لا تعمل الجزيرة ولا تصون الشعار الخالد عندها "الرأي والرأي الآخر والشفافية في الخبر", وعليه, هي تعمل من عبر ما يطلبه الشطار في قطر منها, وهنا تستدعي الجزيرة معاداة الوطن العربي ولا سيما الفلسطيني, وسوف تنكشف مهمتها المشبوهة, وينكشف معها جوهر ومضمون أهداف "حمد بن خليفة" "وبن جاسم" "ووضاح خنفر" التخريبية.

وحيث تتناول الجزيرة الثورات العربية بطريقة المعادي والحاقد على هذه الأنظمة, وليست الهدف مناصرة الشعوب ومساعدتها للتخلص من أنظمتها الفاسدة. ولا سيما أن دولة قطر تحاول منذ سنوات المزاوجة بين تزايد قوتها الاقتصادية من جهة، ودورها السياسي في المنطقة من جهة أخرى ، رغم صغر مساحتها وقلة سكانها، ومن الواضح من خلال دور الدوحة بأحداث المنطقة مؤخراً. وحيث أن ذلك لا يمكن أن يستمر طويلاً إن لم تحسم قطر موقعها السياسي.

وحيثإن الدوحة تسعى منذ سنوات لتأسيس موقع سياسي لها، وفي عام 2008 لعبت قطر دوراً محورياً في صياغة تفاهم داخلي لبناني، وثم سعت لأدوار مماثلة في اليمن وعلى صعيد ملف دارفور السوداني. وبالفعل ، فإن أثر التحركات القطرية واضح في مختلف الملفات ، ففي ليبيا كانت قطر أول دولة عربية تقدم طائرات مقاتلة لمساعدة القوات الدولية على فرض حظر جوي ضد قوات العقيد معمر القذافي. وكما كانت أول دولة تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار, وتعتمد قدرات قطر السياسية والدبلوماسية بشكل كبير على قاعدتها من الثروات الطبيعية الهائلة ، إذ أنها اليوم أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم ما جعلها واحدة من أثرى الدول.

وتعتمد قطر وتستخدم ميزة الموقع الاستراتيجي والدور الوظيفي لها في المنطقة، وفي نفس الوقت تحتفظ بأوراق على كل الجوانب. مع أن قاعدة أمريكية ضخمة تتواجد على أرض قطر، إلا أن الدوحة مرتبطة بمجموعة من المعاهدات مع إيران في الوقت عينه، ولكن اليوم بتنا في عالم مختلف عام 2011، وقطر لم تعرب بعد عن موقفها المحدد من إيران. وأعتقد أن على قطر أن تعيد صياغة دورها الجديد الذي رسمته لنفسها بحذر، وأن تحرص على عدم الدوس فوق أقدام دول أخرى لديها دور في المنطقة مثل مصر والسعودية, وإلا سوف تكون قطر في المستقبل هدف للجميع.

ملاحظة : حمد بن خليفة آل ثاني من موالد ا يناير 1952، أمير دولة قطر. تولى الإمارة في 27 يونيو 1995 بعد قيامة بانقلاب أبيض على أبيه الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني. وهو يعتبر من أثرى أثرياء العالم، إذ ذكرت مجلة فوربس الأمريكية في نشرة لها حول أغنى ملوك العالم , نشرت في عام 2010 أن قيمة ثروته تقدر ب2.4 مليار دولار أمريكي.

  بقلم : منار مهدي