مواضيع اليوم

قضية التسلح في العالم

mido love

2012-09-16 23:42:40

0

لقد مر العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بمرحلة ما اطلق عليها فترة الحرب الباردة والتي كانت من خلالها الدول المركزية وعلى راسها انذاك الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفياتي تمارس صراعا سياسيا و ايديولوجيا واقتصاديا وعسكريا من اجل الظفر بقيادة العالم والانفراد بالزعامة العالمية ولقد شهدت مرحلة الحرب الباردة ما سمي انذاك سباق نحو التسلح وتطوير الترسانة النووية عرفت هده الفترة ايضا توازن القوى او ما نعت بتوازن الرعب دخل العالم من خلال هده المرحلة الى عهد جديد في العلاقات الدولية تميز بالثنائية القطبية التي انهارت بانهيار الاتحاد السوفياتي سنة 1989 وانفراد امريكا بقيادة العالم لتحل محل الثنائية القطبية مفهوم الاحادية القطبية ومحاولة امريكا فرض نظاما عالميا جديدا لازال الى يومنا هدا هو المسيطر على الساحة الدولية .

ان قضية السباق نحو التسلح هي قضية لها ابعادها التي تنطوي عليها فهدا النوع من التسلح تقف ورائه الولايات المتحدة الامريكية لان شركات بيع السلاح وكما هو معروف هي شركات غربية امريكية و اوروبية و روسية وبالتالي امريكا تعمل جاهدة لا من اجل فض النزاعات الدولية و الاقليمية بالخصوص نزاعات الشرق الاوسط و المغرب العربي لكن من اجل الحث على بقاء تلك النزاعات قائمة وان لم تنشئ حرب فعلى الاقل تبقي امريكا فكرة نشوء حرب او فكرة الخطر الايراني مثلا تبقي هاته الافكار مشتعلة في عقول الدول المعنية كي تقوم كل دولة على حدة بشراء اسلحة لن تستفيد منها الا الشركات الغربية اي انه بكل بساطة الغرب وعلى راسهم امريكا تروج لفكرة حروب محتملة و فكرة ارهاب محتمل من طرف جهات و جماعات ارهابية من اجل ادخال الدول العربية على الخصوص في دائرة السباق نحو التسلح .

ان صفقات شراء اسلحة ادا ما تم تحويلها الى اموال لتمويل التنمية في البلاد العربية لكان هدا افضل بكثير ولكان المواطن العربي يعيش حياة افضل تدفعه الى الابداع والابتكار بدل التطرف والعنف لكن الدول العربية باتت مهووسة بفكرة الخطر القادم من الجيران فدول الخليج مثلا تخاف من خطر نووي ايراني وهدا مستبعد كثيرا لان العالم اليوم والراي العام العالمي اصبح غير قادر على رؤية حرب عالمية او اقليمية اخرى وبالتالي فكرة خطر ايران هي فكرة تدعمها امريكا و الدول الاوروبية لاغراض سياسوية وكذا من اجل احتواء ايران لانها تقلق مصالح الغرب في منطقة الشرق الاوسط والخليج فالكل يعرف الدور الاقليمي الدي يمكن لايران ان تلعبه في المنطقة ومن هدا الدور امريكا تخاف.

امريكا اليوم تعقد قمة واشنطن النووية تتضمن تعهدا عالميا بمنع التجارة غير المشروعة في المواد الذرية وبحث سبل منع انتشار الأسلحة النووية في أول جهد دولي غير مسبوق لمناقشة تخفيف الخطر العالمي من الأسلحة النووية، ومنع وصولها إلى الدول التي تصفها الولايات المتحدة بـ"الراعية للإرهاب" التى تدعم الإرهاب، وتأمين الترسانات والمواد النووية من الوقوع فى أيدى التنظيمات والخلايا "الإرهابية" والمنظمات المتطرفة، ووسائل مكافحة تهريب التكنولوجيا الحساسة.

ان عقد قمة من هدا القبيل في واشنطن يعني حشد تاييد دولي رسمي ضد الترسانة النووية الايرانية وكدا سد الباب امام بعض التنظيمات التي تدعي امريكا انهم ينوون امتلاك السلاح النووي في حين تنسى او تتناسى امريكا ان الترسانة النووية الاسرائيلية تصل الى 300 راس نووي بحيث تعتبر إسرائيل، سادس دولة في العالم امتلكت السلاح الذري.

شهد العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية الى يومنا هدا مرضا اسمه التسلح هدا المرض زرعه الغرب من اجل مصالحه لا اكثر ولايزال العالم يعيش المرض نفسه فلمادا لا تدعوا امريكا الى مؤتمر عالمي من اجل انقاد البشرية و الغاء التسلح وكدا تجريمه ان كانت لها نوايا حسنة لان فكرة تحويل اموال السلاح الى اموال من اجل مساعدة الدول الفقيرة على التنمية هي الفكرة القادرة على محو الارهاب والتطرف الدي ينتج بطريقة مباشرة بسبب الفقر والتهميش والحرمان التي تعيش من خلاله معضم البشرية في الدول الثالثية .

ان دعم اقتصاديات الدول النامية والسائرة في طريق النمو لهو الحل الوحيد من اجل بناء عالم مستقر عالم يعيش السلم و الامن بدل عالم يعيش الرعب و الارهاب و الظلم العالمي وهدا لن يتاتى الا من خلال تحويل الاموال التي تذهب الى شراء السلاح الى اموال لتنمية الدول الفقيرة من اجل نظام عالمي عادل




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !