عدمنا خيلنا(حسّان بن ثابت)
شرحها وعلق عليها الاستاذ خضر صبح
الشاعر: هو حسان بن ثابت بن المنذر الأنصاري جاهلي إسلامي متقدم الإسلام إلا أنه لم يشهد مع الرسول مشهداً عاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين سنة ومات في خلافة معاوية ،. كان يفد على ملوك الغساسنة بالشام ويمدحهم وكذلك ملوك الروم
مناسبة القصيدة: في السنة السابعة من الهجرة عُقِد صلح بين رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش على أَن يدْخُل المسلمون مكةَ للحج بعد عام. ولكن قريشاً نَقَضَتْ هذا العهد فجهز الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- جيشاً قويًّا لمحاربةِ المشركين وفتح مكة. ولما كان الشعر في العصور القديمة وسيلة الإِعلام العامة. نزل ميدانَ الحرب واستخدمته الأطرافُ المتحاربةُ وأمر الرسُولُ صلى الله عليه وسلم به فقال: " اهجُهُم يا حسانُ فإِن شعرك أَشدُّ عليهم من وقع السيوف " لذلك انْبرى حسان بنُ ثابتٍ رضي اللّه عنه يهْجُو قريشاً ويُشِيدُ ببطولة المسلمين من الأنصار والمهاجرين وبشجاعتهم ويعلن تصميمهم على قتال المشركين وفتح مكة ما لم توافق قريش على دخول المسلمين مكة وأدائهم العمرةَ ، ويرد على أبي سفيان بن الحارث الذي هجا الرسول.
الأبيات ) 1-5) الفكرة : يتوعد الشاعر الكافرين , ويهددهم بحرب ينتصر فيها الحّق :
1. عدمنا خيلنا إن لـم تروهـا تثير النقــع موعدهـا كـداء
2. يبارين الأسنـة مصعدات عــلى أكتافها الأسل الظماء
3. تظـل جيادنـا متمطـرات يلطمهـن بالخمـر النســـاء
4. فإما تعرضوا عنا اعتمرنـا وكان الفتح وانكشــف الغطاء
5. وإلا فاصبروا لجلاد يـوم يعين الله فيـه مـن يشـــاء
الأبيات )6-8) الفكرة : الإشادة بالدعوة الإسلامية التي أرسلها الله عن طريق جبريل (ص) إلى الرسول (ص)
6. وجبريل رسـول الله فينـا وروح القــدس ليس له كفاء
7. وقال الله قد أرسلت عبـداً يقول الحــق إن نفع البـلاء
8. شهدت به فقوموا صدقـوه فقلتم لا نقـوم ولا نشـــاء
الأبيات )9-15) الفكرة : يدافع عن الرسول (ص) , ويقرع أبا سفيان
9. هـجوت محمداً وأجـبت عنه وعــند الله في ذاك الجـزاء
10. أتهجوه ولست لـه بكـفء؟ فشــركما لخيركمـا الفـداء
11. هجوت مباركا بـراً حنيفـاً أميـن الله شــيعتـه الوفـاء
12. فمن يهجو رسول الله منكم ويمدحـه وينصره سـواء ؟
13. فإن أبي ووالده وعرضـي لعــرض محمد منكـم وقـاء
14 . لساني صارم لا عيب فيـه وبحـــري لا تكـدره الـدلاء
شرح الابيات
1) المفردات: عدمنا خيلنا:فقدنا خيلنا (الدعاء بالهلاك ) النقع:الغبار كداء: موضع في أطراف مكة .
الشرح : يدعو على الخيل بالهلاك إنْ لم تهاجم قريشا و تثير الغبار حتى تصل إلى كداء وتدخل مكة فاتحة ظافرة
2) المفردات: يبارين: يجارين : الأسنة: جمع سنة ، وهو الرماح مصعدات: صاعدات الأسل: مفردها وسيلة ، وهو الرماح
الشرح : خيول المسلمين سريعة في المعركة تسابق الرماح التي وضعت بمحاذاة أعناقها ظنا منها أنها تجري معها, تصعد للعلا ، متحفزة لقتال العدو، تحمل رماحا تشتهي خوض المعارك وسفك الدماء.
التصوير الفني : يبارين الأسنة:كناية عن سرعة الخيل و استعدادها للقتالالأسل الظماء:.شبه الأسل بوحوش ضارية متعطشة للدماء (استعارة مكنية) الكناية في قوله تثير النقع عن اشتداد المعركة .
3) المفردات: :متمطرات: مسرعات تلطمهن: تضرب النساء وجوه الخيل لتردها الخُمر: جمع خمار ،وهي الستر الذي تغطي به المرأة رأسها.
الشرح : تظل خيولنا في المعركة مستعدة لقتال الأعداء مسرعة في مواجهتهم لا تجد من يردها في صفوف العدو فتخرج إليها نساء الكافرين تحاول كل منهن ردها بخمارها دلالة على هزيمة المشركين وهروبهم من أرض المعركة التصوير الفني : تلطمهن بالخمر:- كناية عن انهزام المشركين .
4) المفردات: تعرضوا عنا:تبتعدوا عن طريقنا اعتمرنا:أدينا العمرة كان الفتح:تم الفتح مكة(كان هنا تامة , الفتح فاعل) انكشف الغطاء:زال الشرك .
الشرح : يخاطب الشاعر كفار قريش قائلا ولتعلموا أننا قادمون إلى مكة لأداء العمرة . فإن أفسحتم لنا الطريق دخلناها معتمرين وكان فتح مكة الذي بسببه يزول عنها الشرك.
التصوير الفني: انكشف الغطاء: شبه الكفر بالغطاء الذي يحجب النور وحذف المشبه وصرح بالمشبه به (تصريحية)الأساليب: استخدم أسلوب الشرط لتقديم الحجة والإقناع .
5) المفردات: الجلاد: التضارب بالسيوف في القتال يعزّ:يقوي وينصر.
الشرح : يخاطب الشاعر كفار قريش: وإلا فاصبروا واستعدوا لحرب شديدة تتضارب بها السيوف قد ضمن الله لنا فيها النصر فقد تكفل بنصر من والاه وهزيمة من عاداه.
الأساليب: استخدم الأمر بغرض التهديد .
6) المفردات: : روح القدس: جبريل عليه السلام كفاء: نظير
الشرح : يفتخر بأن جبريل الأمين (روح القدس) قد اختاره الله ليكون للمسلمين قوة ليس لها عند قريش مثيل.
7) المفردات: عبدا: هو سيدنا محمد عليه السلام البلاء: الاختبار.
الشرح : أن الله أرسل رسوله محمدا لا يقول إلا الحق ، ويختبر الناس بالإيمان أو عدمه.
8 ) المفردات: شهدت به: آمنت به .
الشرح : يخاطب الشاعر كفار قريش بأنه آمن بالرسول (ص) ورسالته ، ويدعوهم للإيمان به وتصديق رسالته ،ولكنهم قالوا إنهم يرفضون هذه الدعوة ولا يريدون تصديق الرسول (ص) ورسالته.
9) المفردات: هجوت :المقصود هنا أبو سفيان بن الحارث ابن عم الرسول (ص) وأخوه في الرضاعة (كان قد هجا الرسول (ص) قبل إسلامه) لكنه اسلم بعد ذلك واعتذر للرسول (ص) عما فرط منه.
الشرح : يخاطب الشاعر أبا سفيان الذي هجا الرسول (ص) لقد هجوت َمحمداً حقداً وحسداً وإنني أتولى الإجابة عنه مخلصا لوجه الله طالبا لثوابه فقط.
10) المفردات: الكفء:المثيل والنظير شركما:هو أبو سفيان لخيركما:هو الرسول صلى الله عليه وسلم.
الشرح : يخاطب الشاعر أبا سفيان كيف تهجو رسول الله وأنت لا تسمو إلى مكانته فليجعلك الله فداء له.
المحسنات البديعية:الطباق في قوله شركما لخيركما لتأكيد المعاني وتوضيحها وتجميلها
الأساليب: استخدم الاستفهام بغرض الاستنكار والتوبيخ.
11) المفردات: البَرّ:الصالح الكثير الخير الحنيف: الذي يدين بالحق الشيمة:الطبع.
الشرح : يخاطب الشاعر أبا سفيان إنك إذ تهجوه إنما تهجو مباركا محبا للخير داعيا إلى الحق من طبعه الوفاء وقد ائتمنه الله على رسالته.
12) الشرح: إن رسول الله لا يضره هجاؤكم و لا ينفعه مدحكم ونصركم لأن الله القوي العزيز معه.
المحسنات البديعية: الطباق : في قوله تهجو ويمدح لتأكيد المعاني وتوضيحها وتجميلها.
13) المفردات: عرضي: المقصود بها نفس الشاعر وقاء:حافظ ومانع .
الشرح : وقد جعلت من نفسي وأهلي وكل ما اعتز به وقاية لرسول الله (ص) ومدافعا عنه.
14) المفردات: صارم:سيف قاطع الدّلاء: ما يستقى بها .
الشرح : ولا طاقة لكم بي فلساني سيف قاطع وشعري أوسع وأكبر من أن يقلل من شأنه معاند كالبحر العظيم الصافي لا تكدره الدلاء إذا ألقيت فيه.
التصوير الفني : لساني صارم :تشبيه بليغ. شبه اللسان بالسيف القاطع .
بحري لا تكدره الدلاء:شبه الشاعر شعره بالبحر وحذف المشبه وصرح بالمشبه به فالاستعارة تصريحية
أسئلة اضافية
س1 / ما معنى (النقع) ؟ وما مراد الشاعر بقوله: (عدمنا خيلنا) ؟
ج1: النقع هو: غبار الحرب.
والمراد من (عدمنا خيلنا): لا عاشت خيلنا إنْ لم تهاجمكم، أي دعاء على خيل المسلمين بالموت إنْ لم تهاجم الأعداء المشركين.
س2 / بالغ حسَّان في وصف سرعة الخيل وقوتها . فبم وصفها ؟ ولماذا يُهوِّل في وصفها ؟
ج2: وصفها بأنَّها مسرعة في الصعود، متحفزة لقتال العدو، على أكتافها رماح المسلمين المتعطشة لدماء الكفار. وهوَّل في وصفها؛ ليخيف العدو .
س3 / خيَّر حسَّانُ المشركين في بيتين من القصيدة بين أمرين . اذكر البيتين ووضح الأمرين .
ج3/ البيتان هما:
فإما تُعرضوا عنَّا اعتمرنا وكان الفتح، وانكشف الغطاءُ
وإلا فاصـبروا لجلاد يـوم يـعــزُّ اللـهُ فـيـه مـن يـشـاءُ
الأمران:
خيَّرهم بين:
1ـ الاستسلام.
2ـ الحرب.
س4 / ما مدى تأثر حسَّان بمعاني الإسلام وألفاظه ؟ استشهد على ذلك من شعره ؟
ج4: تأثر شديد.
مثل: اعتمرنا ـ يعزُّ الله فيه من يشاء ـ جبريل أمين الله ـ روح القدس ـ وقال الله: قد أرسلتُ عبداً ـ يقول الحق ـ وعند الله في ذاك الجزاء.
س5 / ظهر حبُّ حسَّان لنبي الإسلام . وضِّح كيف صوَّر هذا الحب ؟
ج5: ظهر في رغبته وقدرته على التضحية بوالده وجده وعرضه في سبيل رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلَّم ـ .
س6 / وضِّح الصورتين الواردتين في البيت الرابع عشر ؟
ج6: الصورة الأولى: لسان الشاعر سيفٌ صارم.
التوضيح: شبَّه الشاعر لسانه بالسيف الصارم، ووجه الشبه: الحسم والصرامة.
الصورة الثانية: قدرته الشعرية بحرٌ لا تكدِّره الدِّلاء .
التوضيح: شبَّه الشاعر قدرته الشعرية الهائلة بالبحر العميق الواسع الذي لا تكدِّره الدِّلاء، ووجه الشبه: العمق والسعة.
س7 / لماذا كان البيت الثاني عشر لاذع السخرية ؟
ج7: لأنّه يرى كفار قريش لا وزن لهم ولا قيمة، ومدحهم للنبي أو هجاؤهم له لا يغيِّر شيئاً.
س8 / في أحد الأبيات إشارة إلى هزيمة المشركين . حدِّد البيت واشرحه ؟
ج / البيت الخامس :
وإلا.. فاصبروا لجلاد يوم يعزُّ الله فيه من يشاءُ
الشرح: أي إنْ لم تستسلموا فانتظروا يوماً سينصر الله فيه المسلمين.
س9 / حدِّد البيت الذي تعتقد أنَّ حسَّان بلغ فيه قمة الفخر ؟ واذكر السبب ؟
ج9 : البيت الرابع عشر:
لساني صارم لا عيب فيه وبحري لا تكدِّره الدِّلاءُ
السبب: لأنَّه يصوِّر لسانه لكفار قريش سيفاً صارماً، وقدرته الشعرية بحراً لا تعكره الدِّلاء.
س10 / تحدَّث عن عاطفة الشاعر في هذه الأبيات ؟
ج10: عاطفة حارة صادقة.
س11/ بم يُلقَب الشاعر حسَّان بن ثابت؟
ج11: يُلقب بـ: (شاعر الرسول)، (شاعر رسول الله)، (شاعر الإسلام).
إجابات الأسئلة (المناقشة والتقويم) ص 107
س1 ١- سریعة ٢- سلسة القیاد.
س2 الشعر والسیف .
س3 المبارك ، البر ، الحنیف ، أمین الله ، الوفيّ .
س4
١ - استخدام ألفاظ المعجم الجاھلي مثل : تثیر النقع ، یبارین الأسنة ، مصعدات ، الأسل الظماء
واستخدم ألفاظاً اسلامية مثل : أمین الله ، جبریل ، یعز الله فیھ من یشاء ، عند الله ... .
٣ - یعبر عن المعاني التي كانت سائدة في العصر الجاھلي من مثل : " تلطمھن بالخمر النساء " " فنحكم بالقوافي من ھجانا " ، ویمزج بینھا وبین المعاني الإسلامیة مثل : " وإما تعرضوا عنا اعتمرنا " ، " وكان الفتح " .... .
س5:
س6 أ - یشیر حسان بن ثابت في البیتین السابقین إلى وسائلھ في الدفاع عن الرسول علیھ الصلاة والسلام ،فالسیوف صارمة قاطعة في ساحات القتال ، والشعر محكم شدید الوقع والأثر .
وبحري لا تكدره الدلاء " : شبه شعره بالبحر الصافي البعید
ج- نمنع بشعرنا من یھجونا .
س7: الاجابات الصحيحة هي (أ. ب. د. و)
س8 ا: 1 . ب: 2 . ج:3 . د: 2 . هـ:3. و:1 . ز:1 ح: 3
س9
أ. - شرح بیت حسان : یصف الشاعر الخیل وشوقھا للحرب ، ماضیة لا تنثني ، وعلى أكتاف فرسانھا الرماح المتعطشة للدماء .
شرح بیت المتنبي : یصف الخیل مقیدة الشعر وھو مما یمدح بھ الخیل - وقد أشرعت الرماح من بین آذانھا .
ب. تصویر الخیل السریعة في ساحات القتال وعلیھا الفرسان ومعھم الرماح .
ج- - في بیت حسان : یستخدم الشاعر الكنایة عن سرعة الخیل بقولھ : " یبارین الأسنة " ، ویصور الرماح باستخدام الاستعارة المكنیة ، فقد شبھھا بالوحوش المتعطشة للدماء .
في بیت المتنبي : یصور الشاعر سرعة الخیل حتى أنھا تكاد تسبق الرماح في ساحات القتال وهي كنایة .
یختل وزن البیت .
ھ - الأسنة ، الأسل ، القنا ، العوالي .
و- بیت حسان أجمل ؛ وذلك لاعتماده على العناصر البیانیة في تشكیل الصورة من الكنایة والاستعارة .
التعليقات (0)