مواضيع اليوم

قصيدة أعظم من دمي تدعى غوانتانامو

أحمد الشرعبي

2010-06-10 05:46:37

0

الجسدُ _ يا بارود الحديقة_ تفاحة للقضبان
كأنني الشهداء يسجلون رائحةَ الأدغال
وأحجارَ الفراشة في دفتر ملاحظات النسرين
غرفةُ التحقيق الوجه خميرة
اشربْني أيها الدم الريفي
وامشِ على شفرات النسيم
لا ذبحتي الصدرية خليج الخنازير
ولا جوربي حضارة المومسات الديمقراطية
وحضنتُ أجساد أئمة قريش الثائرين
ولم أجد جبين أبي كي أموت فيه
ادخلْ يا أذان الفجر إلى خلايا نخاعي الشوكي
رفاتي
إنكَ الشاهد على موت فهود عيوني
فلا تخدعني مثلما خدعوني
تمارا توافق على خطوبتنا
بينما كنتُ أساق إلى خشبة الإعدام
الذكرياتُ آخر أسلحة العصافير
ينبع أكسجين دمي من جبل أُحد
ويصب في عظام الأطلسي
حاملاً نعال الأنبياء على رأسي
أين رعشتي التي تلف نيازك الأنهار ؟
تشهد البحورُ في محكمة الصراصير
ويرجع الماس كربوناً في صخرات المغيب
وتؤلف بغايا شيكاغو سِفراً مقدساً دموياً جديداً
وجهي المؤقتُ على لائحة المقتولين
جسمي الملح على شوك الضحك
فكَّ شيفرة سكوتي
ساوِمْ ظلالي في أوج الرغبة
لأني أصرخ في خلايا طيران الوادي
باتجاه صدري الغربال
فأشم صراخ أمهات غريبات
وركضتُ نحوكِ يا رئتي أسأل عن أمي
وبكت خالة الفراشة المتعفنة على الأراجيح
فرأيتُ جثمان حديقتنا في عيون الريح
وقرأتُ اسمي على شواهد القبور
وامتلأ بيتنا بالنساء الباكيات
اللواتي تركن الطعام على النار
والأطفالَ الصاخبين والأقفاصَ الرخيصة للنسور
وانكسرت قلوبٌ وقيود وأباريق فخار
في زوايا مرضي القديم وغرفتي المهجورة
ولمحتُ في ذهن الليالي القتيلات
سدوم تسرق ثياب القتلة وتبيعها للعار
سَيَزُور العقيقُ لونَ البنزين المريض
في منام سيارات نقل الموتى الجديدة
وبناتُ حَيِّنا الميتات وراء ستائر الخيال
حاولتُ إنقاذ رمحي المنصوب في جرحي
لكن البرق أقرب إلى حلمي من الصحراء
وبكيتُ نيابةً عن السُّكر في دموعي
حتى قرف البكاء مني
كل ثانية أنتحر وأنتحر
إن الرصاصة التي رسمت ضحكتها في قلبي
هي ومضة أو قطعة ثلج في كأس عصير
على قبر ذبابة مشى الجنود في جنازتها
إن للصخر دماءً نسائية تتنفس في حفر المجاري
في كف الماء اليمنى استعراضٌ عسكري للوحل
وفي اليسرى شَعر تينة أسيرة
والغرباء دفنوا مملكتي في رمال الوهم
عانقتُ موتي عند موتي قرب موتي
في سفوح المطر المعلبة
أتعرى أمام مغسلة الحزن
كما يتعرى لونُ الفطر السام في قشعريرة الحِبر
جرحكَ الكريستالي دمي الملوث زنزانة تحيض
وفرح الزبرجدُ لأن النباتات مشت في جنازته
الذكرى شظيات أم أضرحة القلب عصافير ؟
حقولُ الرعشة فجَّرتْني أوديةً
فلملمتُ أشلائي في كيس حجري
علَّقْنا نساءنا براويز ذباب
على لوحات أرقام السيارات في الجمارك
ولم نكتشف المرأة الضوء
بجعةٌ ترتدي واقياً ضد الرصاص
والبرقُ يقطف ورق التوت بيديه الجريحتين
لم تتذكر مراهقات مرسيليا وجوهَ الملوك
الذين يبدلون عشيقاتهم كالجوارب المريحة
