مواضيع اليوم

قصيدة ( أبى) للشاعرة سارة طالب السهيل ( سارة السهيل )

الوليد المالكي

2010-04-08 16:26:44

0

قصيدة أبى للشاعرة العراقية سارة طالب السهيل   (سارة السهيل)
قصيدة أبي

من واجبي أن أوضح بعض الجوانب التي تضع هذه القصيدة في سياقها الصحيح . فهي في الموضوع العزيز علي كل فتاة : في أبي ، المؤلم بلا حدود لكل فتاة: في رثائه،الذي يتجدد بغير انتهاء ... رثائه بعد ثلاثة عشرة سنة من استشهاده في بيروت (علي يد النظام العراقي السابق).
هذا الأب : طالب السهيل ، المنتمي إلي جذور عربية تميمية ...لا يزال ، ويبقي حاضرا في قلبي ، ماثلا أمام ناظري .. ولست أبالغ إذا قلت إنني إلي اليوم وغدا لا أزال التجئ إليه ، أبحث عن الحماية ، وألتمس المشورة .
لقد تصادف أن قرأت في ديوان سقط الزند لأبي العلاء المعري قصيدة له يداعب بها صديقا شاعرا علويا ، فالقصيدة ليست من قصائد الرثاء ، ولكنها تبدأ ببيت وجدته يحرك شجني ويغمر نفسي بأجواء الفقد والألم . لقد اكتفيت من قصيدة أبي العلاء بالشطر الأول من مطلعها الذي يقول فيه مخاطبا رفيقيه علي طريقة الشاعر القديم :
عللاني فإن بيض الأماني
فنيت والظلام ليس بفاني
لقد أخذت الشطر الأول فقط من قصيدة أبي العلاء ، وقد كان هذا الشطر قادرا علي أن يتفاعل مع انفعالاتي ويمدني بهذه القصيدة .
ومن المهم أن أشير أيضا أن شطرا واحدا في ثنايا القصيدة قد أخذته من شعر عمر بن ربيعة – الشاعر الغزلي ، الأموي المشهور ، وهو قوله :
وسهيل إذا استقل يماني
وقد أغراني بهذا الاقتباس ، وحسنه لي ، أن جدي اسمه سهيل . واسم عائلتي السهيل ..
عللاني فإن بيض الأماني
جللتها موجع الأحزان
جمد الدمع في عيوني لما
غاب عن أفقنا ضياء الأماني
ما تناسيت حين أهلي جميع
ما أبهنا بسطوة الطغيان
يا عراق الخلود عشت عظيما
وأحاطتك راحة الرحمان
وااااأبي يضيء طريقي
وملاذي من وقده النيران
كنت نجما يجوب في أفق سعد
وسهيل إذا استقل يماني
إنما كنت فارسا يعربيا
معلما معلم الفرسان
قد فديت العراق بالمهجة الحري
وبالعمر المليء بالعنفوان
إيه ياشيخنا الجليل ترفق
بقلوب مشتاقة للحنان
كنت في ليلنا الطويل هلالا
كنت شمسا في يومنا الحيران
أيها السائلي عن الوجد أقصر
لوعة الفقد والهوى والأمان
ملء عيني وملء قلبي وروحي
وسري خاطري وفي وجداني

ذاك قولي عن طالب مطلوب
فيض إنعامه كما الغدران
لا رعي الله قاتليك وباء وا
بجحيم ولعنة وهوان
يا أديم العراق رفقا بقلبي
قد حرمنا من زينة الشجعان
راجح الحلم كالجبال رزين
رائع القول واهب للمعاني
قد رعيت العهود صدقا وعدلا
وصدقت الوداد في الكتمان
يا ملاك السماء هفهف جناحيك
علي قبره عظيم الشأن
نم قريرا في جنة الخلد واهنأ
في سلام وراحة وأمان
حفظ الله للعراق سهيلا
وتميما مرفوعة البنيان

قصيدة أبى للشاعرة العراقية سارة طالب السهيل (سارة السهيل)

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !