اللغز

في لحظات تغادرني الأفكار والاحلام
تهرب مني كهروب سجين لمقابلة الحرية
واحتضانها
تغادرني كمغادرة زوار قبر احتضن عزيز
خطفه من بين أيادي الزوار فأسقط دموعهم
التي هربت من مقلها رافضة البقاء كرفض حبيبتي
البقاء في قلبي
وأتسائل وسط غوصى في بحرالدنيا المليئ بالتناقضات
المليئ بالانكسارات وقليل النجاحات
هل الدنيا غريبة أم نحن الغرباء عنها
هل نحن نبحث عن اشياء تبدوا في واقعها
من حقنا البحث عنها ومن حقنا إختطافها
ومن حقنا أن نبكي من أجلها وتذوب قلوبنا
وتنكسر آهاتنا ويصيب الوجع أناتنا
أسأل هل الحياة أصعب من أن نفهمها
أم كبرياء الحياة أكبر من كبرياء عاشق
عشق الحياة والبحث وأحتضان مقومات عشقه
بين تناقضات الحياة
التي ترفض أن تفتح أياديها
لكل حبيب عشق حبيبته
ولكل طفل بكى متلهفاً تقبيل
ثدى أمه
دنيا ترفض أن تفتح يديها لكل لقيط فقد طول الدنيا وعرضها
فقد نهدين ذابا بين شفاة مارق طريق
تصبب عرق فوقهن فأصابهما بالنجس
فكان عرقه خمر تساقط فوق النهدين
وسار في طريق النحر للانتحار
انتحار الذات والذوات
انتحار طفل وسط الحياة
أنحن الغرباء عن دنيا خلقت قبلنا
أنحن لا نفهم معناها
أم هي أقسمت عذابنا
الدنيا وحبيبتي سواء
أنهن معادلة معقدة
معادلة يصعب حلها
معادلة تحتاج التفاني من أجل العيش بين سراديبها
ولكن
رغم عمري الذائب فيها
رغم وحدتي المرهقة من أجلها
رغم إنكسار قلبي ووجع فؤادي
رغم سهري رغم توهان خيالي
رغم موت احلامي
رغم أنين صمتي
رغم انهيار كلماتي ودموع حروفي
رغم تلعثم لساني
رغم غرقي
رغم اتسونامي لهفتي عليها عشقتها
عشقتها وعشقت دنيا معادلاتها
عشقت اسرارها
عشقت ما خلف صمتها
عشقت ما خلف دموعها
عشقت ابتسامة عيونها
عشقت الجرح الذي في شفاهها
عشقت الخوف الذي في ثناياها
عشقت الحزن المختبئ بين خصل شعرها
أحببتها
ولو مرة . ابتعدت سأكون البعد الذي ستبتعد إليه
لو فكرت مرة ساكون الفكر
لو بكت مرة ساكون الدمعة
لو ابتسمت مرة ساكون الابتسامة
لو فرحت مرة ساكون الفرحة
لو مرضت مرة ساكون أنا الوجع
وسأكون انا الدواء
ساكون انا البلسم
لو عطشت مرة ساكون أنا الماء
لو احتاجت الكلام ساكون انا الحروف سأكون أنا اللسان
فانا عشقتها وعشقت معادلاتها الصعبة
لن أسمح أن تعيش العمر بدوني
لن اسمح أن تقتلع جذورها من أرضي
فأرضي سجلت بأسمها
بساتيني أنبتت ازهارها من أجلها
و إحتضنت حياة الندى لأندى صباحها
الاشجار تتراقص عند اشتمام هوائها
لن اسمح للارض أن تحتضن غير اقدامها
لن اسمع موسيقى واغنيات غير اغنيات
لحنها واقدامها
فالحياة والحب والعشق والرومانسية وباريس ولاذقية العشق
والانهار والبحور والهواء خلقوا لها
وقوس قزح خلق للمستها
خلقوا لينحنوا امامها
فلن اسمح لها الا ان تكون دمي
فلن اسمح لها الا ان تكون روحي
لن اسمح لها ان تغادر غرفة موتي
لن اسمح لها ان تشق طريقا
بعيداً عن قلبي
فأنا فهمت الحياة ولكن
ما فهمت حل لغز حبيبتي ولكنني عشقتها
أعترف انها اصغر لغز في حياتي
واكبر تعقيداً وأكبر كبرياءاً
وأكبر جبروتاً وحباً وعشقاً
مختبأ خلف ستار حديدي
خلف ستار رباني
خلف ستار لا تملكه الدموع
لا يملكه الانحناء لا تملكه الانهيارات
 لا تملكه القبلات
لا يملكه أن اهدي نفسي وروحي وكل ذاتي
لغز أكبر مني وأكبر من حبي وعشقي
وأكبر من حبيبتي نفسها
لغز حبيبتي أكبر من الدنيا
لغز حبيبتي أكبر من موتي من أجلها
أكبر من موتي بين أناملها
أكبر من موتي أتحسس ألامها
أكبر من موتي أبكي الدمع من عيونها
فهي اللغز السامي في قلبي
أبحث عنها ....... أنتظرها .......أكون صغيرها أكون طفلها المدلل ....... فأكون في لحظات حبيبها عشيقها
وأكون في لحظات صديقها وفي لحظات استاذها ومن يرمي تساؤلاتها
ولكن
في كل اللحظات الانسان الذي يموت من أجل
أن يرى بسمة عيونها
أكون دوماً ...شارد الفكر .... شارد الحلم .... شارد الخيال
كيف أحصل على هديتها فهديتها لي فقط بسمة
هديتها لي فقط سماع صوتها
فلو كانت بعيدة بعد الصوت اسمعها
ولو تربعت على حفاف شمس أرى نورها
ولو أختبئت خلف سواد الليل
أشم رائحة عطر شعرها المسدول
كستائر جرحها
فجرحي   النازف الذي
لا ينضب هو مغادرتها عيوني
واللحظات التي أموت فيها
هي لحظات تطايرها من أمامي كشرارات
تطايرن من نيران عشقت اخشاب
فخلقت لهيب حب تطاير ليحرق جمود
اشجار تخشبت ونشفت أوراقها
وإضمحل طعم ثمارها منذ مغادرة عشاقها
فكل الاشياء تموت بدون أن ترتوي حباً
فكل الاشياء تموت بدون أن ترتوي حباً وعشقاً
الاخضر واليابس يموت
الانهار والبحار والمحيطات
لو لم تكن تحتضن  في جوفها حباً
لماتت اسماكها وحبيباتها
وكل اشيائها
ولكن سيبقى لغز حبيبتي هو عشقي
الذي لن يموت في داخلي أبداً
لن يموت في داخلي أبداً
أبداً
أبداً

شاعر الصومعة