بدأت نتائج الثانوية العامة في الظهور فتذكرت عام 1965 ونحن ننتظر النتيجة وتذكرت كيف كنا ننظر إلى المهندس حسين الدحار ونقول هل يمكن أن ندخل كلية الهندسة مثله؟ كان هذا الأخ الكبير مثلا لنا وقدوة وكنا نراه شامخا في غير تكبر ورائعا في تفكيره حين نجلس معه يشرح لنا الرياضيات وميزات الهندسة وكيف تفتح العقول وتنمي الخيال ...لقد كان الالتحاق بكلية الهندسة أملا عزيزا ولكنه تحقق بفضل الله ...وركبنا قطار الحياة من وقتها حتى الآن نشتغل وننتج وننجح ونفشل ونجتاز ونتعثر ونقابل كا ذلك بالعزم والإصرار على المتابعة ونتعلم من أخطائنا التي لا تنتهي ونشكر الله على كل نجاح نحققه...ونحن الآن وقد اقتربا من الوصول إلى محطة النهاية لننزل من قطار الحياة التي تستمر مرافقة للأجيال بدون نهاية يركب الشباب وينزل الكبار ...ولكننا حين نرى أبناءنا من شباب الجامعة نشعر أننا لن نموت ولن نترك قطار الحياة بغير ركاب ماهرين أذكياء يحملون راية مصر إلى أعلى الآفاق ...ونشعر أنهم أكثر منا علما وفهما وأن عصرهم يفوق عصرنا بآلاف المرات ...إنهم جيل نأمل أن يحقق ما عجزنا عنه ...وهم قادرون على ذلك إن شاء الله ....إن الثانوية العامة هي بداية الطريق إلى العمل وإعلان الرجولة والاعتماد على النفس ...وصحيح أننا في جيلنا السابق تعرضنا لظروف أكثر قسوة حيث كانت الجامعات متركزة في العاصمة والاسكندرية وأسيوط إلا أن الجامعات الآن أصبحت في كل مدينة تقريبا والعلم تطور أكثر من ذي قبل وأن المطلوب من أبنائنا في الأساس هو الحصول على المعلومة أكثر من التركيز على الحصول على الشهادة ...ألعلم هو المطلوب لأنه هو الذي يعينك أيها الابن الحبيب على الفوز بحياة يحترمك فيها كل مواطن ويفخر بك أهلك ووطنك فاجتهد في التعلم واعلم أن الجامعة ليست إلا بابا تفتحه ثم تدخل من خلاله إلى الحياة العامة تنتج وتصلح وتبتكر كما يريد لك كل المحبين من الشعب العربي ....وفقك الله أنت وأقرانك وزملاءك إنه مجيب الدعوات
التعليقات (0)