مواضيع اليوم

قصيدة ((( وردة في الزمن المر )))


ورْدةٌ تحْمِلُ معَانِى الحُرُوفِ و الكَلِمَاتِ و أُنوُثَةَ النِّساءِ

كانتْ مزْرُوعةً على سَفحِ المَاضِى

ترْويهَا قطَراتُ النّدى شَهْدَ الصَبَايَا وأُنُوثَةُ قَصَائدِ العِشْقِ

مرَرْتُ على سَنَواتِهَا

فأكْبَرتْ فى عُيُونِى حُباًّ و عِشقاً

كبُركَانٍ ... كإعصَارٍ يخْتطِفُنِى

يَعْصِفُ بى ... يَهُزُّ أركَانِى

فكانتْ فى نَهَارِى شَمْساً تحرِقُنِى

و فِى بُعْدِهَا سَيْفاً يَقْتُلُنِى

 

و فِى لَيلِهَا سِراًّ يحْمِلُنِى

إلى طُفُولةِ أُنوثَتِهَا التِّى سَحَرتْنِى

و مرَّتِ اللَّحَظَاتُ و كَبرتُ أنَا

و الوردَةُ لَمْ تَذْبُلِ

فمَا زَالتِ طُفُولَةُ أَشْعَارِى و بُحُورَ قَصَائِدِى

و رَحَلْتُ أنا وهيَ لَم تَرْحَلِ

و سُجِنْتُ أنَا .... و هِيَ تَرْفُضُ الخُرُوجَ مِن سِجْنِي

تُلاَحِقُنِي ....

تُلاحِقُنِي إبْتِسَامَتُهَا ... تُلاَحِقُنِي هَمَسَاتُهَا

فَجُذُورُهَا مَازَالَتْ فِى أَرْضِي

تَرْفُضُ أنْ تَكْبُرَ

و كَم مِن مَوتٍ لاَحَقَ حَياتَها

يَترَبَّصُ أَورَاقَها

فأرادَ صَدَّ حرَكَاتِهَا

حَاوَلَ إغتِيَالَ لمَساتِهَا

و زادَتْ فى إحْتِضَانِى و إحتِضانِ ذاتِهَا

فصَنعَتْ مِنْ نفْسِها زُغْرُودَةً ولَحْناً يُداعِبُنِى

و خيُوطَ شَمْسٍ تُغَازِلُ فَجْرِى

و جعلَتْ من أنْفَاسِها حَولِي دِفْئَ ليْلِي

فلاَ اللَّيْلُ أرْهَقَهَا

و لا النَّهَارُ إسْتَرَقَهَا

و لا الزَّمنُ المُرُّ غَيَّرَ نَظْرَتَها

و بقِيتُ أنا أعْشَقُ صَمْتَها

فهُو صَمتُ المِحَنِ الَّذِى رَاوَدَنِي

و صُراخُ البُكاءِ الذِى قَسَى على قلبي

والحِكَايةُ الَّتِي كانَتْ شَاهِدَةً علَى حُبِّي

فيَا ...... وَرْدتِي

ها هُو وَخْزُ الشَّوْكِ ينْكَسِرُ

كأَمْواجِ بحرٍ مَنْسِىٍّ بِداخِلِي

و يتوقَّفُ نزِيفُ الدَّمِ من مُقْلَتي

و سَقَيْتُكِ دُمُوعِي ... حُباَّ ... و عِشْقاً .. و شِعراً ... فلَم تَذْبُلِى

فأَنتِ مَازلتِ الزَّرعَ الطَّاهِرَ فِى وَاحَتِي

و سَأبْقَى أرْتَوِي صَمْتَكِ

رِوايةٌ أزيِّنُ فيهَا جَنَّتِى

,

و لْتَبْقَى يا وَردَةَ الزَّمَنِ المُرِّ سِرَّ لُغَتِى

و لْتَبْقَى ريشَةً ترْسُمُ ذاكِرَتِى

و إنْ رحَلْتِ !!!!!

سأُعَلِّقُ حتْماً أسْبَابَ مِشْنَقَتِي

فأنَا من أجْلِكِ خُلِقْتُ مُلْهِمَتِى

و كتَبْتُ شهَادَة وَفَاتِى

لَحْظةَ تذْبُلُ فيهَا وَردَتِى

و إنْ وارَيْتُ الثَّرَى بيْنَ مِتْرَيْنِ فِى مَقْبَرَتِي

فَسُجُّوا بجَانِبِى رَائِحَةَ

صَغِيرَتِى ... طِفْلَتِى ... وَرْدَتِى

فَهِىَ سَتَكوُنُ إعْتِرافِي فِي مَحْكّمَتِي

فأنَا أحْبَبْتُهَا فِي حَيَاتِي

و سَأَعْشَقُهَا بعْدَ مَوْتِي

سَأَعْشَقُهَا بعْدَ مَوْتِي

بعْدَ مَوْتِي

بعْدَ مَوْتِي

 

شاعر الصومعة

محمدماجد دحلان

دولة فلسطين




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات