مواضيع اليوم

قضايا فكرية تستحق التوقف عندها

طلعت كريم

2011-02-22 21:29:54

0


هذا الذي حصل في مصر يثير الكثير من القضايا الفكرية ، يثير الكثير من القضايا السياسية التي تستحق التتوقف . ففي مجرى الانبهار والانفعال لمجريات الاحداث وتفصيلها قد تطرح في ساحة النقاش مفاهيم خاطئة ومقولات غير سليمة ان تركناها دون معالجة فسيكون تاثيرها من باب أولى على الذين يتصدرون النضال في تلك البلدان وايضا بالنسبة لنا الذين نتعايش ونتفاعل مع منعشات وتأثيرات وقبس هذه الثورات سيكون تأثيرها مضر واقصد بعض ما يقال بان ما حصل هو عفوي وان الذي حصل لا علاقة له بالقوى السياسية والاحزاب المنظمة وان الذي حصل هو من بناة افكار البسطاء ومن نتيجة احداث حصلت في لحظتها كما اشرنا ( عركه هنا ) ونزاع هناك هذا النمط من التفكير يؤذي.
الذي حصل هو محصلة تراكم طويل الامد. نعم قد لم ينجح المناضلون ، في السنوات الماضية ، من ان يحققوا الأنتفاضة والنصر ولكنهم اسسوا ، بنوا ركائز ، بنوا قناعات ، ربوا ودربوا ، كانوا عنصرا مهما في التحفيز والدفع فلا يمكن نكران ما تراكم من نضالات المناضلين وما عانوه من السنين سجناً وآلاف الارواح قتلا واعداما تحت ايدي الجلادين. نعم العامل الموضوعي هنا لعب دوره الاساسي، حرمان ، كبت ، المعاناة لعبت دورها الاساسي، نعم العامل الذاتي تخلف اذا كان المقصود به الاحزاب ولكن ما العيب الذي تتحمله الاحزاب حينما لم تستطع بعد ان قدمت وهل من الصحيح ونحن نناضل ان نكتفي بالعفوية ؟ العفوية ليست الطريق السالك المضمون لانتصار الثورة الكامل . مع التقدير بأن هناك تحركات عفوية واسعة يجب ان لا نضعها في التقاطع وصراع مع ما تقدمها من تراكمات سياسية ونضالية اولا. وثانياً ان لا نبدأ بطريقة ساذجه سطحية بتقديس اقول بتقديس العفوية وكأن دور التنظيم قد انتفى ودور العمل المنظم قد اسقط . يبقى السؤال، اي بديل نريد؟ من يصيغ ملامح هذا البديل ؟ أليست هناك اليوم حاجة كما ترون ماسة لوجود منظم، لوجود قيادات واعية سياسية متمكنة ؟ اليست هناك حاجة لجبهات سياسية توحد القوى وتدير الحوار مع الثعالب، مع بقايا النظام السابق ليستخلصوا حقوق الشعب من بين ما يحصل من مناورات ومؤامرات وألاعيب.

لا تقديس للعفوية
هنا اعتقد يجب ان نحذر تلك المقولة التي تقدس وتزهو بالعفوية كأنما بلاء الشعوب هو التنظيم والاحزاب او كما يسميها البعض من راكبي الموجات الاحزاب التقليدية، ويعنون بذلك الاحزاب الثورية التي لم تستطع بسبب او لآخر ان تحقق نجاحات في اسقاط الانظمة . نحن بحاجة الى تجميع طاقة كل هذه القوى في تيار واحد جارف . وبدون قيادة يصعب انجاز الثورة بالمعنى العلمي الذي نقوله ، ليس فرد وليس حزب ، قيادة تعكس تحالف الفئات والطبقات الاجتماعية المعنية بانجاز تشكيل البديل لمظالم الاستبداد والدكتاتورية. هناك ايضا حاجة ونحن نناضل من اجل البديل ان نصيغ برنامج واضح لا يكفي ان نزهو بشعارات ومطالب محددة ( ارحل ارحل ) شعار مهم ، ( يسقط بن علي ) شعار مهم لكن هل يبني ارحل ارحل وطن جديد؟ نظام ديمقراطي وطني جديد ما هي ملامحة الاقتصادية ؟ ماهي ملامحه الاجتماعية ؟ نطالب الان بزيادة الاجور وهذا يطالب بتخفيض الضرائب وذاك يطالب بتحسين الخدمات كيف تتحقق هذه؟ هنا ايضاً الحاجه لوجود برنامج متكامل واضح المعالم . حيثما يتواجد التنظيم بمعانيه الواسعة ، حينما تتواجد القيادات المحترفة الموحدة التي تقيم الحوارات وتنظم التحركات والدراسات وتربط هذه الشعارات في كل واحد وتؤسس لتغيرات قاعدية اساسية نستطيع ان نضمن وضوح رؤيا للثوار وبالتالي تحقيق الثورة . فالذين ينتشون بالعفوية ويزهون بها انما يريدون قتل الحركة . لاحظوا دائما وحتى في التجربة العراقية لاكثر من مرة تحدثنا، حتى الامريكان يغيضهم ان تتواجد قيادة متماسكة واضحة الرؤيا وببرنامج ووو.. وحينما غزوا العراق ودخلوا ارادوا باللحظة الاولى وقبلها ان لا يتعاملوا مع الاحزاب ، ان يتعاملوا مع اشخاص مستقلين . نعم هناك الذين يريدون ان يطورا اتجاهات الثورة لمصالحهم . ان يوثقوا انجاز الثورة لأغراضهم ويضيرهم ان يتواجد عمل منظم ، يضيرهم ان يملك الثوريون المنتخبون برنامجا واضحا لبناء البديل الديمقراطي المدني ، هذه ايضا من الدروس التي يجب ان نضعها امامنا وان تكون احد معالم نشاطنا الفكري في الايام الحالية ومجتمعنا يعيش كل هذه التفاعلات يجب ان نوعي الناس بالطريق الصحيح استنادا واستلهاما لتجربة تونس ومصر




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !