مواضيع اليوم

قضية للمناقشة : البكاء وأسراره

طارق الجيزاوى

2010-06-12 10:15:27

0

 

  هل تعلم

دموع التماسيح التى يضرب بها المثل ليس دموعا حقيقية ولكنها بقايا الماء الذى تعيش فيه وعندما تخرج فإنها تنحدر من عينيها وهى يضرب بها المثلفى الخداع والزيف

 

 

سنفتح اليوم موضوعا جديدا كما تعودنا كل سبت فى باب
قضية للمناقشة

Case Of The Week

لغة البكاء .. هل تفهمها؟؟
وسنحاول هذا الاسبوع القاء الضوء على البكاء ومايعرف بلغة البكاء وهل البكاء لغة؟؟

 

وللاجابة على هذا الاسئلة دعونا نتعرف اولا على لغة البكاء وخاصة فى عالم الطفل فغالبا ما يلجأ الطفل للبكاء للتعبير عن الغضب أو الخوف أو كأسلوب ضغط على الأهل لتحقيق رغبة او لتنفيذ طلب ما لذلك لابد وأن نعترف أن للبكاء لغة ، نعم إنه لغة، ولكن ربما لايعرفها الكثير من الآباء والمربين، ولذلك يتهمون أبناءهم فور بكائهم بالتدليل أو الحساسية المفرطة، ويتعاملون مع هذا البكاء في أغلب الأحيان بالعنف المباشر وقلة الصبر والتفهم .

ولعلك عزيزي المربي تغير نظرتك للبكاء عندما تطالع هذه السطور وتعرف أن البكاء لغة يستخدمها الطفل في مقتبل عمره ويستخدمها أيضًا في سن أكبر، ستغير نظرتك للبكاء عندما تعرف أيضًا، ماهي أسباب البكاء، وما هي الطريقة المثلى للتعامل مع بكاء الطفل سواء وهو صغير في المهد أو حتى بعدما يكبر.

النبي صلى الله عليه وسلم يفهم لغة البكاء



ها هو النبي صلى الله عليه وسلم يتفاعل مع بكاء الطفل ويهتم به ويخفف في صلاته فور سماعه هذا البكاء، لماذا؟؟ لأنه يفهم لغة الطفل، يفهم أن الطفل الرضيع لايبكي في الغالب إلا إذا كان يواجه مشكلة ما أو يحتاج إلى اشباع حاجة ما؟ يفهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه اللغة قبل أن يفهمها علماء الطب أو علماء التربية ويتعامل معها كأحسن مايكون الطبيب وكأبرع مايكون المربي حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(إني لأدخل في الصلاة، وأنا أريد أن أطيلها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه ببكائه) [صححه الألباني].
وفي رواية:(كراهية أن أشق على أمه) [صححه الأباني] ، وفي رواية:(مخافة أن تفتن أمه) [صححه الأباني].
يحرص النبي صلى الله عليه وسلم على مشاعر هذه الأم تجاه ولدها الذي يبكي، لأنه يعرف جيدًا أنها تكون في الصلاة وقلبها مشغول بطفلها بسبب بكائه.

قرار مصيرى لأمير المؤمنين بسبب بكاء صبي

(عن ابن عمر قال قدمت رفقة من التجار فنزلوا المصلى، فقال عمر لعبد الرحمن هل لك أن تحرسهم الليلة من السرق، فباتا يحرسانهم ويصليان ما كتب الله لهما فسمع عمر بكاء صبي فتوجه نحوه فقال لأمه: اتقي الله وأحسني إلى صبيك ثم عاد إلى مكانه فسمع بكاءه، فعاد إلى أمه فقال لها مثل ذلك ثم عاد إلى مكانه، فلما كان من آخر الليل سمع بكاءه فأتى أمه فقال لها: ويحك إني لأراك أم سوء مالي أرى ابنك لا يقر منذ الليلة، قالت: يا عبد الله قد أبرمتني منذ الليلة إني أريغه عن الفطام فيأبى، قال: ولم، قالت: لأن عمر لا يفرض إلا للفطم قال وكم له قالت: كذا وكذا شهرا قال: ويحك لا تعجليه فصلى الفجر وما يستبين الناس قراءته من غلبة البكاء، فلما سلم قال: يا بؤسا لعمر كم قتل من أولاد المسلمين، ثم أمر مناديا فنادى أن لا تعجلوا صبيانكم عن الفطام، فإنا نفرض لكل مولود في الإسلام وكتب بذلك إلى الآفاق أن يفرض لكل مولود في الإسلام) [صفة الصفوة، ص (282)].
فإذا كان بكاء الصبي يشغل أمير المؤمنين الذي يشغله قيادة أمة بأكملها، فهل يحرك هذا في الآباء الاهتمام ببكاء الأطفال ومحاولة الفهم لسبب هذا البكاء ومعرفة الطريقة الصحيحة في التعامل معه؟؟؟

البكاء هو اللغة الأولى للطفل

(يستطيع الطفل الصراخ بعد الولادة مباشرة، ومعنى ذلك أن أحباله الصوتية تستطيع العمل منذ ذلك الوقت المبكر، وطبيعة الصرخة الأولى على حسب تفسير علماء الفيزيولوجيا ينظر إليها على كونها فعلًا منعكسًا لمثير خارجي، هو مرور الهواء بالقصبة الهوائية إلى الرئتين لمساعدة الوليد على التنفس ليضمن لنفسه الحياه، ثم يتحول الصراخ يالتدريج ويصبح معبرًا عن صور شتى من عدم الارتياح) [سيكلوجية النمو والارتقاء د.عبد الفتاح دويدار، ص (155)].
وبعد هذه الصرخة الصِحِّية الأولى للطفل تتوالى الصرخات في الأشهر الأولى من عمر المولود، لتعبر كل صرخة عن سبب ما وراءها، قد يعرفه المربي وقد لايعرفه ولكن، المهم أنه موجود.
ومن ثم تصبح مرحلة البكاء أول مراحل النمو اللغوي للطفل، يقول الدكتور سيد محمود الطواب في سياق الحديث عن النمو اللغوي للطفل:
(إن الصوت الوحيد الذي يأتي به الطفل منذ لحظة الميلاد، وخلال الشهر الأول هو صوت البكاء فالأطفال لديهم أنواع كثيرة من البكاء مرتبطة بأنماط مختلفة من الأصوات، ويبدو أن هذه الأصوات المختلفة للبكاء مرتبطة فقط بأنواع معينة من عدم الراحة أو المشكلات) [علم نفس النمو، د.سيد محمود الطواب، ص (249)].
ويقول د.بنجامين سبوك: (يحدث الصراخ الشديد أو الذي لا ينفع معه تهدئة لكل الأطفال الأصحاء في جميع أنحاء العالم خلال الشهور الثلاثة الأولى، ويزداد عادة خلال الأسابيع الستة أو نحوها، ثم يأخذ في التراجع، وتعتبر الفترة ما بين المولد ونحو الأشهر الثلاثة من العمر فترة ضبط الجهاز الهضمي والعصبي غير الناضج للطفل، بحيث يتوائم مع العالم الخارجي وقد تكون هذه الفترة أكثر سلاسة عند بع عند بعض الأطفال عنها عند البعض الآخر) [د.سبوك لرعاية الطفل، ص (64)].

وإلى اللقاء مع مقال جديد حول
أنواع البكاء
وإلى أن نلتقى لكم منى أرق تحية
محاسب / طارق الجيزاوى
الاسكندرية فى السبت 12 يونيو 2010




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !