مواضيع اليوم

قصيدة للاسرى

عوني عارف ظاهر

2012-07-09 16:06:58

0

 قصيدة للاسرى 

بقلم الاستاذ الشاعر :عصام ذياب مشاقي 

ابهرتني هذه  القصيدة والتي نشر فقط ثلثها في كتاب سنابل خضر اصدار وزارة الثقافة   طوباس جائزة مروان مخيبر للإبداع الادبي والفني   حيث فازت بالجائزة الاولى مبروك اخ عصام وها هي القصيدة كاملة ..اتمنى لك التوفيق والنجاح والف مبروك 

اخوك عوني ظاهر 

 

 

 

" إلى الأسرى خلف القضبان "
بقلم:عصام ذياب مشاقي

رجفت يدي ...رجف اليراعُ ...مهابةًً وحياء
 جفت بحور الشعر ... أصبح ماؤها غوراً ... تبدلت قيعانُها صحراء
 لم أَلقَ غيرَ الصمتِ يُسعفني ... ودمعة ً... حمراء
 قزمٌ... كلﱡ النثر ... مهزلةٌ... وكلﱡ قصائد الشعر الجميل ...هباء
 ماذا تفيد مقالةٌ ...تبكي ...وقصيدةٌ... ترثي... أو رايةٌ سوداء
 أنا بينكم ... قلبٌ ... يطوف جراحكم... ينزف علقماً ... وإخاء
 أنا بينكم ...روحٌ... فارقت جسدي ... تعانق روحكم ... صباحَ مساء
 طوبى لكم ... فليلُ السجن للأحرار معتكَفٌ للطهر ... وللأوطان مولدٌ وبقاء
 بشرى لكم ...إن جبال الظلم زائلةٌ... يوماً... ولا بد للنصر أن يحيلها دكاء
 انتم عيون الحق... تأبى النوم ساهرة ً... لا نوم في الحق ... كلا ... ولا إغفاء
 انتم على ظهور الخيل ... فرسانٌ ... صولوا وجولوا في عيون المجد ... إنكم في شرعه طلقاء
 انتم في ظلام الليل ... أقمارٌ ....سيدوا وميدوا في سماء الدهر ... إنكم في ُعرفِِهِ عظماء
 قد يطول الليل حتى لا يُرى أملٌٌ بالصبح ... لكنه- حتماً- يأتي اشد ضياء
 أيها السجان إن تقسو فحقد ظاهرٌ وان ترفق فتلك خديعة ورياء
 كم مر عيدٌ ... والأقفال تحبسه بين الدموع ... فيستحيل بكاء
 كم مر عيدٌ ... والأبواب مقفلة ٌ ... والقضبان تمطر يأسا ... والفصول شتاء
 كم مر عيد ٌ ... والأطيار صامتة ٌ ... تبني من الشوق أشعارا ً ... ليوم لقاء
 كم مر عيدٌ... والأزهار دون شذى ... ُسرقت قناني العطر في ليلة ظلماء
 كم مر عيدٌ... والسعادة كذبة كبرى ... على شطﱢ بحر من السجناء
 قد مرﱠ عيدٌٌ ... تلو عيد ... لا جديد سوى القديم ... ولا نديم سوى الحديد ... ولا رداء
 أين العروبة ... أين انصار القضية ... أين الشعوب اليعربية ... أين من قالوا أنهم زعماء
 إنا على العهد ... اقسمنا وما زلنا نؤكده ... فإما النصر أو نرتقي شهداء
 يا قدس ... أنت القلب ...باقٍ ... نبضاته قدسية ... وسماته علوية ... ليس لها فناء
 يا قدس ... أنت الحرب ... أنت السلم ... أنت النار ... أنت الماء
 يا قدس ... أنت القِبلة الأولى ... أنت الكعبة الأولى ... أنت أم الأنبياء
 أيها العيد ...انتفض ...رغم الموت ... أعراساً ... عزما ً... أملاً...إننا شعب بيننا وبين الموت عداء
 انثر زهرا ً... لا يذوي ... أمطر عطراً... لا يصمت... أسفر نوراً... لا يخفت ... انك في مدينة العظماء
 أيها العيد ...كن أناشيداً ملائكية اللحن ... كن تراتيلا إلهية الوحي ... فهؤلاء مثل الأنبياء
 أيها العيد ...كفكف دموع الحزن ... قبِّلها كن أباً ... أماً... أخاً... أختاً... كن كل الأصدقاء
 لا تبك يا عيدُ .. فالسجن زائل - حتماً- والقيد راحل - حتما- وحتما يُحَّررُ السجناء
 لا تبك يا عيدُ ... فرب دمعةٍ منك تحرق الصخر يستحيي من نارها الزعماء
 رب دمعة منك تسيل فوق الصمت توقظه ... فتوصف بالإرهاب والعداء
 لا تبك يا عيدُ ... هذا الشعب قد وأد الحزن في معبد الصبر و الغى من مآقيه البكاء
 يا عيد قبِّل وجنة الأقصى ... بربك ... وانقش فوق قبته " إنا على العهد سنبقى أوفياء "
 ألا ترى مآذن القدس ... عرائس ... رغم العرس ساهمة تبكي عزة الأمس بصمت وسخاء
 أيها العيد ... أثقلتك حزناً ... فرحاً... أملاً ... صبراً... عزماً... أثقلتك أعياداً ... فلا تكن يا عيد إلا كما تشاء
 لكنني يا عيد... بطبعي ... احمل في قلبي عيدين ... عيداً اكبر لفلسطين ... وعيدا ...تحرير السجناء
 إني يا عيد أرى فرحي ... خلف القضبان مكبلة يمناه ويسراه ... فالشمس حرام ولون السماء
 إني يا عيد أرى فرحي ... يتمشى حول السجن صباحا يقطف من روض الحزن أساريراً جرداء
 رأيت الأرض أرض السجن تبكي ... لمست دموعها بيدي كفكفتها وسألتها ... قالت: هم الأبناء
 سمعت السجن ... جدرانه تحكي ... لم يلتبس ذاك الكلام عليﱠ... قالت توشوش بعضها : هم الأبناء
 أفاق الفجر عطرا ... سفحته أيدي البرتقال ... لم يلتبس ذاك الأريج علي ... فهو من يافا دواء
 قرأت البحر ملحمة ... على الشطان قد كتبت ... فوق الصخر قد نقشت ... ويرويها لنا الآباء
 كانت لهم ارضٌ ... ومازالت ... لهم ... أرضاً ...تدين بالإسلام ... تضج بالأحلام ... رغم النكبة السوداء
 فحيفا ما نسيناها ... وعكا ما سلوناها ... ويافا ما أضعناها ...وغزة قد عشقناها وايلياء
 أي بلفور... لا سلمت ... ولا غنمت ... فقد أسأت ... وما فتئت بوعدك المشؤوم ... سرﱠ الداء
 من هؤلاء؟! تساءل البحر بحيفا ... من أين جاؤوا بهم ... بأي حق ... بأي عدل ... يقتلون الأبرياء
 يا عالَمَ الحقﱢ ...ادَّع ِ ما لا يحق واحمل لواه...أنت على الحق عارٌ ونقطة في شمسه سوداء
 يا عالَمَ العدل ... انتق ما يروقك والبس رداه ... أنت من العدل عارٍ والعدل منك براء
 أين العدالة ... عالَمَ العدل ... أين الموازين التي حملت بكفيها –زعمتم – مقاليد القضاء
 أمَنَّ للحق في شرعكم عينين ... عيناً ترى ما لكم- في زعمكم - وأخرى فقأتم بعدائكم ... فكأنها عوراء
 عينا ترى "شاليط" مخطوفا ... مكبلاً... ويلاه !! فكوا أسره ... فأمه تبكي وأخته وزوجه العصماء
 عينا ترى "شاليط" كلُّ الكون أفلاك توقف سيرها ... والشمس غابت والنجوم تبعثرت حزنا له ورثاء
 "شاليطكم " غالٍ... عزيز ...دماؤه ذهبٌ... مقدسٌ عجزت رجال الأرض عن مكانته وعن ولادته النساء
 عينا ترى "شاليط" قضية أولى ... قضية كبرى ... لا ينبغي تأجيلها ... ويجوز حذف القضايا كلها بلا استثناء
 عينا ترى "شاليط" كان يوزع الحلوى ... وأزهارا على الأطفال فاختطفته أيدي الإثم ذات مساء
 عينا ترى "شاليط " منطقة محرمة ... لا يجوز الاقتراب ،يمنع التصوير ... قف! اشارة حمراء
 عيناً ترى" شاليط " عين الحق ...زوراً... ومدينة الأسرى – في زعمكم - زمر من الأشرار و الغوغاء
 ماذا ؟ لماذا؟ كيف ذا؟ من ذا أعطاكم الحق؟ ... لو كان من حق لكم ما انكرته السماء
 نثرتُ خواطري فوق الرمال ... فعانقت حمحمات الخيل ذات نصر تخاطب البحر تبلغه رسالة السماء
 فاسلم البحر... توضأ للصلاة ... وصلى ... فكبر الموج هديرا ما زال يملأ صوته الأرجاء
 بلغات العالم الحر... فكوا أسر "احد عشر ألفاً شاليط" ولن تفعلوا لأنكم بدينكم جهلاء
 بئست موازينكم ... تبا لكم من زمرة ... برئتْ من جرائمكم "شريعة الغاب" وشرائع السماء
 نحن على الحق ... نحن للحق ... الحق لنا ... لا غير الحق نحمل في شريعتنا ... لا قتل للغير ولا فناء
 قد يغيب الحق يوما ً... قد يغيب العدل ظلما ً... قد تصير الشمس حلما ً... قد يطول الليل لكن في نهايته ضياء
 كلما قلت انتهيت ... وشعرت أني قد وفيت ... تملكتني الصدمة الأولى كالكهرباء
 أيها الشعر ... انتفض ... مصابيحاً ... شموساً... تضيء معاقل الظلم فينكشف الغطاء
 أيها الشعر ... هزَّ الرُّمح ... دعه يغوص في قلب كذبة الأمم أين حقوق الإنسان أيها الأنبياء !؟
 "ستون عاماً " مضت .. "العدالة والكرامة للجميع " ... "شعار صادق " عفواً... بل عبارة جوفاء
 في لحظة مولد هذا السطر ... أعلن التلفاز مهزلة كبرى ...عيد الحقوق ... أين هي بحق السماء
 ازعم –صادقا - أَن العالم أعمى... وكم كان أعمى !! ... إن ثقافة العمى انتشرت ولها علماء
 ما حق إسرائيل في حيفا ويافا وعكا وكل فلسطين ... سيجيب كل أعمى :لا أراك محقاً وهذا هراء
 أي حق في قتل فلسطين لتحيا على أجسادهم "يهود" ... اجبني مجلس "الأمن " إن سمعت النداء
 بأي حق أبناء يعرب ... أبناء احمد ... ترضون بيع الأرض ... بل تسليمها ... كيف يا زعماء
 أين الله في دينكم ... أين محمد ... أين بوبكر ... أين هو الفاروق ... أين ابن الوليد ... أين السيرة النبوية الغراء
 أصبح صوت الحق إرهاباً... وصوت الظلم حربا على الإرهاب ... لنسأل التاريخ وثقاته الأمناء
 نعم ، إن صوت الحق يرهب أعداءه... إنﱠ صوت الحقﱢ يحمل العَدْل ويقصد إعلاءه ... لكن بحكمة الله وسياسة العقلاء

 

عصام ذياب مشاقي
ياصيد –نابلس

e-mail:eesam98@yahoo.com

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات