مواضيع اليوم

قصيدة القدس يليها رحلة في صور إلى زهرة المدائن

محمد احمد

2009-03-15 18:19:52

0

يا قُدْسُ ...يا باباً إلى الله ارْتَمى

عبداللّطيف الوراري

 

 

لِلّهِ جرْح ُالقُدْس رأْسُ جِراحِنا   أعيى الأساة، وزاد عن شُرّاحِنا
أدمى القلوب فللقلوب مواجع    في الليل حتى صار همّاً طاحِنا
يبري اذا سرنا النّهار جسومنا،   ويفتُّ حين ننامُ في أرْواحـنا
ما مرّ يوْمٌ ليس في حــدثانه    دمُنا، وفي فمه حديثُ براحِنا
كلّ السنون على الرِّماح شهيدةٌ    يا ليْتنا كنّا شهودَ رمــاحِنا
في كلّ بيْتٍ غُصّــةٌ عربيّةٌ     تشكو هوانَ الدّمع في أتراحِنا
وتُسرّ للنجمات تنْشجُ: أيُّـنا     أوْلى ليعزف في الحنين ملاحِنا
يا صَبْرنا القاسي على أشْواقنا    لمّا سَقينا الجرْحَ أعذب راحِنا
ليْت الغيوم حنَتْ علينا كلَّمـا   هبّتْ على الأشْواق سُودُ رِياحِنا


ياقُدْس. يا باباً إلى الله ارْتمى     كيف الوصول إليك بيْن جراحِنا؟
يا برْزخاً وسع المعاني كلـَّها     هل أطلقتْ رُؤياكِ بابَ سراحِنا؟
ياجَلّ مَنْ وَشَت الصّباحة وجْهَها  فوْقَ الصّفات،متى أوانُ صباحِنا؟
تُقْـنا إلى خُصْلاتك الرّيَّى وقد   مرّت على دمك الحروبُ طواحنا
كعُيوننا ظمِئت اليك فهل روتْ    خصلاتك الأحلام ماء صداحنا؟
صُمْنا إليك، فهل سمعْتِ ذماءنا    يا أمّــنا أم نُحْت مثل نُواحِنا؟
تبْكين أطيافَ الحمائم في الْحِمى   والطّـيْر لا تشدو على أدواحنا
والشّمس تلهثُ والثّكالى والرُّؤى ومرابعُ الأقْصى ومحْلُ بطاحِـنا
والآيُ تحتـك تعبث الأيدي بها    حتّى تزول الآي من ألْـواحنا
وبكيت في عُمَر الكرامةَ والنّدى  وسنا السّنابك في خُيول صلاحنا
ورزحْتِ تحت القيد تنتظرينَ منْ  خـَـذلُوك بيْن غدوِّنا ورواحنا
لا يُــنْجزون الوعْدَ إلاّ كـاذباً  ويردّدون صــداك قوْلاً لاحنا


ياقُدْس صَبْراً إن
ْ رُزِئْت بذلِّـنا،  وعييت دهراً من ضروب كُساحنا
وجرعْتِ كأسكِ علْقماً، ولكمْ جَرى   من حاجبيْك النّور في أقداحنا
صَبْراً.. سيطلعُ من جراحكِ بيْننا     جيلٌ يصير إليه أمْر ُ صلاحِـنا
تُحْيي أصابعُه اليبـابَ، ويرتدي       في وقفة الأبْــطال تاجَ كِفاحنا
وإليْكِ يسلكُ كلّ درْبٍ نــازفٍ       حتّى يزفَّ النّصْـر في أفراحِنا

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !