مواضيع اليوم

قضية شأن داخلي تدعى العراق ..

سـامي جلال

2009-07-10 18:35:10

0

ايها السادة نحن امام محاكمة نؤنّب انفسنا على تعابير تراشقنا و تلاعبنا بها في مصائر أخرين داخل البيت الذي يجمعنا, و برمية حجر نحاول التخلص من ذنوب بيانات الجريمة .. وطن تكتنفه ألوان براقة كما هي في حقيقتها, تلك ليست خطيئة اخلاقية انها طبيعية و حتمية في موضوع اختلافنا و هي الحرية , الألوان في تعابيرها تعطي معاني متعددة و اكبر من حقيقة ألوانها, البعض هنا يتكلم عن الأخلاق و يتضحك عليها حين يختار بين الألوان , الجميع هنا اصحاب قضايا حقوقية , اود في التجرد من ان يزدهر لون معين في وسط معين على حساب الأخر ... اريد الترافع في محكمة لا تحددها مفاهيم سياسية و لا أُطر دولية بل اريد ان احدد المعالم الأنسانية محطمة و كئيبة .. اكيد ما كنا سنكتب تحايلنا لنفقد شرعيّة الثمن الذي دفعناه من اجل حريتنا انه حساب بسيط و بغيظ بذات الوقت ...
اعمى من يظن اننا لم نكن نعاني من مشكلة في هذا البيت , اكبرها و اهمها لم تكن هناك معالم لهويتنا و في مفاهيم الحزب الواحد كنا قوميين نحمل راية القومية باسم الأمة العربية الواقعة تحت نير استعمار افكار و آيديولوجيات متضاربة و لا تلتقي في جوهرها و لا مصالحها و كنا نرى في تلك الهوية شذوذ في انحرافاتها الوطنية و الدينية .. لم تكن الوطنية معيارا قوميا في تعاملنا مع القضايا الخارجية و بالأخص العربية, و بالداخل هي معيار ذو خطوط حمراء للولاء .. فالكردي و التركماني و غيرها من الأثنيات التي تتكلم لغات غير العربية ان تعلن ولاءها الوطني و ان تنخرط في الأهداف القومية للحزب و تتجرد من جذورها ..
الفكر الأسلامي أو الهوية الدينية لم تكن معايير ثابتة في هوية السلطة التنفيذية آنذاك و اكثر من دليل مادي و مصور ان القيم الدينية لم تكن تتعارض مع الملاهي ومطاعم تقدم المشروبات الكحولية و لا حتى المفكرين الأسلاميين من اهل السنّة و الشيعة لم يسلموا من بطش الحكومة و صحوة الحكومة الدينية لم تكن صحوة على اسس الشريعة و الدين بل كانت على اساس عجز القائمين على الرذيلة من ممارسستها بعد تقدم مراحل العمر فانتقلت لذريتهم و كاذب و منافق من يدعي اسلامية العراق في عهد البعثيين.
كل ما حدث في العراق من انجازات لم يكن دافعا وطنيا بحت بل كان تجارة أخذ و عطاء مقابل ثمن .. الوطنية من أجل بقاء القوي الذي بخس تقدير مواطنيه , و بات الولاء من المتطلبات المفرطة لمستلزمات استمرارية القوة , جاع المواطن, انفصل عن العالم الخارجي , تخلف عن ركب التطور العصري و العلمي , جيل كان يسمع عن بعض الفواكهة و لم يعرف طعمها, الهاتف الجوال سلعة من اسرار الدولة , الدش ( صحن القنوات الفضائية) غير مسموح, امور اخرى لا تحضرني ..كلها تصب في قالب واحد .. تلك هويتنا الوطنية.. العراق.
بعد هذه المقدمة هل هناك من يقول لي اننا لم تكن لدينا مشكلة .. تفاقمت و اسرف صاحب الدار في طلب الولاء و لم نعد نعرف لماذا نجري وراءه و إلى اين !!! ..
لا أدعي بالدفاع عن الحالة الجديدة التي نعيشها .. لو لم تكن, هل كنا مانزال نعيش الحالة السابقة .. لكن ما العمل ؟ تغيرت الأمور بشكل سريع و بتنا نقِّيم الحالة من عدّة مناظير .. وصلنا حالة نتخاصم و نتهم بعضنا البعض , قضية الطائفة المظلومة ظهرت و القومية المضطهدة ظهرت , الأديان و الشعائر المهمشة ظهرت, الشعور الديني المكبوت ظهر, التتوق لحرية الرأي ظهرت, و كثير من المسميات التي لم تكن موجودة في حاضرنا الماضي .. هذا الكَمْ العددي الذي ظهر لو كان مؤمنا بالنظام السابق لماذا طالب اليوم بدستور دائم للبلاد و يريد ان يُغنِيه بكل ما كان مفقود سابقا و إن لم يكن يرغب بالتغيير لما توجه لصندوق الأقتراع طوعا .. بعد ان كانت هناك جريمة و كانت هناك ضحية الم يحن الآوان للملمة كياناتنا تحت سقف واحد ...

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات