كنت كتبت أبياتا من قصيدة في مقال بعنوان لا تقنطوا من رحمة الله قرأتها في كتاب قديم وقد
بحثت عن أصل القصيدة فوجدتها وأردت أن يقرأها من شاء لروعتها وأهميتها ولأحبابنا نصها
فـؤاد بـه شـمـس المحـبـة طـالـع وليـس لنجـم العـزل فـيـه مـواقـع
صحا الناس من سكر الغرام ومـا صحـا وأفرق كـل وهـو فـي الحـان جامـع
حميـا هـواه غـيـر قـهـوة غـيـره مــدام دوامــا تقتنيـهـا الأضـلـع
هـوى و صبـابـات ونــار محـبـة وتربـة صبـر قـد سقتهـا المـدامـع
أولــع قلـبـي مــن زرود بمـائـه ويـا ولهـى كـم مـات ثمـة والــع
ولـى مطمـع بيـن الأجـارع عـهـده قديـم وقـد خابـت هنـاك المطـامـع
أيـا زمـان الرنـد الـذي بيـن لعـلـع تقضى لنا هل أنـت يـا عصـر راجـع
لقد كان لـي فـي ظـل جاهـك مرتـع هـنـي ولــي بالرقمتـيـن مـراتـع
أجـر ذيـول اللهو في ساحـة اللـقـا و أجنـي ثمـار القـرب وهـى أيانـع
وأشرب كـأس الوصـل راحـا براحـة تصفـق بالرايـات منـهـا الأصـابـع
تصـرم ذاك العمـر حـتـى كأنـنـي أعيـش بـلا عمـر وللعـيـش مـانـع
مذ أغبر خضر العيش وابيضـت لمتـى تسـود صبـحـى فالـدمـوع فـواقـع
صليـت بنـار أضـر منـهـا ثـلاثـة غـرام وشـوق والـديـار الشـواسـع
فـلا نـار إلا مــا فــؤادي محـلـه ومـا السحـر إلا مـا الجفـون تـدافـع
ولا وجـد إلا مـا أقاسيـه فـي الهـوى ولا مـوت إلا مــا إلـيـه أســارع
أيا يوسـف الدنيـا لفقـدك فـي الحشـا من الحزن يعقـوب فهـل أنـت راجـع
أتينـا تجـار الـذل نـحـو عزيـزكـم وأرواحنـا المزجـاة تلـك البضـائـع
فـإن تـكُ عطفـا أنـت أهـل لأهـلـه أمــا أن يـكـن دون اللـقـا مـوانـع
تحكـم بـمـا تـهـواه فــي فإنـنـي فقـيـر لسلـطـان المحـبـة طـائـع
فكـل الـذي يقضيـه فــي رضـاكـم مرامي وفوق القصـد مـا أنـت صانـع
حببتـك لا لـي بــل لأنــك أهـلـه ومـا لـي فـي شـيء سـواك مطامـع
فَصِـل إن تُـرِد ودع وعـد عـن اللقـا وأوعـد وعـد وعـداً فمـا أنـا قانـع
تلـذ لــي الآلام إذ أنــت مسقـمـي وإن تمتحنـي فهـي عنـدي صنـائـع
فقـام الهـوى عنـدي مقامـي فكننـتـه وغيبـت عـن كونـي فعشقـي جامـع
غرامـي غــرام لا يـقـاس بغـيـره ودون هيـامـي للمحـبـيـن مـانــع
فــؤادي والتبـريـح لـلــروح لازم وسقـمـي والآلام للـجـسـم تـابــع
وبصري وبعدي وأشجاني وشوقي ولوعتي لجوهـر ذاتـي فـي الغـرام طبـائـع
وشوقـي نـار والهـوى فهـو الهـوى وتربـي والمـاء وذلـتـي والمـدامـع
يلـوم الـورى نفسـي لفـرط جنونهـا ولـيـس بـأذنـي للمـلامـة سـامـع
ومـذ أودعـت أحشائـي حبـك إنـنـي لسـهـم قـسـي النائـبـات مـواقـع
ومـا لـي إن حـل الـبـلاء التفاتة ومـا لـي وإن جـاء النعيـم مـراتـع
ولا أنـا مـن يسلـو ببعـض غرائـب عن بعـض بـل بالكـل مـا أنـا قانـع
وشوقـي مـا شوقـي وقـيـت فـإنـه جحيـم لـه بيـن الضـلـوع فـراقـع
وبـي كمـد لــو حملـتـه جبالـهـا لدكـت برضواهـا وهـدت صـوامـع
يخيـل لـي أن السمـاء علـى الـثـرى طباقـا وأنـي بـيـن ذلــك واقــع
ونفـسـي نـفـس أي نـفـس أبـيـة ترى الموت نصب العين وهـي تسـارع
فهمـي وفهمـي ذا علـيـك وفـيـك ذا وجـدي ووجــدي زائــد ومتـابـع
تسـامـر عيـنـي السُـهـا لسهـادهـا وتسـأل بـل مـا سـال إلا المـدامـع
ويطرق منـك الطيـف جفنـي بغيبتـي وكـم زاره طيـف ومـا هـو هـاجـع
يخبرنـي عنـك الصبـا وهـو جاهـل فتلـتـذ مــن أخبـاركـم المسـامـع
إذا زمزمـت وُرق علـى غصـن بانـة وجـاوب قمـري علـى الأيـك ساجـع
فأذني لـم تسمـع سـوى نغمـة الهـوى ومنكـم فإنـي لا مـن الطيـر سـامـع
وعـن أي أمـن كـان إن هـب ضائـع لكم فيـه مـن عطـر الغـرام بضائـع
وإن زجر الرعد الحجـازي بالصفـا وأبـرق مـن شِعـب جيـاد لوامـع
يصـور لـي الوهـم المخيـل أن ذا ثنـاك وهـذا مـن ثنايـاك ساطـع
فأسمع عنكـم وكـم أخـرس ناطقـا وأشهدكـم في كـل شـيء أطالـع
إذا شاهـدت عينـي جمـال ملاحـة فمـا نظـري إلا بعيـنـك واقــع
وما هز من غصن فتى تحت طلعـة من البدر أبدت ما خفتهـا الأضالـع
ولا نقطـت خـال الملاحـة بهجـة علـى وجنـة إلا وحرفـك طـالـع
فأنت الذي لـي فيـه يظهـر حسنـه به لا بنفسي مـا لـه مـن ينـازع
تخذتـك وجهـا والأنـام بطـانـة فأنجمهـم غابـت وشمسـك طالـع
فدينـي وإسلامـي وتقـواي إننـي بحبـك فـان لإئتـمـارك طـائـع
إذا قيل قـل لا قلـت غيـر جمالهـا وإن قيـل إلا قلـت حسنـك شائـع
أكبر في التحريم ذاك عـن السـوى و باسمـك تسبيحـي إذ أنـا خاشـع
فأسجد كي أفنى وأفنـى عـن الفنـا وأسجـد أخـرى والمتـيـم والــع
وقلبـي مـذ أبقـاه حسنـك عنـده تحياتـه منكـم إليـكـم تـسـارع
صيامي هو الإمساك عن رؤية السوي وفطري أنـي نحـو وجهـك راكـع
وبذلي نفسـي فـي هـواك صبابـة زكاة جمال منك في القلـب ساطـع
أرى مزج قلبي مع وجـودي جنابـة فماء طهوري أنـت والغيـر مائـع
أيا كعبـة الآمـال وجهـك حجتـي وعمـرة نسُكـي أنـي فيـك والـع
كأن صفات منك تدعـو إلـى العـلا فرت بقلبـي فاستبانـت شـو اسـع
وكنـت كـآلات وأنـت الـذي بهـا تصرف بالمقـدور مـا هـو واقـع
ومـا إن جبـري للعقـيـدة إنـنـي محب فنى فيمـن حوتـه الأضالـع
فها أنا في تطـواف كعبـة حسنهـا أدور ومعنـى الـدور أنـي راجـع
أقبل خـال الحسـن والحجـر الـذي لنا مـن قديـم العهـد فيـه ودائـع
ومعنـاه أن النفـس فيهـا لطيـفـة بها تقبل الأوصاف والـذات شائـع
ترى هل لموسى القلب في زمزم اللقا مراضع لا حرمت تلـك المراضـع
فيذهب وصفي في صفـات صفاتكـم ليسعى لمرو الـذات وهـي تسـارع
ولا عرفـات الوصـل إلا جنابكـم فطوبى لمن في حضرة القرب يانـع
على علمي معنـاك ضـدان جمعـا ويا لهفـي ضـدان كيـف التجامـع
وكم من منى لي في منى حضراتكـم ويـا حسرتـي إن المحسـر شاسـع
فمكنت من ملـك الغـرام وهـا أنـا مليك وسيفي فـي الصبابـة قاطـع
حثثنا مطايـا العـزم نحـو محمـد وطفنـا وداعـاً والدمـوع هوامـع
حمى درست فـي العالميـن طريقـه فعز وكم قد خاب فـي العـز طامـع
محل بحال القـرب حالـت رسومـه وأوج منيـع دونـه البـرق لامــع
هي النفس نعمـت مركبـاً ومطيـة فليـس لهـا دون المـرام مـوانـع
وها أنـا ذا أخفـي وأظهـر تـارة لرمز الهوى ما السـر عنـدي ذائـع
ولكنـي آتـيـك بالـبـدر أبلـجـا وأخفيه أخرى كـي تصـان الودائـع
تجلى حبيبـي فـي مرائـي جمالـه ففي كـل مـرأى للحبيـب طلائـع
فلمـا تـبـدى حسـنـه متنـوعـا تسمـى بأسمـاء فـهـن مطـالـع
وأبـرز منـه فيـه آثـار وصفـه فذالكـم آثـار مـن هـو صـانـع
فأوصافـه والاسـم والأثـر الـذي هو الكون عيـن الـذات والله جامـع
وأبرز منـه فيـه آثـار وصفـه فذالكـم آثـار مـن هـو صانـع
فما ثم من شيء سوى الله في الورى وما ثم مسمـوع ومـا ثـم سامـع
هو العرش والكرسي والمنظر العلى هو السدرة اللاتي إليهـا المراجـع
هو الحكم والتأثير والأمر والقضـا هو العـز والسلطـان والمتواضـع
هو اللفظ والمعنى وصـورة كلمـا يجول من المعقـول أو هـو واقـع
هو الموجد للأشياء وعين وجودهـا وعين ذوات الكـل وهـو الموانـع
بدت في نجوم الخلق أنوار شمسـه فلم يبق حكم النجم والشمس طالـع
حقائـق ذات فـي مراتـب حقـه تسمى بإسم الخلق والخلـق واسـع
وفي فيـه روحـي نفخـت كنايـة هل الروح إلا عينـه يـا منـازع
ونزهه عن حكم الحلـول فمـا لـه سوى وإلى توحيده الأمـر راجـع
فيا أحدي الذات فـي عيـن كثـرة ويا موجد الأشيـاء ذاتك شائع
تجليت في الأشيـاء حيـن خلقتهـا فها هي ميطت عنك فيهـا البراقـع
قطعت الورى من ذات نفسك قطعة ولم تك موصولا ولا فصل قاطـع
ولكنهـا أحكام رتبتك اقتضـت ألوهيـة للضـد فيـك التجـامـع
فأنت الورى حقـا وأنـت إمامنـا وإنك ما يعلو ومـا هـو واضـع
وما الخلق في التمثـال إلا كثلجـة وأنت بها الماء الـذي هـو نابـع
فما الثلج في تحقيقنـا غيـر مائـه وغير ان في حكم دعتـه الشرائـع
ولكن بذوب الثلـج يرفـع حكمـه ويوضع حكم الماء والأمـر واقـع
تجمعت الأضداد في واحـد البهـا وفيه تلاشت فهـو عنهـن ساطـع
فكل بهـاء فـي ملاحـة صـورة على كل قد شابـه الغصـن يانـع
وكل اسوداد فـي تصافيـق طـرة وكل احمرار في الطلائـع صانـع
وكل كحيل الطـرف يقتـل صبـه بماض كسيف الهند حال مضـارع
وكل مليـح بالملاحـة قـد زهـا وكـل جميـل بالمحاسـن بـازع
وكل لطيـف جـل أو دق حسنـه وكل جليل وهو باللطـف صـادع
محاسـن مـن أنشـاه ذلـك كلـه فوحد ولا تشرك بـه فهـو واسـع
وإيـاك لا تلفـظ بغيريـة إليهـا فما ثم غير وهـو بالحسـن بـادع
فوحد الله يا أخي القارئ واعلم أن من يرجو رحمة ربه فعليه أن يذكره ليلا ونهارا وفي كل أحواله مما يمر عليه من بسط وتقتير وصحة ومرض ويسر وعسر فالله يعلم ما يصلحك ولو أراد إقامتك في حال غير الذي أنت فيه لفعل ولكن الله حكيم في ما يجريه عليك فكن هادئ النفس راض بما قسم الله لك هانئا بما أنت فيه من حال
التعليقات (0)