قضايا المغرب في وجدان المشارقة.
حتى لا يتخذ هذا العنوان دلالة عامة، سأتناول الموضوع من خلال رؤية شخصية لحضور الشأن المغربي في اهتمامات الشارع العربي، كما استنتجتها من خلال متابعتي لمجموعة من المقالات التي نشرت في مدونات إيلاف و تناولت الأحداث الدامية التي عرفتها مدينة العيون و ما تلاها من تطورات سياسية.
الملاحظة الأساسية في هذا المقام هو أن إدارة المدونات في إيلاف أعطت الموضوع أهمية قصوى، حيث تم وضع عدد كبير من الكتابات التدوينية التي تناولت هذا الحدث في قائمة المختارات. وعندما يتم اختيار موضوع ما في القائمة فإن ذلك يدل على أهميته و جدارته بالقراءة و المتابعة و التعليق. لكن معظم المقالات التي تعرضت لأحداث العيون و مستجدات مشكلة الصحراء لم تجد ذلك الإهتمام المطلوب، حيث تظل في الواجهة دون أن يسجل بشأنها في أغلب الأحيان أي تعليق. و هو دليل واضح على عدم التفاعل مع الموضوع.
نعرف جيدا أن مشكلة التفاعل مع الموضوعات لا ترتبط بحالة محددة. إذ كثيرا ما تخلو مواضيع جادة و هادفة و بتناول متميز من أي تعليق بالرغم من أنها تستحق مساحة واسعة من الحوار و النقاش. و هذا يعني أن كتابة التعليقات على المواضيع المنشورة محكومة بظروف كثيرة، أهمها طبعا طبيعة الأفكار الواردة فيها و ارتباطها باهتمامات و ميولات القراء، بالإضافة إلى تفاعل المدون نفسه مع ما ينشره غيره من المدونين، حيث تتحول التعليقات في كثير من الحالات إلى مجاملات و تبادل للزيارات قد لا تتناول ما ورد في المقال من مضامين إطلاقا... لكني أرى أن غياب هذا التفاعل مع المواضيع التي تتناول الشأن المغربي يندرج ضمن سياق اجتماعي تحكمه نظرة محددة لمنطقة المغرب الكبير بشكل عام. و في هذا الشأن نلاحظ اهتماما واسعا لدى القراء و المدونين بكل ما له علاقة بالقضايا العربية في فلسطين و لبنان و العراق و غيرها، و بالرغم من أن كثيرا من المواضيع التي تتناول هذه القضايا تكون موغلة في الخصوصية الداخلية فإنها تلقى نقاشا كبيرا من طرف المشارقة و المغاربة على السواء. و هو ما تتبعناه في كثير من الحالات مثل : إنتخابات مجلس الشعب في مصر، و القروش في شرم الشيخ، و الحرائق في غابات الكرمل و الوضع في العراق، و فوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022، و ويكيليكس " العربي ".... و بما أن قراءتي هذه تستند إلى متابعتي لمدونات " إيلاف"، فإني لاحظت أن كل ما يتعلق بالمغرب لا يلقى الإهتمام اللازم . و هذا ينطبق على المقالات التي أكتبها شخصيا في مدونتي ( إذا استثينا المواضيع التي تتناول الأمازيغية)... وقد نشرت قبل بضعة أسابيع مقالا بعنوان: " ماذا بعد أحداث العيون؟". و كان الموضوع ضمن المختارات. غير أنه و باستثناء تعليق أو اثنين كانت أغلب الردود خارج الموضوع تماما. حيث صادف المقال احتفال المسلمين بعيد الأضحى المبارك فبادر المعلقون ( مشكورين ) إلى تهنئتي بهذه المناسبة. و عندما يكتب أحدنا مقالا ما فإنه ينتظر ردود الفعل من أجل الحوار و تبادل الرأي بشأن ما يكتبه أكثر من أي شيء آخر.
إن ما حدث في العيون بالنسبة للمغاربة أمر يستحق كل العناية و المتابعة. لكن يبدو أن تبعية المغرب للمشرق و تبني قضاياه لا يجد نفس الصدى عند الطرف الآخر. إذ لا نسمع أية مواقف واضحة في العالم العربي تندد بمحاولات النيل من الوحدة الترابية للمغرب، وفي الوقت الذي سجلت أحداث العيون ردود فعل دولية في عدد من بلدان العالم، مرت الواقعة مرور الكرام عند أصحاب القرار في الشرق. لذلك أعتقد أن لامبالاة القراء و عدم اهتمامهم بما جرى، يرتبط بغياب الإهتمام الرسمي. و إذا ظهر السبب بطل العجب. محمد مغوتي.13/12/2010.
التعليقات (0)