يعتبر موضوع الحكم في السعودية و ولاية العهد مادة دسمة و مثيرة لدى العديد من المواقع الإخبارية و الصحفية، فهذه المملكة التي يحكمها ملك في أواسط الثمانينات من عمره (86) و ولي عهده سلطان كذلك (82) و نائبه الثاني و وزير داخليته نايف (76) و الذي يعتبر الحاكم الفعلي مؤخرا بحكم مرض السالفي الذكر، تعد من أغنى البلدان و أهمها إقليميا و دوليا،طالما كانت محط الأنظار لما لها من وزن سياسي و اقتصادي خاصة في المنطقة، و لطبيعة حكمها كذلك، غير أن ما يستشف من الأخبار و التحاليل الصحفية التي تتحدث عن هذا الموضوع أنها تتسم بندرة المعلومات و تكرارها الدائم، و لي في ذلك مثال جريدة القدس و التي غالبا ما تطل بحديثها عن مشكلة التوريث خاصة مع كل مرض ينتاب أحد الأمراء أو الملك نفسه، غير أن الجريدة و لمرات عدة لا حطت أنها تتحدث عن الأمر بتغطية مكررة فالمعطيات الواردة مع كل تغطية و التي تخص هذا الموضوع يمكن إجمالها في النقاط التالية
- العائلة المالكة تعاني من كبر الرعيل الأول من أبناء الملك عبد العزيز و كثرة الأبناء بل و الحفدة و تعددهم.
- العائلة المالكة تتوزع وفق أجنحة معينة يمثل الملك عبد الله أحدها و يعتبر جناح ما يسمى بالسديريين أقواها ( الإخوة الأشقاء للملك فهد و يتزعمهم ولي العهد سلطان و هناك أيضا سلمانن و نايف).
- المرشحون لخلافة عبد الله يختلفون من حيث منهجية الحكم، فمثلا على خلاف الملك عبد الله الذي حاول إرساء بعض السياسات الإصلاحية و الانفتاحية التي من شأنها تغيير الصورة المتشددة للدولة السعودية و ذلك بالحد من تأثير السلطة الدينية و إعطاء حقوق أكثر للمرأة السعودية..، على عكس ذلك يبدو الأمير نايف الأكثر قربا من السلطة الدينية بحكم مسئولياته الأمنية و محاربته للقاعدة و هو ما جعله يستعمل حركات دينية معينة لضرب القاعدة ( أو ما يسمى بالخوارج). كما يورد إسم الأمير مقرن رئيس الاستخبارات السعودية كمرشح للحكم، على هذا الأساس يتطلع الغرب إلى الخليفة المحتمل بكثير من الترقب، لخوفه من عودة الجناح المتشدد إلى السلطة،رغم أن المصالح الأمريكية و الغربية عموما لم تكن لتتأثر بطبيعة الحكم في السعودية داخليا، غير أن إقامة علاقات مع دولة محافظة و متشددة ( حسب المنظور الغربي) كالسعودية أمر يحرج الحكومات الغربية خاصة مع الضغوط الممارسة عليها من طرف منظمات حقوقية و مدنية.....
- تتحدث الصحف أيضا عن مسألة انتقال الحكم من الرعيل الأول إلى جيل الشباب، هل سيكون أكثر صعوبة أم سيتم بسلاسة دون أي محاولات للتمرد، فجيل الشباب من حفدة الملك عبد العزيز يتكون من أمراء جاوزا الستين و تقلدوا مهام خارجية و أمنية مكنتهم من صنع علاقات دولية و خارجية كثيرة، مما جعل بعض الجهات الغربية ترى فيهم الأجدر لحكم البلاد كأبناء فيصل مثلا أو بندر بن سلطان أو الوليد بن طلال.....
المرض الأخير للملك عبد الله أطلق العنان لبعض الصحفيين لمعاودة الحديث عن مسألة الخلافة و عن صراع بات يطفو بين النواب الثلاث مرده إعلانات و صور الأمراء على الجرائد و في القنوات المحلية مثلا ، فهل هذا مؤشر يتم الإعتماد عليه؟ حقيقة قد تبدو القضية مسألة إستهلاك إعلامي لا أكثر لمعرفة الصحافة بحاجة الناس و تعطشهم لأخبار و تحليلات عن ملوك و أمراء السعودية، و هذه ظاهرة لا تقتصر على السعودية فقط بل في دول عربية أخرى يعتبر فيها السبق الصحفي ( من حيث المردودية و عدد بيع النسخ) رديف المواضيع المتعلقة بالمحرمات ( أخبارالزعماء و عائلاتهم لما لهم من قدسية لدى العامة...)
التعليقات (0)