العمامة مهنة من لا مهنة له .........
احد الأشخاص ممن كان يعاني من العوز والفقر والبطالة قرر أخيرا ان يتفتق ذهنه في أن يصبح من أصحاب العمائم اي يصبح ((الملا)) ...ومعروف ان ((الملا)) يحصل على مصدر رزق لا باس به ويدعى الى الولائم والعزائم ويحصل على مجموعة من الهبات والعطايا من الميسورون ...فقط عليه ان يكون صوته جميلا ...ويشجي السامعين... ويزيد في بكاؤهم... وكل ما كان صوته شجي ..وكان يحسن التلاعب بعواطف السامعين ..ويحسن استدرار دموعهم ...وبالتالي استدرار نقودهم !!!!
ارتدى هذا ((الملا))((المستجد )) عمامة كبيرة وأطلق ذقنه .. ودخل دورة قصيرة في فن الململة ..اي الملالي..
واخيرا حصل على ((عقد عمل مغري )) في احد القرى في الجنوب وكان موعد مناسبة دينية كبيرة والأجر اكيد سيكون جيد ...
كان الوقت في الثمانينات من القرن المنصرم ...أيام الحكم السابق الذي كان يتبع سياسة محكمة في الرقابة على المجالس والندوات الدينية وغيرها من الأنشطة المختلفة ...
صعد ((الملا)) على المنبر وهو يمسك بأدواته جيدا ويعلم إن أفضل وسيلة لاستدرار المال هي استدرار الدموع الساكبة والعبرات الناحبة ,,, وكان الموضوع الذي اختاره ((الملا)) من أكثر المواضيع عاطفية حساسية ومن الممكن ان يبكي الصخر الاصم ...
الموضوع هو الصراع بين علي وعمر على الخلافة .. وقص ((الملا)) كيف ان عمر دخل على بيت علي ودفع الباب بقوة وكانت خلفه السيدة فاطمة الزهراء والقصة معروفة ............
((الملا)) يحكي ويشجي ويبكي بعباراته وتعبيراته المنمقة وهو ينظر إلى الدموع التي تنهمر واي دموع ويعلم انه كلما زادت الدموع زاد المحصول !!!
كان احد ضباط الأمن التابع للنظام المسئول عن امن تلك القرية اخرج كرسيه وجلس في الهواء الطلق يسمع بإصغاء شديد لما يقوله ((الملا))
وعندما قص ((الملا)) القصة أعلاه وانتهى المجلس أمر ضابط الأمن رجاله بان يجلبوا له ((الملا)) فوراً
الذي أي ((الملا)) ما أن انتهى من مجلسه وتسلم أجرته....... حتى وجد عند باب المجلس اثنان من ((عناتيل الامن )) بانتظاره في الباب وكانت مفاجاءة لاتسر ولا تفرح عدو ولا صديق ..
في دائرة الأمن دار الحوار الأتي بين ضابط الأمن و((الملا))
ضابط الامن ::نحن لسنا ضد ان يمارس الناس شعارهم بحرية ,لكن نحن ضد من يحرض على النعرات الطائفية حتى وان كانت الأسباب حقيقية فكيف إن كانت الأسباب وهمية .إلا تتفق معي أيها ((الملا))
((الملا))::اقسم سيدي الضابط ان لم اقصد الإساءة او الثارة النعرات الطائفية بل كل ما قمت به هو سرد قصة معروفة للقاصي والداني ولم ابتكر شيئا في نفسي .
الضابط: سنفرض انك ما تقوم به بحسن نية وافترض ان القصة معروفة وليست طائفية او موجهة ضد احد..هناك كم سؤال مهم اريد تجيب عليها وبصراحة
((الملا)):ما هي ؟
الضابط :فاطمة الزهراء من هو زوجها ؟
((الملا)):سيدنا علي عليه السلام
الضابط :ومن هم ابناءؤها ؟
((الملا)):الحسن والحسين.
الضابط :ومن هم اهلها ؟
((الملا)):بنو هاشم .
الضابط : هل كانو موجودين ساعة وقوع الحادثة التي اشر ت اليها ؟
((الملا)):نعم كلهم موجودون .
الضابط : وماذا فعلوا او ماهي ردة فعلهم ؟
((الملا)):لم يفعلوا شيء يذكر .
الضابط : اذا كان زوجها وبنوها واهلها وعشيرتها ومناصروها عرفوا بلامران كان زعمك صحيح ولم يفعلوا شيء ,فما بالك انت ايها المنكوب بعد 1600 سنة تعيد الامور لتبعث في الطوائف والملل النعرات والكراهية
.ثم قام الضابط الى ((الملا)) بعصا خيزران اشبعه ضربا ً.
ودخل بعدها السجن ليخرج بعد اشهر لقاء دفعه رشوة بلغت اضعاف ما حصل عليه تلك الليلة ,..............
التعليقات (0)