مواضيع اليوم

قصّة مبروك البهجاوي ......بقلم رضا التّونسي

ليلى عامر

2011-06-30 09:15:41

0

مبروك البهجاوي والبنات والبنين ـــ

قصة خيالية ساخرة هادفة من تأليف

 
الكاتب رضا التونسي ــ

 

مبروك البهجاوي شاب في مقتبل العمر ،


ممتلىء الجسم ووجهه مستدير مشوب بحمرة
البذخ والصحة ،

أبوه غني جدا لذا ولد


مبروك في الماء الحلو كما يقال ،

مبروك
هذا عوض أن يساعد أباه في إدارة أملاكه
ومصانعه ،

أصبح يفضّل ارتياد المقاهى
والحانات ومجالسة أصحاب السوء ،

في يوم
من الأيام شرب من بنت العنب حتى ثمل مع
أصحابه وكلّه على حسابه كالعادة ،

حكى
لهم قصة عائلته وأمور شخصية ،

فقال لهم
،،، إني وحيد أبوي ولي ست أخوات بنات
متزوجات كلهن وأنا السابع وآخر
تمصميصة ـ

كما يقال عن آخر مولود ،


والمدلّل ودلوع العائلة ،

كان أبي يحب
الأولاد الذكور ،

لكن المولود الأول
طلع بنيّة ، غضب أبي الحاج الصادق وحزن
، فعزّاه الناس قائلين ، مالك يا صادق ،
احمد الله على نعمته كان من الممكن أن
تكون من الذين لا ينجبون بتاتا ،

وهذه
البطن الأولى بنت أحسن من الولد ، ،

فمع
الأيام سكت على مضض ، قائلا لهم إن لي
هدف أن يكون لي ولد يرث اسمي ومصانعي ،
فبعد مدّة ،

والكلام على لسان مبروك قال
إن أبي بقي في كلّ مرّة  ينتظر متى  يأتي الولد فتكون  
بنتا ،

فيغضب ويحزن فيعزونه بالقول هذه
سوف تؤنس أختها ليلعبا مع بعضهما
وتكونا خالتين لما تكبران ،

بعد مدة 
تأتي البنت الثّالثة  
فيجدون له تعزية مناسبة ،

إلى أن نفدت
أسماء البنات الجميلة كليلى وسماح
ومريم ونورهان فأصبح يسمي ، ليلى مكرر ،
ونورهان مكرر ههه ،

لم ييأس واصل
المحاولات  إلى أن كللت مجهوداته بهدف مر
من تحت قدمي الحارس ،

فأتيت أنا ، فكم سر
بي أبي الصادق وكم أقام من احتفالات
وذبائح والناس كلها تهنيء مبروك يا عم
الصادق ،

مبروك الأمّور ، فقر رأيه على
أن يسميني مبروك ههه إثنان في واحد
منها إسم ومنها تهنئة متواصلة هههه ،
فقام أحد الندماء في المقهى يضحك وقال
له ،

باين عليك مبروك بحق لو سماك ـــ
مبارك ــ كما ذاك الرجل لكان أحسن ههه ،


لم يفهم مبروك اللقطة لكنه أجاب مبروك
أو مبارك نفس المعنى ،

فأجابه النديم
ذاك بالنسبة لك وحدك ههه،

مبروك هذا كل
يوم ــ ينصب ـ في مقهى حانة حاشاكم ،
ويبقى مع ندمائه يدفع من جيبه بدون حساب
، اشترى السيارة الأولى ، لعبوا له
والثانية والثالثة ،

إذ يزينون له
بيعها لأحدهم فيشتريها منه بأقل من ربع
الثمن رغم أنها مازالت جديدة ،

 ثم
يبيعونها بسعرها الحقيقي ويقتسمون
الربح مع بعضهم ،

في يوم من الأيام
اشترى سيارة ب ـم ـ دوبل فاي ــ ب١٤٠ ألف
دينار نحّوها له ب٣٠ ألف فقط أذ قالوا
له هذه صنف متوسطي الحال اشتر سيارة ــ
نوع بوقاتي ــ

أحسن لك وقالوا له هذه
قوية ، فقال لهم نعم ها إن اسمها يبدأ
ب
بو أي أبو قاطي ،

اشتراها ب٥٠٠ ألف
دينار نحّوها له ب١٣٠ ألف فقط ، بعد ٤
أو ٥ أشهر أعادوا له الخطة قالوا له لو
ترى سيارة ــ المازيراتي ــ كأنها
طائرة ،

فقال لهم يبدو أنها مصنوعة في
مصراتة ، بما أن اسمها مصراتي ـ

هذه لا
أريدها قد تكون من عند بوزنقة ،

فما
زالو به حتى أقنعوه بأن لا علاقة بين
مازيراتي الطليان ومصراتة ،

اشتراها ،
ب٧٠٠ ألف دينار ، بعد ستة أشهر زينوا له
اشتراء سيارة ــ فيرّاري ــ فقال لهم
منكّتا هذه جيدة للفرار منكم ،


فتظاهروا بأن النكتة تقتل بالضحك وفعلا
ضحكوا حتى استلقوا فسر بذلك وباع لهم
المزراتي بربع الثمن ،،،،

وهكذا دام
الحال على ذاك المنوال ، وأبوه يرعد
ويزبد ، ولكن لم ينفع ،

مبروك طلع ــ
بيضة حارمة ــ لا يحب العمل ولا تحمل
مسؤولية ولا شيء ، فبدأ أبوه يكرهه
ويقول في نفسه البنات أحسن منّو هذا ،


إنه سيفلس لي الشركات بتبذيره ، فأصدر
أمرا للمقتصد بعدم إعطائه أكثر من ٥٠٠
دينار يوميا هههه ،

ثم خفضها له أبوه إلى النصف ،

علّه يثوب
لرشده ، لكن هيهات لقد فسد وفات فيه
الفوت أي قضي الأمر ولم يعد ينفع معه
شيء ،

بعد أيام توفي الحاج الصادق إثر
سكتة قلبية مفاجأة ،

فورثت البنات نصف
التركة من مصانع ومزارع ومداجن ،

أما
مبروك فقد ورث النصف الآخر لأن والده
اتضح أنه كتبه باسمه ،

ولم تمهله المنية
ليصحح الوضعية ، البنات كان أزواجهن
رجالا صالحين واصلوا النهوض بشركاتهم
أما مبروك فواصل في طريق الغي مع أصحاب
السوء ،

كم حذّره المقتصد صديق أبيه ،
لكنه قام بطرده إذ أصبحت نصائحه تزعجه
، فاقترح عليه أصحاب السوء ـ فتاة ـ
قالوا له إنها متخرجة من جامعة
الإقتصاد ،

أخذت هي مسؤولية ــ تفليسه
هه ، فلم تمض سنة حتى أصبح على الحديدة ،
وتحولت أملاكه لأصدقائه هؤلاء ،

عندها
انفضوا عنه ولم يعودوا يعرفونه ولا حتى
أن يردوا عليه التحية ،

إلى أن كان يوم
إذ فاجأه أحد هؤلاء المنحرفين وهو
الأقل حظا منهم فقال له ،،،

هؤلاء
ساقطين وأنا سأبقى صديقك الوفي ،

كم بقي
عندك من مال الآن ؟

سوف نكون مشروعا
مربحا للغاية ،

 فسأله مبروك بلهفة ماهو
؟ فقال له سوف أشرحه لك إذ هو مربح بنسبة
١٠٠بالمائة أي تمول ألفا يصبح عندك
ألفان ،

فسال لعاب مبروك وقال له بقي لي
١٠ الاف دينار فقط ،

فقال له هاتها وسوف
ترى الربح وسوف تسترجع أكثر مما كان
عندك بعد مدة قصيرة ،

وفعلا ناوله إياه
ومن الغد أتاه برطل مسحوق أبيض ، قال له
هذا مسحوق الكيف الغرام يباع ب٢٠
دينارا ،

فخاف مبروك من العاقبة وفهم
أنها من الممنوعات ، لكنه رضخ لتطمينات
صديقه ،

حيث أفهمه طريقة الترويج في
أوساط المنحرفين ،

انجر مبروك للإنحراف
، وبعد يومين ألقي عليه القبض بتهمة
ترويج الممنوعات مما سيكلفه عشرات
السنين في السجن ،

تعرض للتحقيق واعترف
ولم يبق سوى الإمضاء على المحضر ، لكن
في آخر لحظة بينت تحاليل المخبر أن
المسحوق لم يكن سوى دقيق السميد الأبيض
فارينة ، مخلوط بها بعض البهارات لا غير
، فهنأه المحقق بنجاته ،

لكن مبروك أصر
على تتبع صاحبه بدعوى الغش في البضاعة
إذ غشه عوضا عن ممنوعات باعه مسحوق
الفارينة ، فحكموا على صديقه بغرامة
مالية بسيطة بتهمة الترفيع في سعر
الدقيق ،

إذ باعه رطلا ب١٠ آلاف دينار
عوضا عن نصف دينار واحد هه،

أما مبروك
فقد حكم عليه بشهر سجنا مع تأجيل
التنفيذ بتهمة التظاهر ببيع الممنوعات
ههه ،

سمعت أخواته بالموضوع فساندنه
وقلن ما هو إلا أخونا ابن أبينا وأمنا ،
وفعلا مازلن به هن والأم يحاولن إعادته
للجادة والطريق المستقيم ،

فهداه الله
وتاب ، فانتدبته أخته الكبرى كناظر في
مصنعها ، ثم تدبّر أمره ففتح له دكانا
لبيع قطع غيار السيارات ،

وبقي إنسانا
مستور الحال ، ثم تزوج ، وهو يأمل أن لا
يرزقه الله سوى بالبنات ههه ،وتستمر
الأيام ،

فرزقه الله ببنتين وولدين من
أحسن الذرية ، الورع والإستقامة ،
حينها قال ،

سبحان الله في خلقه ، يعطي
من يشاء ويمنع عمن يشاء ،

وما تشاؤون


إلا أن يشاء الله //،

 

انتهت القصة ، مع
تحية من أخيكم رضا التونسي


في يوم الأربعاء ٢٩ جوان ٢٠١١ ،


الحقوق محفوظة
للكاتب رضا التونسي

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات