لا يستطيع احد ممن زاروا الديار الحجازية المقدسة .. مكة والمدينةالمنورة أن ينكر مدى الاهتمام التام بتلك الديار ، لا بل تعدى الاهتمام تلك الديار الى الاهتمام بطريق المسافر من أي مكان الى أن يصل الى تلك الديار المقدسة .
ففي مكة ( الحرم ) تلحظ باهتمام بالغ مدى العناية بأدق التفاصيل في كل ما يحيط بك ، من بنايات وزخارف ، وخدمات تحتية كبيرة الوصف .. من الفرش والسجاد والمياه المبردة وغير المبردة لمن يعاني من مشكلة في الماء البارد ، الى النظافة وخدماتها واستمراريتها ودقتها ومتابعتها ، الى التكييف الذي يغطي جميع أجزاء الحرم المكي الشريف .
أن العناية بالحرم عناية مستمدة من أصل الدين ، ولن تحظى خدمة أو منفعة يقدمها الإنسان المسلم أكثر من تلك الخدمة التي يقدمها لبيت الله الحرام ، آثار الحكومات السعوديةالمتعاقبة واضحة ، والمشاريع معروفة ، ومستمرة ، فلكل ملك ( خادم الحرمين الشريفين ) انجازاته التي يعتز بها ، ولا تزال المشاريع ( كمشروع توسعة الحرم مستمرة ، ومشروع ماء زمزم ومشروع طباعة المصحف الشريف ، ومشروع القناة التلفزيونية الفضائية لبيت الله الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة مع الترجمة .. مشروع ترجمة القران الكريم . مشاريع مستمرة .
خلال الزيارات المتعاقبة لمكة والمدينة والسعودية عموما يمكن ملاحظة تلك الأمور بسهولة ويسر ..
وكان ثمة من يروي قصصا وحكايات حول الأزمنة الماضية كيف كان الحرم وكيف صار ، وطبعا التغيير للأحسن ولمصلحة الإسلام والمسلمين والزوار من الحجاج والمعتمرين ، على مدار العام وبلا انقطاع .. وثمة من يقدم اقتراحات لتحسين الظروف الى الأفضل ..
كنت ممن اقترحت على ثلة من الحاضرين ( في جلسة حوارية في فندق الشهداء في شارع اجياد على بعد خطوات من الحرم ) لو أن ثمة قطار يربط مكة بالمدينة المنورة .. فسيكون لذلك الأثر الكبير في تخفيف أعباء السفر على الناس وتسهيل العمل والانتقال وتخفيف حركة المرور على الطرقات وتقليل الحوادث ، وتخفيف كلفة الوقود المستخدم للكثير الكثير جدا من السيارات والحافلات العامة والخاصة .. الى جانب المظهر الحضاري الذي سيضيفه القطار الى تلك الديار المقدسة .. وتقليل نسبة التلوث في المدينة المقدسة .
ومن المعلوم أن الظروف الاقتصادية والجغرافية في السعودية متاحة وميسرة .. من البيئة الصحراوية الصخرية المنبسطة ، فلا جبال يراد نقبها ولا بحار يعمل نفق من تحتها ، ولا أودية يعمل جسور من فوقها ...مما يقلل من تكلفة العمل بصورة كبيرة ..
وكلمة حق يجب أن تقال ، لاحظت أن الكثير من الزوار والمعتمرين ممن يسكنون الفنادق الشعبية التي تقع على بعد مسافة ليست بقليلة من الحرم ( في مكة ) يعانون من مشكلة المواصلات من والى الحرم أثناء التنقل بين الصلوات الخمس ، ولكن كانت حافلات النقل الجماعي تنقل الناس مجانا ، وتتوقف كثيرا لنقلهم ذهابا وإيابا ، على الرغم من أن تلك الفنادق تقدم خدمة النقل حيث يرد في الإعلان التسويقي للفنادق عبارة ( يوجد مواصلات من والى الحرم ) ولكن تلك المواصلات لا تكون على الأغلب كافية بحيث تلبي حاجة الناس الماسة الى تلك الخدمة .
التعليقات (0)