علي جبار عطية
الخميس 10-05-2012
لم تعد (الباجة) أكلة الفقراء في العراق كما لم تعد (الكوارع) أكلة الفقراء في مصر فالتضخم الاقتصادي رفع اسعار حتى مخلفات الذبائح وحسب السوق المحلية في بغداد فان سعر الباجة يبلغ خمسة عشر الف دينار أما نفر الباجة في المطعم حسب آخر أكلة اكلتها الشهر الماضي قبل موجة الحر فكان ثمانية الاف دينار اي نحو ستة دولارات يظل المرء بعدها شبعان أكثر من سبع ساعات وربما يحتاج الى لبن زبادي لينام نوماً مريحاً ويحلم احلاماً سعيدة! ولأن هذ الاكلة تميز بها المطبخ العراقي فان بعض الداعين الى وليمة يحرصون على تنويع كرمهم بصنع الباجة بانفسهم وكما هو الحال ايام العسكرية حين يحصل تهديد حقيقي او وهمي يعلن عن (انذار جيم) فتمنع الاجازات الدورية ويتخذ العسكر الحيطة والحذر كذلك فان بعض البيوت تتحول الى (انذار باجة)! فيتخذ ابو البيت اقصى حالات التأهب والاستعداد ويشد حزاماً على دشداشته ويباشر بنفسه تجهيز وطبخ الباجة ويعطي لاسرته تعليماته واضحة وصريحة مفادها انه اذا اكتشف وجود شعرة واحدة في القدر فانه سيقلبه بمحتوياته! وهكذا تعيش ربة البيت التوتر والترقب وتبذل اقصى الجهد في تنظيف مخلفات الذبيحة لتفادي غضب رب البيت! وقد يستمر التجهيز اكثر من ست ساعات وتهدر طاقة غازية كبيرة ربما لا تصرف في اية طبخة عادية لكن النتيجة تستحق العناء فعلاً فالمائدة العراقية تظل مميزة وعامرة بالاطايب حتى لو سببت بعض الاكلات السمينة ومنها الباجة الاعياء وربما بدايات جلطة او غلطة قلبية عافاكم الله ورب اكلة منعت اكلات!!
التعليقات (0)