نغيِّر أقنعتنا لنصير قماشاً رخيصاً لأعلام متعفنة
يلوِّح بها مقامرو الوحدة الوطنية
وتنتشر التوابيت البطيئة في الأغاني السريعة
عند ملاقط الغسيل على نزف تمسه بنتٌ إيطالية
تنتحر في ضحكات الإسكندرية
قد أربي أحفادَ الخشب بعد احتراقه
في قلوب الثلج الأزرق
ولم يكن تفكير البابونج في أشكال ذبحه
سوى إصابة الصقيع بالشلل النصفي
على قرميد المنافي وكراسي المجرات
والبرتقالُ الأخضر سيرمي قصص حبنا الفاشلة
في أفواه الغسق أو أسنانِ الإعصار
وتمضي حواجبنا تحمل البنادق في طريق المذنَّبات
كلَّ ليلة تغسل حيفا _ جارة الأكسجين في رئتي_
خصلاتِ شَعرها في دمائي اليابسة
سيزوِّر الأغرابُ جبهةً راكضة للرمل
وردةَ الجبال الوحيدة صداقاتِ النخيل
برتقالتين على طاولة الأحلام العابرة
كأنني ظهيرة ما في يوم ماطر
والمزاريب تتشظى في ساعة يد الحصى
والغصونُ ما زالت تحلم بالمحارِبين القدامى
إن جذع الليلك يقاتل غبارَ الأمسيات
رفيقتي الذكرى التي تجمع صدفَ الحنين
على سواحل الغضب البنفسجي
إنكِ الشرطية الواقفة على نافذة قلبي
فمتى ستسمحين للبحارة أن يزوروني ؟
ولادةٌ قيصرية لكلام سيموت
لأطفال سينهضون من أنابيب خزانات المياه
في مزارعِ الثورة وأسفارِ القتال
تعالَ إلي أيها النسيان الزمردي
لأنسى أكوام الوسواس القهري في خلاياي
ومكياجَ القاضية العارية في محاكمنا العسكرية
وبلوطَ المقابر الصاعد من رقاب الأسرى
وذهولَ إناث الكلاب في دولتنا البوليسية
لصوصُ بلادي أثاث القبور المر إنه الطوفان
كلما أمسكتُ صوتَ الماء تفجر الصدى المتعَب
شكراً للأموات الذين يضيِّعون وقتهم
في التمييز بين الموتى والموتى
مكياجُ التوتر كأنه الرقصة القاتلة
على حافة مغناطيس الحلم
كوخٌ يقضي وقتَ فراغه في زيارة الخفافيش
على مدرجات الغياب بكارةِ الدمعة الخريرِ العاصف
الآن أسلِّط على غضاريف أثاث الجرح
أشعةَ الحب كي أحرق الليزر في الصهيل
للضوء ضوءٌ لا يعرف أباه
تسألني القاعات الخالية
وتسأل برقوقَ المغارات حاويةُ القمامة
على أرقام القبرات السجينة
هل سيرقص الحصان في صندوق بريد فارغ
أم سيصطاد الغزاةُ حركاتِ راقصات الباليه
على درج نظَّفه رماد الجثث المحترقة ؟
العطرُ يترنح على بيضة بحيرة
لكن الوردة تروض نعامةً لا تروِّضها
بساطيرُ الشرطيات في أدغال الشهوة
كلُّ شيء يتغير في هذا الجنون :
ألوانُ ربطات العنق للقوادين في مستودعات الميناء
عناوينُ بائعات الهوى في أكياس الشاي
أنواعُ الآلات الحاسبة للمرابين
لونُ قزحيات العبيد وهم يتسلقون أعضاء نسائهم
كي يصلوا إلى الوزارات في مملكة الضفادع
انتماءُ النرجس إلى مياه الرعد النيئة
تنورةُ سكرتيرة الطبيب النفسي
مضاداتُ الاكتئاب للاعبات التنس الأرضي
أوقاتُ انتحار ماري أنطوانيت في آبار الرقص
لونُ قبعات البنات في جامعة كمبردج
حيث يلقي نيوتن آخر محاضراته .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات