مواضيع اليوم

قصيدة بتصرف

رؤى نزار محمد

2010-11-05 08:06:30

0

 

 

أَلشهيدُ يُحاصرُني كُلَّما عِشْتُ يوماً جديداً
ويسألني: أَين كُنْت ؟

أَعِدْ للقواميس كُلَّ الكلام الذي كُنْتَ أَهْدَيْتَنِيه،
وخفِّفْ عن النائمين طنين الصدى
الشهيدُ يُعَلِّمني: لا جمال خارجَ حريتي.
الشهيدُ يُوَضِّحُ لي: لم أفتِّشْ وراء المدى
عن عذارى الخلود، فإني أُحبُّ الحياةَ
علي الأرض، بين الصُنَوْبرِ والتين،
لكنني ما استطعتُ إليها سبيلاً، ففتَّشْتُ
عنها بآخر ما أملكُ: الدمِ في جَسَدِ اللازوردْ.
الشهيدُ يُحاصِرُني: لا تَسِرْ في الجنازة
إلاّ إذا كُنْتَ تعرفني. لا أُريد مجاملةً
من أَحَدْ.
الشهيد يُحَذِّرُني: لا تُصَدِّقْ زغاريدهُنَّ.
وصدّق أَبي حين ينظر في صورتي باكياً:
كيف بدَّلْتَ أدوارنا يا بُنيّ، وسِرْتَ أَمامي.
أنا أوّلاً، وأنا أوّلاً !
الشهيدُ يُحَاصرني: لم أُغيِّرْ سوي موقعي وأَثاثي الفقيرِ.
وَضَعْتُ غزالاً علي مخدعي،
وهلالاً علي إصبعي،
كي أُخفِّف من وَجَعي !
سيمتدُّ هذا (الارهاب) ليقنعنا باختيار عبوديّة لا تضرّ، ولكن بحريَّة كاملة!!.
أَن تُقَاوِم يعني: التأكُّدَ من صحّة
القلب ، ومن دائكَ المتأصِّلِ:
داءِ الأملْ.

أَصدقائي يُعدُّون لي دائماً حفلةً
للوداع، وقبراً مريحاً يُظَلِّلهُ السنديانُ
وشاهدةً من رخام الزمن
فأسبقهم دائماً في الجنازة:
مَنْ مات.. مَنْ ؟
(الارهاب) يُحَوِّلني من مُغَنٍّ الى . . . وَتَرٍ سادس في الكمانْ!

 


الشهيدة ....

بنت الشهيدة ...

بنت الشهيد ...

و أخت الشهيد

و أخت الشهيدة

كنة أم الشهيدة

حفيدة جدٍ شهيدٍ

و جارة عم الشهيد

إلى آخره ... إلى آخره

ولا شيء يحدث في العالم المتمدن

فالزمن البربري انتهى

و الضحية مجهولة الاسم عاديةٌ

و الضحية مثل الحقيقة ... نسبيةٌ

إلى آخره ... إلى آخره ... إلى آخره

 

سيمتد هذا  (الارهاب) ....

إلى أن نعلم أعدائنا نماذج من شعرنا الجاهلي

سيمتد هذا (الارهاب) ....

إلى أن يحس القاتل مثل المقتول

أن الضجر صفةٌ من صفات البشر

حاصر موتك بالجنون ..و بالجنون و بالجنون

ذهب الذين تحبهم ذهبوا ....

فإما أن تكون ...أو لا تكون


 

 

 قصيدة الشاعر محمود درويش (الى قاتل ) وضعتها بتصرف

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات