تأكيد إيران على برنامجها الصاروخي وإخراج هذا البرلنامج من دائرة النقاش مع المنظمة الدولية للطاقة النووية يضع علامات إستفهام كثيرة حول ماهية البرنامج و يثير شكوكاً حول الأهداف الإيرانية طويلة الأمد في الإستثمار ببرنامج ضخم يستهلك ميزانية البلاد و يستنزف الثروة التي يجد المواطنون الإيرانيون أنفسهم بأمسّ الحاجة اليها.
قبل أيام غادر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران و كانت علامات التفاؤل ظهرت عليه بعد لقاءات مطوّلة جمعته والمسؤولين الإيرانيين. خلافاً لبعض الإنجازات في الملف النووي لكن من الواضح أنّ الطرفين لم يتّفقا بعد على مواضيع لا تقل حساسية ولا إثارة للجدل عن البرنامج النووي ألا وهو البرنامج الصاروخي الإيراني الذي ظلّ الشغل الشاغل لدول العالم بسبب ارتباطه المباشر بالملف النووي الإيراني.
وجود بوادر خلاف بين إيران من جه والمنظمة الدولية للطاقة الذرية من جهة أخرى حول الملف الصاروخي الإيراني تظهرها التصريحات الإيرانية الرسمية . فقد صرّح مندوب إيران الدائم لدى الوكالة الدولية وعدد من المسؤولين الإيرانيين مؤخراً بأنّ طهران سوف لن تتفاوض مع الجهات الدولية حول برنامجها الصاروخي في ي أ أي حال من الأحوال و إنّ موقف طهران حول هذا الأمر سوف لن يتغيّر بسبب اعتبار أنّ البرنامج الصاروخي خط أحمر للنظام الإيراني.
يأتي تمسك طهران بالبرنامج الصاروخي كإحدى أكبر الإنجازات التي حققها النظام الإيراني و قوات الحرس الثوري في العقود الماضية و إنّ التخلي عنه يعتبره العبض نكسة للنظام . كذلك فإنّ البرنامج الصاروخي هو بديل لا بد منه في حال توصلت إيران مع المجتمع الدولي الى حلّ شامل حول الملف النووي.
تريد طهران استخدام البرنامج الصاروخي كورقة ضغط خدمة للمصالح الإيرانية في المنطقة العربية.لكن النظام الإيراني يدرك تماماً بأنّه لا البرنامج النووي ولا النظام الصاروخي سوف يتمكنا من تحصين البلاد وحمايتها فالإستثمار الناجع يكمن في الطاقات البشرية فهو البرنامج الأكثر ضماناً. عسى أن يتحول الإستثمار في إيران على الطاقات البشرية بدل الإستثمار الخاسر على الصواريخ أو القنبلة النووية.
التعليقات (0)