بقلم الاستاذ : عمر غوراني (أبو مصعب) - مدرس اللغة العربية
في مدرسة ياصيد الثانوية للبنين
العنوان : اللغة الأجنبية في المدارس
هل ضروري أن يتعلم طلابنا لغة أجنبية في المدارس ؟
و الجواب عندي :نعم ،إنه ضروري . و أعني بالضروري: أي واجب ؛لا نافلة و لا مستحب .
فإن كان كذلك ، فأي لغة أجنبية ؟ الإنجليزية ؟ الفرنسية ؟ العبرية ؟
و إذا استقر الرأي على واحدة منها أو أكثر .. ففي أي سنة من سنوات الدراسة ،نشرع بتعليمها طلابنا ؟
و أسئلة أخرى ، قد تكون كثيرة إذا تفاعل النقاش ...
-أقول : ضروريٌ واجب أن نتعلم لغة أجنبية .
- و لماذا ضروري؟
-لاعتبارات و دواع ٍ كثيرة.
• فعلى الصعيد الحضاري ، لقد أنبأنا التاريخ أن أوج الحضارة العربية الإسلامية و عصرها الذهبي إنما كان في العصر العباسي،وفي عهد المأمون بن الرشيد. و كان ( بيت الحكمة )هو غرفة العمليات التي أقامها المأمون لمهمة الإنجاز الحضاري ، و كان المترجمون هم كبار ضباطها أو (جنرالاتها )في سنيّها الأولى...
وتلاميذ اليوم - كما هو معلوم - هم علماء الأمة في الغد ، و بناة مستقبلها، و هم كذلك زعماؤها و وزراؤها و صُنّاع القرار فيها ...
• و على الصعيد الوطني، لا سيما وطن ما زال يجاهد لانتزاع هويته ، لا بد له - إلى جانب جهاده - من لغة خطاب ، بلسان غير ذي عوج، لسان ٍ -هو قطعا غير عربي - مبين ؛ يبسط بها حقه و يكتسب أنصاره .
ومن عجب ،أن يسود في الوسط الثقافي ، ضرورة تعلم لغة الآخرين لاعتبارات التصادم الحضاري . و لا شك أن تعلم لغة الآخر مفيدة، بصفتها أداة من أدوات الصراع الإعلامي، و حتى الميداني العسكري ... و لكن إذا تدبرنا قول الله تعالى : " و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا. . . " الحجرات ( 49/13) و قوله سبحانه : " و من آياته خلق السماوات و الأرض و اختلاف ألسنكم و ألوانكم... " الروم (30/22)
إن اعتبارات التواصل و اللقاء الحضاريين من تعلم اللغات ، هي الأقرب لمقاصد الشرع الحكيم منها إلى التصادم و الصراع ...
و لا أريد استقصاء منافع تعلُّم لغة أجنبية أو أكثر و تعليمها على الصُعُد المختلفة، و أترك للإخوة المشاركين مجال الزيادة و الإثراء .
و لكنّي أذكر هنا واقعة ، لعله من المفيد أن أختم بها المحور الأول من قضية النقاش هذه :ضرورة تعلم اللغات الأجنبية .
في ليلة العدوان الأمريكي الأول على العراق 16-17/1/1991 منع اليهود التجول في (المناطق ..! ) أي الضفة و القطاع من الوطن السليب ،و دخلت فرقة عسكرية إسرائيلية مخيم الفارعة ، و ألقى الجنود القبض على حدث شاب عائد إلى بيته . فقال جندي - يبدو أنه القابض عليه- لآخر - يبدو أنه القائد - نعتقله أم نخلي سبيله ؟ فقال الآخر : بل اقتله .
و سُمع صوت رصاصة واحدة ، استشهد إثرها الفتى الشاب (وديع ) .. و لم يدر أحد ما الذي حدث إلاّ عاملٌ تعلم العبرية في (إسرائيل )سقط الشهيد بجوار بيته . و قد ضاعت القضيّة لولا هذا العامل المجيد للعبرية، و قد ضاعت القضية على كل حال.. لا لأن القضية ينقصها البرهان و الدليل القاطع ، بل لأن القاتل بيده القوّة التي رسم بها حدود القانون ! ملخص نقاط محور النقاش : 1- هل ترى ضرورة لتعليم أبنائنا في المدارس لغة أجنبية أو أكثر ؟
2- هل ترى ضرورة وطنية لتعلم لغة أجنبية؟
3- هل ترى ضرورة حضارية لتعلم و تعليم اللغات الأجنبية؟
4- اللغة الأجنبية ، لغايات التواصل و اللقاء الحضاريين ؟ أم لغايات التصادم ؟
5- أي منافع و غايات أخرى لتعلم اللغات الأجنبية ؟ المحور القادم :أي لغة أجنبية نتعلم ؟ الإنجليزية ؟الفرنسية ؟ العبرية ؟ واحدة منها – أو غيرها – أو أكثر ؟
التعليقات (0)